الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضرورة التدريب على تحمل المسؤولية داخل الأسرة

ضرورة التدريب على تحمل المسؤولية داخل الأسرة
14 سبتمبر 2007 23:31
نِعم الله تعالى على عباده كثيرة، وأهمها تلبية مطالب الفطرة البشرية السوية وتنظيمها حتى لا تكون عرضة للامتهان والعبث والفوضى·· وقد دعا الإسلام الى الزواج، واهتم ببناء الاسرة، وأرسى الأسس المتينة لتماسك الأسرة التي تعتبر أصل المجتمع وأساسه، ووضع الضوابط الكفيلة باستمرار الحياة على ثوابت إسلامية قوية تضمن استقرار المجتمعات وتقدمها، وهذا يتحقق ببناء أُسَر صالحة مؤمنة متماسكة تعرف قيم الاسلام، وتتمسك بمبادئه، وتؤدي رسالتها في المجتمع، وتحافظ على خصوصيتها· ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم -أستاذ الحديث ورئيس جامعة الأزهر السابق-: إن الاسلام اهتم ببناء الأسرة، لأنها أساس المجتمع، ومن أفرادها تتألف لبناته، فإن صلحت صلح المجتمع وقامت أركانه، ولا يقوم البناء بدون اسس تُرسي دعائمه، فان كانت قوية سليمة قام البناء ونهض، وان كانت ضعيفة غير سليمة خَرَّ البناء وانهار· وأوضح أن الاسرة تمثل أسس المجتمع الاصلية وخلاياه الحية التي يحيا بها ويقوم عليها، ولهذا حرص الاسلام على أن يكون بناء الاسرة محكماً، فأولى عناية كبيرة برعاية الاسرة وربة البيت لننشد فيها الصلاح والدين قبل أي صفة أخرى، وقد جعل الاسلام الزواج ضرورة حتمية، لأنه الطريق المشروع لاشباع الغريزة وحفظ الفروج وصيانة الأعراض وتكوين الاسرة وإنجاب الذرية واستمرار الحياة· وأكد أن الله سبحانه وتعالى جعل الزواج وتكوين الاسرة آية تدل على قدرته سبحانه، قال تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الروم 21)· وأضاف أن الله تعالى خلق حواء من ضلع آدم عليه السلام ليشعر الرجل بأن المرأة جزء منه، ولتشعر المرأة بأنها بعض الرجل، فهي تحن الى اصلها، وتلك هي الفطرة،، فمشيئة الله تعالى اقتضت أن يخلق من كل شيء زوجين، قال تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون (الذاريات 49)، واقتضت مشيئته سبحانه أن تستمر الحياة، وان يكون التكاثر عن طريق التزاوج، ولهذا كان الزواج سنة حميدة وفطرة طبيعية لما أودعه الله تعالى في تكوين كل من الذكر والانثى بجعل كلا منهما يميل الى الاخر، وهذا الميل سكن للرجل والمرأة ومودة ورحمة، وقد وضع الشرع للزواج نظاماً غاية في الدقة، وأرسى القرآن الكريم أسمى قاعدة يمكن ان تحقق الاستقرار للحياة الزوجية هي الاساس الذي تقوم عليه حقوقها وواجباتها في قوله تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف·· (البقرة 238)· واجبات وحقوق فعلى الزوج السعي والكسب، وعلى الزوجة تدبير المنزل ورعاية الأولاد والقيام بالشؤون المنزلية، كما قرر الاسلام مسؤولية الرجل في القوامة وأداء حق زوجته في قوله تعالى: وللرجال عليهن درجة (البقرة 238)، واساس هذه الدرجة يقوم على قوة الرجل وعلى انفاقه، ويقول الله تعالى موضحاً الاساس في درجة القوامة: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم··· (النساء 34)· أما الدكتور سالم