السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من لطائف الفقه الحالف لا يحنث بحكم العرف

من لطائف الفقه الحالف لا يحنث بحكم العرف
17 سبتمبر 2007 22:28
الفقه الإسلامي مليء بالقواعد التي تتعلق بالعبادات والمعاملات التي تهم المسلم والتي من خلالها تستنبط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي مليئة بالحكايات والروايات اللطيفة، ومنها ''العادة محكمة''· ويقول الدكتور احمد محمود كريمة -استاذ الفقه الاسلامي بجامعة الازهر-: إن المراد بالعادة هنا العادة المطردة، وهي ترادف العرف بنوعيه: اللفظي والعملي، وهو ما اطمأنت اليه النفوس وعرفته وألفته، مستندة في ذلك الى استحسان العقل، ولن ينكره اصحاب الذوق السليم في الجماعة، ويحصل ذلك بالاستعمال الشائع المتكرر الصادر عن الميل والرغبة· والعرف- في نظر الشريعة الإسلامية- مستند عظيم الشأن لكثير من الاحكام العملية الجارية بين الناس في شتى ابواب الفقه، وله سلطان واسع المدى في توليد الاحكام وتجديدها وتعديلها واطلاقها وتقييدها، والعرف تولده الحاجات المتجددة المتطورة، ثم يكون نظاماً حاكماً تدور به وعليه عجلة المعاملات بين الناس· ومعنى قاعدة ''العادة محكمة'' أن العادة المستمرة المطردة تجعل حكماً لإثبات حكم شرعي لم يرد فيه نص بخلافه، سواء أكانت عادة عامة أم خاصة، أما اذا وجد نص شرعي يخالف القاعدة فلا شك في وجوب العمل بالنص وترك القاعدة، ومن شروط العمل بالعادة أن تكون سابقة فلا عبرة بالعرف الطارئ الذي يصاحب الواقعة او يتأخر عنها، والاصل في هذه القاعدة قول ابن مسعود رضي الله عنه: ''ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح''· ويضيف الدكتور كريمة: من لطائف هذه القاعدة الفقهية أنه لو حلف إنسان على ألا يجلس على بساط فجلس على الأرض، أو حلف على ألا يجلس تحت سقف فجلس تحت السماء، او لا يستضيء بسراج فاستضاء بالشمس، أو لا يأكل لحماً فأكل سمكاً لم يحنث في شيء من ذلك، مع أن الله تعالى سمَّى الأرض بساطاً في قوله تعالى في سورة نوح (والله جعل لكم الأرض بساطاً) [نوح:19]، وسمَّى السماء سقفاً في قوله تعالى في سورة الانبياء (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً···) [الأنبياء:32]، كما جعل الشمس سراجاً، وسمَّى السمك لحماً في قوله تعالى في سورة النحل (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طريّاً···) [النحل:14]·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©