16 سبتمبر 2007 05:08
ولأهل العلم ذكاء أريحي في الوعظ عن الدنيا: ومن ألطف ما روى في ذلك أن عالما زاهداً هو ابن السماك دخل على الخليفة العباسي هارون الرشيد ولما استقر به المجلس قال له الرشيد عظني يا ابن السماك· وتصادف أن كان الرشيد قد طلب كأساً من الماء، فجاء الخادم بالكأس وهمّ الرشيد بالشراب لولا أنه قال له تمهل يا أمير المؤمنين· أليس أعظم ما في هذه الدنيا هو الملك· قال الرشيد بلى· قال يا أمير المؤمنين ناشدتك الله لو أنك ظمئت واستبد بك الظمأ وساومك الذي لديه كوب الماء هذا على نصف ملكك، أكنت توافق؟ فتفكر، وقال: نعم ولا ريب· إذ ما فائدة الملك إذا أنا مت؟ قال فاشرب يا أمير المؤمنين هنيئاً مريئاً· فلما شرب قال له: ناشدتك الله يا أمير المؤمنين، إذا احتبس هذا الماء في جسمك لا قدر الله، وعزّ عليك إخراجه، وساومك من يستطيع ذلك على نصف ملكك الآخر فهل كنت توافق؟ قال نعم· قال يا أمير المؤمنين، إن ملكاً لا يساوي شربة ماء، غير جدير أن يتنازع عليه·
عدد اليوم
