البشير مستعد لوقف القتال في دارفور قبل المفاوضات

اعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن حكومته ''مستعدة'' للالتزام بوقف لاطلاق النار قبل استئناف مفاوضات السلام مع متمردي دارفور الشهر المقبل في ليبيا التي تمنى البابا بنديكتوس السادس عشر ''نجاحها''· وقبل لقائه مع البابا عقد البشير مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في ختام لقائهما· وقال ''اعلنا استعدادنا لوقف اطلاق نار بحلول بدء المفاوضات، من أجل إحلال أجواء ايجابية تتيح التوصل الى حل خلال المفاوضات''· واضاف ''ابدينا استعداد الحكومة السودانية للتفاوض مع المجموعات المتمردة في طرابلس، غير انه ينبغي الضغط على جميع المجموعات التي لم تشارك في مفاوضات ابوجا لحثها على المشاركة في المرحلة المقبلة''· وقال البشير ''طلبنا من الرئيس برودي أن تتدخل ايطاليا لدى دول اوروبية تستضيف بعض هذه المجموعات المتمردة لحثها على الضغط عليها'' من أجل التوصل الى حل، من دون ان يحدد هذه الدول· وقال ''نأمل أن تكون مفاوضات طرابلس الاخيرة وان تأتي بسلام نهائي''· والتقى البابا على انفراد الرئيس السوداني على مدى 25 دقيقة في اول زيارة من نوعها يقوم بها رئيس سوداني، ثم اجتمع البشير لنصف ساعة بالمونسنيور دومينيك مامبيرتي وزير خارجية الفاتيكان· وقال بيان صادر عن الفاتيكان إن البابا ''اعرب عن أمله القوي في نجاح المفاوضات للتمكن من وضع حد لمعاناة السكان وانعدام المن وليضمن لهم المساعدة الانسانية التي يستحقونها''· واعلن الفاتيكان أن ''الجو كان وقورا للغاية خلال هذا اللقاء'' مشيرا الى ''الاهمية الكبرى لهذه الزيارة بالنسبة للسودان''· من جهته قال برودي إن ''ايطاليا ستقوم بدورها، دور مهم من أجل السلام في دافور، ولن تكتفي بمساهمة مالية بل ستوفر وسائل نقل وبنى لوجستية لقوات السلام فضلا عن برامج تدريب عناصر'' بعثة الامم المتحدة في السودان· واستغلت منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' للدفاع عن حقوق الانسان فرصة زيارة الرئيس السوداني للطلب من برودي والحبر الاعظم ممارسة ضغوط على عمر البشير لحثه على تسليم المشتبه بهم في ارتكاب جرائم حرب المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية· واوردت المنظمة اسم احمد هارون وزير الدولة السوداني للشؤون الانسانية الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية واصدرت في حقه مذكرة توقيف رفضتها الخرطوم ايضا· الى ذلك اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية انه تم تعيين فرنسا ''سلطة تخطيط'' لنشر قوة عسكرية ينوي الاتحاد الاوروبي نشرها في كل من تشاد وافريقيا الوسطى في المناطق الحدودية مع اقليم دارفور· واوضح المتحدث باسم الوزارة لوران تيسير ان هذا التعيين يعني أن فرنسا ''ستضع السيناريوهات الاولى للتخطيط التمهيدي'' لهذه العملية العسكرية التي تهدف الى دعم انتشار قوة شرطة الامم المتحدة في هذه المناطق· واضاف ''هذا يتطلب وصول عدد من الكادرات العسكرية الاجنبية الى فرنسا''، مشيرا الى ان العملية الاوروبية ''تتم ادارتها بالتناغم مع قرارات الامم المتحدة''· وقد اعلنت الأمم المتحدة نقل احد قادة المتمردين في دارفور وهو سليمان جاموس الى كينيا بعدما امضى 14 شهرا في مستشفى في غرب السودان كان ممنوعا من مغادرته بامر من السلطات السودانية· وقالت المتحدثة باسم بعثة الامم المتحدة في السودان رضوى عاشوري أن ''جاموس غادر مستشفى الامم المتحدة في كادوجلي في ولاية جنوب كردفان متجها الى كينيا وهو البلد الذي اختار التوجه اليه''· واستأجرت الامم المتحدة طائرة خاصة لنقله الى مستشفى في كينيا حيث سيتلقى العلاج اللازم· واضافت عاشوري ان ''العملية تمت بالتنسيق مع السلطات السودانية وبموافقتها'' موضحة أن اتفاقا حول نقل جاموس خارج السودان ابرم بين الرئيس السوداني عمر البشير والامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال الزيارة التي قام بها الاخير الى الخرطوم مطلع هذا الشهر·