أين نحن في مونديال الناشئين؟

تابعت بشغف واهتمام مباريات مونديال الناشئين الذي استضافته كوريا الجنوبية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة خصوصاً أن المنتخبين السوري وشقيقه التونسي كانا هما المنتخبان العربيان الوحيدان في هذا المونديال الذي خلت أدواره النهائية منذ الدور ربع النهائي وحتى مباراة النهاية والختام من أي منتخب عربي أو آسيوي· وبالعودة لمونديالات الناشئين التي سبقته منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي وحتى نهايته·· فإننا كنا نشهد وجوداً مؤثراً وفاعلاً أداء ونتائج لمنتخباتنا العربية والآسيوية الناشئة في معظمها ان لم يكن جميعها·· وفي احداها أحرزنا الكأس المونديالية عام 1987 وفي بعضها وصلنا لمراحل متقدمة من المنافسة عليه· والسؤال الذي يطرح نفسه منذ الأعوام العشرة الأخيرة وحتى الآن·· لماذا بدأت منتخباتنا الناشئة عربياً وآسيوياً بالتراجع والانحدار مستوى ونتائج على الصعيد الدولي والعالمي·· ولماذا فقدنا رغبة وحق وقدرة المنافسة على الصدارة في هذه المونديالات التي تعتبر القاعدة والأساس في أي تطور كروي·· هل هو إهمالنا لمنتخبات الفئات العمرية الصغيرة والناشئة والشابة إعداداً وتدريباً ومتابعة ميدانية·· أم هو الضبط الصارم قارياً لمسألة تجاوز الأعمار في مثل هذه الفئات التي كان التزوير في جوازات ووثائق سفر وميلاد لاعبيها قد تجاوز الحدود في فترة من فترات ثمانينات وتسعينات القرن الماضي· كلها أسئلة بحاجة الى أجوبة مقنعة·· وخطط تطوير علمية ومتطورة·· ومراجعة دقيقة لمسابقات الفئات العمرية في بطولاتنا المحلية والتي لا تلقى نفس الاهتمام الذي يلقاه المنتخب الوطني الأول أو نظيره الأولمبي، وكذلك فرق الرجال الأولى من قبل اتحاداتنا الوطنية وأنديتنا الكروية· ويبدو ان الاحتراف على صعيد أنديتنا قد أخذ القسط الأكبر من الرعاية والاهتمام، وحصد الأخضر واليابس من امكانات أنديتنا المادية والفنية·· فاستقدمنا له أفضل الخبرات الأجنبية لعباً وتدريباً·· ووفرنا له كل امكانات كسب الخبرة من مباريات ومعسكرات داخلية وخارجية مكلفة في الوقت الذي تقاعسنا أو على الأقل أهملنا مسألة الاهتمام بفرق الفئات العمرية صغاراً وناشئين وشباباً·· وتلك معضلة ستكون لها آثارها السلبية على مستقبل كرتنا العربية والآسيوية اذا لم نتدارك ذلك من الآن ونعيد النظر في كل خططنا وبرامجنا المتعلقة بقواعد اللعبة التي هي الأول والأساس في أي تطور كروي ننشده ونطمح إليه··!