الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف عجمان.. شاهد على حضارة ملوك الرمال

متحف عجمان.. شاهد على حضارة ملوك الرمال
14 سبتمبر 2007 23:22
''يبقى متحف عجمان شاهداً لحضارة وعظمة ملوك الرمال'' عبارة أطلقها ريموند أوشيا وكيل الطيران البريطاني في الشارقة في ثلاثينات القرن الماضي عندما زار الحصن بعد الحرب العالمية الثانية بدعوة من حاكم عجمان السابق المرحوم الشيخ راشد بن حميد النعيمي· ولايزال الحصن التاريخي في عجمان مستمراً في عزف سمفونية الحياة والبطولات والحكايات الماضية للأجيال الحاضرة، لتكون أهم إرث حضاري وتاريخي يحكي لها كيف عاش أولئك الأقدمون وإلى أين وصلوا رغم شظف العيش· وتعود حكاية الحصن الذي تحول لمتحف إلى ما قبل أواخر القرن ،18 ولم يُعرف بعدُ بالتحديد العام الذي أنشئ فيه الحصن الواقع في قلب إمارة عجمان وقرب مركز المدينة· وكانت مكونات البناء من حجارة البحر المرجانية والجص وجذوع الأشجار التي كانت تستخدم وتجلب من شرق أفريقيا وتسمى ''بالجندل''، وكان الحصن المكان الذي يتزعم فيه رئيس القبيلة وشيخ المنطقة في تلك الفترة· وأكدت المصادر التاريخية أن الحصن تعرض في عام 1820 لقصف من السفن الحربية البريطانية وتم تدميره، كما دمرت حصون أخرى عديدة في مناطق أخرى في الدولة لأنها تعتبر مركز القوة والدفاع لشيوخ القبائل، وفي أثناء حكم الشيخ راشد بن حميد النعيمي الأول 1803- 1838 تم بناؤه من جديد، وقد تعاقبت على الحصن عملية الترميم والإضافة· وفي فترة حكم الشيخ راشد بن حميد 1928- 1981 انتقل إلى مقر الإقامة الجديد بقصر الزاهر وحوّل الحصن إلى مقر لقيادة شرطة عجمان، وذلك في الفترة من 1970 إلى ،1981 وفي أواخر الثمانينات أمر صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان بإعادة ترميمه وتحويله إلى متحف تراث الإمارات يستمر من خلاله للأجيال المستقبلية حكاية ملوك وحياة الإمارات قبل عصر النفط· ويضم المتحف الآن عدداً من المدافع الأثرية التي يرجع تاريخها للقرن السادس عشر، ويضم عدداً من الأجنحة التي تستعرض تاريخ المنطقة بجميع تفاصيلها ويعرض نمطاً من أنماط المساكن في الماضي عرفتها المدن الساحلية يتم تشييدها بالجريد وسعف النخيل، كما أنها سكنى للأهالي صيفاً وشتاءً· ويتكون المنزل عادة من ''العريش والخيمة والمطبخ والزرب والمنامة''، وتتفاوت أعداد الخيام بالمنزل تبعاً لأعداد الأسرة، وقد أثبتت هذه البيوت فاعليتها بالنسبة للسكان تبعاً لسهولة بنائها ومرونتها، كما أنها اقتصادية التكاليف ويمكن نقلها من موقع إلى آخر· الطب الشعبي ويعرض المتحف مجموعة من الحرف والمهن مثل مهنة الطب الشعبي الذي يعتمد على العديد من الأساليب العلاجية كاستخدام الأعشاب الطبية، والكي بالنار، والحجامة، والتدليك، والتجبير، والاستشفاء بالقرآن الكريم وغيرها من الأساليب التقليدية، وقد اتصف الطب الشعبي في الإمارات بالديمومة لأنه يشكل جزءاً من المعتقد والتراث الحي للمنطقة· وتشتمل الأجنحة كذلك على جناح خاص لحرفة الغوص على اللؤلؤ، ويعرض أيضاً نماذج لمختلف الأسواق الشعبية القديمة وأنواع التجارة والخدمات التي كان المجتمع المحلي يحتاج إليها في الماضي· ومن أبرز أنواع التجارة: البقالة والأقمشة والعطارة والتنجيد وبيع الفحم والحطب والأعلاف والجزارة، بالإضافة إلى خدمات أخرى كالخياطة والحدادة والحلاقة والصفارة والزراعة· ويعرض المتحف أقدم المخطوطات التي تعود إلى عام 590هـ، وهي نسخة مصورة من مصحف خط بيد ''ابن البواب''، ومجموعة من المخطوطات القرآنية التي نسخت في فترات مختلفة، كما توجد بعض المخطوطات الأدبية ومعظمها قصائد شعرية كتبها شعراء محليون من ضمنها قصائد للشاعر راشد بن سالم الخضر، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من كتب البلاغة والفقه والتاريخ· كما يضم المعرض جهاز الإذاعة التي جلبها المواطن راشد عبدالله علي بن حمضة عام 1961 ليكون أول من أنشأ إذاعة شعبية في الإمارات، وكانت برامجها تقتصر على آيات القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر والمنوعات الغنائية، وكانت الإذاعة تعمل بالبطاريات الجافة واستمرت حتى عام ·1965
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©