الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انخفاض أسعار الخضراوات بسوقي الميناء ومدينة زايد في أبوظبي

انخفاض أسعار الخضراوات بسوقي الميناء ومدينة زايد في أبوظبي
14 سبتمبر 2007 22:43
ظهرت أمس مفاجأة في سوقي الميناء ومدينة زايد للخضراوات بأبوظبي، حيث بدأت أسعار غالبية الخضراوات تنخفض تدريجياً بصورة مبكرة مقارنةً بالعام الماضي، تراوح بين 15% و20%، وانخفض سعر صندوق الخس اللبناني من 80 درهماً إلى 55 درهماً والخس السوري من 70 درهماً إلى 45 درهماً وصندوق الكوسة الأردنية من 45 درهماً إلى 37 درهماً وصندوق الطماطم الأردنية من 23 درهماً إلى 17 درهماً و16 درهماً وصندوق الطماطم السورية من 18 درهماً إلى 14 درهماً وصندوق البقدونس من 22 درهماً إلى 16 درهماً والبصل الأخضر من 17 درهماً إلى 12 درهماً· وأكد تجار الجملة لـ''الاتحاد'' أمس أن أسعار غالبية الخضراوات انخفضت بما لا يقل عن 5 دراهم إلى 15 درهماً مقارنة بآخر أيام شعبان وأول أيام شهر رمضان، مؤكدين أن هذا الانخفاض سيتزايد بشكل كبير خلال اليومين المقبلين لتصل نسبته إلى نحو 50%· وذكروا أن هذا الانخفاض يرجع إلى سببين أولهما كثرة المعروض من الخضراوات، مشيرين إلى وصول عدد كبير من برادات الخضراوات من سوريا والأردن والسعودية مساء أمس الأول، وقيام غالبية التجار وشركات استيراد الخضار العاملة في السوق بفتح أكثر من عشرة برادات ليلة أول أمس، وأوضحوا أن السبب الثاني يتمثل في انخفاض إقبال المستهلكين على الشراء بدءاً من أمس الجمعة على الرغم أن هذا اليوم يلاقي إقبالاً من المستهلكين في الأيام العادية باعتباره يوم عطلة· وانعكس هذا الانخفاض على أسعار تجار التجزئة بصورة مازالت قليلة على أسعار مبيعاتهم، حيث انخفض سعر الكيلوجرام مابين درهم ودرهمين لغالبية الأصناف· وطالب مستهلكون وزارة الاقتصاد وبلدية أبوظبي ودائرة الاقتصاد والتخطيط في أبوظبي بوضع إجراءات لمنع التجار من التلاعب بالأسواق، مشيرين إلى تحقيقهم لأرباح كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، كما اقترحوا إنشاء شركات مساهمة أو جمعيات تعاونية تخضع لإشراف الحكومة تتخصص في استيراد الخضراوات والفواكه وتقي السوق من مخاطر استغلال بعض التجار له، كما شددوا على ضرورة إعادة النظر في الخطة الزراعية لتتلاءم مع احتياجات المستهلكين، مؤكدين أن غياب الإنتاج المحلي للخضراوات من الأسواق يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه· وطالب المستهلكون بتشديد الرقابة على الأسواق بزيادة أعداد المراقبين والمفتشين وتطوير نوعية أدائهم، بحيث تشمل فرض غرامات على التجار المخالفين وليس رصد الأسعار اليومية للخضراوات والسلع· الأسعارمرتفعة ويقول المواطن محمد سالم الجنيبي: ''إن الأسعار مازالت مرتفعة مقارنة بما قبل''، مشيراً إلى أن صندوق الطماطم يباع لدى تجار التجزئة بسعر يتراوح ما بين 18 درهماً إلى 20 درهماً بينما كان سابقاً يباع بـ 10 دراهم أو 12 درهماً على أقصى تقدير، وصندوق البطاطا يباع بسعر 18 درهماً وسابقاً بـ 10 دراهم وكيلو الملفوف بـ 3 دراهم بعد أن كان يباع بدرهم ونصف الدرهم· ويؤكد أن السبب الرئيسي في هذه الزيادات غير المبررة هو ضعف الرقابة على الأسواق، مقترحاً تعيين مراقبين ومفتشين بأعداد كبيرة في الأسواق، على أن يتم تطوير أداء العمل الحالي من رصد الأسعار إلى خفض الأسعار عن طريق تحديد نسبة الربح الحقيقية لتجار الجملة والتجزئة، وبكل تأكيد ستكتشف الجهات المعنية أن غالبية التجار يستغلون المستهلكين وإلا ماهو تفسير ظاهرة الغلاء الحالية؟!· تقصي الحقائق ويلتقط المواطن صالح خلفان الظاهري الحديث، مشيراً إلى ضرورة قيام الجهات الحكومية في أبوظبي بتقصي حقيقة ارتفاع الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية ليعرف الجميع هل كانت مبررة أم لا، خاصة أن ما يردده التجار عن تكلفة النقل وارتفاع الأسعار في بلاد المنشأ ليس مبررات مقنعة، حيث إن الأسعار تتذبذب حالياً، لكن بكل تأكيد فإنها مازالت مرتفعة جداً مقارنة بالأشهر القليلة الماضية· وأضاف: ''الحقيقة التي لا تقبل نقاشاً، هي أن التجار استغلوا مناسبة شهر رمضان ليحققوا أرباحاً كبيرة، وللأسف تحملتها ميزانية المستهلكين الذين يهرعون إلى أسواق البيع بالجملة للحصول على خضراوات وسلع بسعر أقل، لكنهم لم يجدوا