زيادة كبيرة في معدل الجثث المجهولة

أكد مصدر طبي عراقي أمس تزايد أعداد الجثث المجهولة الهوية التي يعثر عليها في بغداد وضواحيها خلال الاسبوعين الماضيين بعد أن كان عددها انخفض إلى متوسط جثتين يوميا قبل هذه الفترة· وقال منجد صلاح الدين رضا مدير الطبابة العدلية في بغداد إن ''الطب العدلي يستقبل حوالى 15 جثة يوميا، من ضحايا أعمال العنف وهجمات تقع في بغداد''· وأكد أن ''أعداد الجثث في تصاعد منذ 15 يوما''· وأشار رضا إلى أن ''الطب العدلي كان يتلقى ما معدله جثتين يوميا منذ بداية العام الحالي بعد تطبيق خطة فرض القانون في بغداد''· وعبر عن أمله بتراجع الأعداد قائلا ''أتمنى ألا يستمر هذا التصاعد''· وشهدت مناطق متفرقة في العراق، خصوصا بغداد، تصاعدا في أعمال العنف خلال الاسابيع القليلة الماضية· وكانت القوات الأميركية في العراق والسلطات المحلية أعلنت أن أعمال العنف انخفضت بمعدل 60% منذ يونيو 2007 بعد زيادة عديد القوات الأميركية وإطلاق عملية فرض القانون في بغداد وتجميد الأنشطة العسكرية لميليشيا ''جيش المهدي''· وفي تطور سلبي آخر، تصاعدت التوترات مجددا في محافظة الأنبار التي كانت من قبل ميدانا لأعمال عنف دامية وأضحت لاحقا قصة نجاح للحملة الأميركية لإعادة الأمن الى العراق· فعلى طول الطريق الرئيسي الذي يقطع الفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار التي كانت في السابق معقلا للمسلحين وساحة لأعنف المعارك مع القوات الأميركية عام ،2004 أعيد فتح الأسواق وورش السيارات· ولكن كثيرين يقولون إن الغضب المتزايد من نقص فرص العمل والخدمات الاساسية والتقدم السياسي يهدد بتبديد السلام في المحافظة الغربية التي تمثل نحو ثلث مساحة العراق· وذكر ياسين البدراني شيخ عشيرة سنية أن الوضع في الأنبار حتى الآن ليس مستقرا والسلام نسبي مقارنة بما كان عليه الحال من قبل وغالبا ما يسبق الهدوء العاصفة· وفي يناير أعلن الجيش الأميركي انه قد ينقل مسؤولية الأمن في الأنبار للقوات العراقية ربما الشهر الجاري، ولكنه يبدو الآن أكثر حذراً· وفي مقابلة مع رويترز امتنع الميجر جنرال جون كيلي قائد القوات الأميركية في الأنبار عن تحديد جدول زمني، واكتفى بقوله سيجري نقل المسؤولية قريباً· وبدأ صبر زعماء العشائر السنية الذين يرجع لهم الفضل في تقليص أعمال العنف في الأنبار بتصديهم لـ''القاعدة''، ينفد من رجال السياسة· وقال كمال نوري عضو مجلس شيوخ عشائر الأنبار كان هناك اعتقاد بأنه مع إرساء الأمن في الأنبار سيتحول رجال السياسة إلى التنمية وإعادة البناء ولكن فوجئ الناس بإهمال من جانب الحكومة· ويطالب آلاف من انصار زعماء القبائل السنية بتجنيدهم في الجيش العراقي وقوة الشرطة أو منحهم وظائف أخرى محترمة· وأفاد الشيخ حميد العلواني رئيس مجلس شيوخ العشائر في الفلوجة أن عدد العاطلين في المدينة وحدها بلغ 20 الفا· وأبدى العلواني قلقه من انحراف العاطلين لطرق غير قويمة لكسب قوتهم، محذرا أن ''القاعدة'' لديها تمويل هائل··