عبدالجليل -مدير الارشاد الديني بوزارة الاوقاف المصرية- فيقول: إن الاسرة في الاسلام أهم دعائم المجتمع، لأنها الحلقة الأولى واللبنة الجوهرية لبنائه، ولا يمكن أن يوجد التلاحم والتشابك بين أفراد المجتمع الا اذا تلاحمت حلقاته من الأسر على أسس قويمة، فإذا تحقق ذلك تسير الحياة الانسانية في مسارها الصحيح الذي يضمن لها الأمن والاستقرار والراحة والهدوء والطمأنينة· واشار الى أن الاسلام نظر الى الاسرة نظرة شاملة دقيقة فتناولها من حيث نشأتها ووجودها ووضع الروابط الوثيقة التي تؤصل العلاقة بين طرفيها وتضمن الرعاية الكاملة لثمرتها، ونظم الحياة الاسرية على اساس حق يقابله واجب، وأمر كل عضو في الاسرة بالقيام بواجبه قبل أن يطالب بحقه· وعن سبل تحقيق التماسك الأسري تحدث د· سالم عبدالجليل قائلاً: المنهج القرآني يوضح سبل تحقيق التماسك الأسري، ويقول الحق عز وجل: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم [النساء ،34 فالانفاق على الأسرة واجب على الرجل يؤكده الكتاب والسنة واجماع الامة، وذلك بقدر كفايتها وبقدر حال الزوج من ناحية الإيسار او الإعسار· دور تربوي وقالت الدكتورة سعاد صالح -أستاذة الفقه بجامعة الازهر-: إن الاسلام به مقومات روحية وتشريعية كفيلة بضمان تماسك الاسرة وتأهيلها للقيام بدورها التربوي والاجتماعي الكبير، ومن المهم اعادة قراءة تراثنا في ضوء حاجاتنا المعاصرة والاستعانة بالمنجزات الحديثة كي نقدم للمجتمع الاسلامي والبشرية ما هي في حاجة اليه في مجال التنمية الاسرية والاجتماعية خاصة بعد أن تعرضت أسرنا لمتغيرات وعمليات تحمل مخاطر تدمير الاسرة· ويرصد الدكتور احمد المجدوب -استاذ الاجتماع ومستشار المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية- عوامل تحقيق التماسك الاسري قائلاً: من المهم إحياء العقيدة الصحيحة داخل الاسرة وتصحيح العبادة الايجابية الدافعة الى فعل الخيرات وترك المنكرات والابتعاد عن العبادات السلبية الانعزالية التي تجعل الانسان لا ينكر منكراً ولا يعرف معروفاً· واكد أن تحصين الاسرة وتحقيق تماسكها يتطلب التدريب على تحمل المسؤولية والصبر واحياء القيم الاسلامية الاجتماعية داخل الاسرة حتى يعرف كل فرد مسؤولياته، وتنتفي من الشخصية صفات الاتكالية، وعلينا ان نتخلص من التمايز بين الاخوة والإسراف في الحب والتدليل او الاسراف في الذم عند الخطأ والتأنيب الشديد حتى لا نعود ابناءنا على اخفاء العيوب· وأوضح أن من الاخطاء التي نقع فيها التعمد في تخويف الطفل مما يدور حوله، الامر الذي ينمي لديه عادة الكذب، ويجب ان نعطي المعلومة الصحيحة والخبرة لشبابنا حول شروط ومقومات الزواج الناجح والحقوق الشرعية لكل من الزوجين من خلال الاهل او المدرسة او الجامعة او المسجد، لأن غياب هذا البعد يؤدي الى مشكلات كثيرة، وايضاً علينا ان نرشد الشباب الى أن كل انسان به قدر من العيوب حتى لا يترسب الاعتقاد بأن زوج- أو زوجة- المستقبل خال من العيوب، الامر الذي يحدث صدمة بعد الزواج عندما تحدث المعايشة الواقعية وتتضح الطباع والبيئة والسلوكيات·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©