أمنيتهم لا في سوق الميناء ولا الجمعيات التعاونية ولا المتاجر الكبرى، حيث إن الجميع يتبارون في رفع الأسعار''· حلول سريعة أما جميل الحضرمي، فيذكر أنه قدم من بني ياس إلى سوق الميناء عله يفوز ببضاعة جيدة وبسعر أرخص، لكنه لم يجد مناله، إذ فوجئ بالأسعار المرتفعة، وقال: ''الباعة يبيعون الكيلوجرام من البقدونس بسعر 12 درهماً و11 درهماً، وهذا سعر مرتفع جداً، حيث كنت أشتريه بسعر 3 دراهم على أقصى تقدير وكنت أشتري القرع بسعر درهم، والآن بسعر 4 دراهم حتى الليمون أصبح بسعر7 دراهم وهذه أعجوبة العجائب''، ويشير إلى عدم اقتناعه بما يردده التجار من رفع كلفة نقل البضاعة وارتفاع سعرها في بلاد المنشأ، مؤكداً أن التجار يهولون لرفع أرباحهم أضعافاً مضاعفة، ولابد من حلول لهذا الارتفاع، وأقترح دعوة الحكومة لتأسيس شركات مساهمة عامة أو جمعيات ومراكز تجارية شبه حكومية تستهدف استيراد الخضراوات والفواكه وتبيعها بأسعار مناسبة، ولا تترك المستهلكين هكذا أسرى في أيدي التجار يستغلون المناسبات السعيدة لاستنزاف جيوب المستهلكين· ويتفق معه فقير محمد البلوشي، الذي أشار إلى أن هذا الارتفاع السنوي في الأسعار خاصة قبيل رمضان والعيد يتطلب من الحكومة دراسة أسباب هذا الارتفاع خاصة أنه يكون في الغالب أضعافاً مضاعفة، مؤكداً أن المستهلكين حيارى في معرفة من هو المتسبب في ذلك هل هم التجارالكبار أم تجار التجزئة؟، كما يطالب بزيادة رواتب الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، حيث إن زيادة الأسعار يتأثر بها الجميع وليس موظفي حكومة أبوظبي فقط، وأن غالبية المستهلكين يدركون جيداً أن هناك ارتفاعاً في الأسعار في غالبية دول العالم، لكن هذا الارتفاع لايكون بأكثر من 100% أو 200 % ولابد أن يكون مبرراً· معاناة المتقاعدين ضربت فاطمة المزروعي كفاً على كف في سوق الخضراوات وهي تشتري احتياجاتها لشهر رمضان، قائلة: ''كان الله في عون المستهلكين خاصة المتقاعدين الذين يتقاضون رواتب قليلة تصل إلى 4 آلاف درهم''، وذكرت فاطمة التي عملت سابقاً في وزارة الداخلية أن راتب التقاعد لا يكفي تلبية احتياجات المتقاعد لأسبوع واحد!، وقالت ''المتقاعدون يعانون بصورة كبيرة جداً ولدى غالبيتهم أطفال صغار، وننتظر منذ فترة طويلة زيادة في الراتب التقاعدي خاصة أن الأسعار ارتفعت بصورة كبيرة بعد زيادة رواتب موظفي الحكومة المحلية''· وتساءلت: ''إلى متى نعيش في معاناتنا الحالية؟!''·· وترددت فاطمة على السوق على مدار يومين، ولاحظت انخفاضاً طفيفاً في أسعار الخضراوات والفواكه، حيث انخفض على سبيل المثال الكيلوجرام من الملوخية من 5 دراهم إلى 4 دراهم إلا أن أسعار بعض الفواكه ارتفعت، وعلى سبيل المثال ارتفع صندوق فاكهة ''رامبوتان'' التايلاندية من 15 درهماً إلى 25 درهماً وكيلوجرام الفراولة من 5 دراهم إلى 8 دراهم، علماً بأن هناك أسعاراً انخفضت· وتؤكد فاطمة المزروعي أن هناك حقيقة في السوق، وهي استغلال التجار للمستهلكين، مشيرة إلى رفعهم للأسعار بصورة كبيرة تراوحت بين 100 % و200% قبيل رمضان، ولو وكانوا رفعوا الأسعار بنسبة 10 % أو 20% لكنا قبلنا، لكن زياداتهم غير منطقية ولابد من محاسبتهم· 4 دراهم مكسب تاجر التجزئة في الطماطم خلال لقاءاتها مع تجار الجملة والتجزئة اكتشفت ''الاتحاد'' أن مكسب تاجر التجزئة في صندوق الطماطم يصل إلى 4 دراهم، حيث يشتري تاجر التجزئة صندوق الطماطم من البرادات الموجودة في السوق بسعر14 درهماً ويبيعه بسعر18 درهماً، وهكذا بالنسبة لغالبية الخضراوات، بينما يصل الربح في كيلوجرام الفاكهة إلى درهمين وثلاثة دراهم· ويقول تاجر التجزئة إسماعيل ابتكاري: ''إن البرادات التي يستحوذ عليها التجار الكبارهي السبب في رفع الأسعار''، مشيراً إلى أنهم يفرضون على تجار التجزئة الأسعار التي يحددونها كل ليلة لكل صنف من الخضار، ويتحمل تاجر التجزئة إيجار دكة الخضار في السوق، فضلاً عن تعيين بائعين يساعدونه في العمل· واكتشفت ''الاتحاد'' أن عدداً من كبار التجار في السوق لديهم ''دكات'' للخضار ويعمل بها بائعون لديهم مقابل أجر شهري يتراوح بين 1500 درهم إلى 2000 درهم، إلا أن غالبية البائعين يفضلون العمل بمفردهم ويتناثرون في السوق صباح مساء يبيعون الخضراوات والفواكه بأسعار أقل· 3 دراهم سعر حزمة البقدونس هل يعقل أن حزمة البقدونس ذات الحجم المتوسط تصل إلى 3 دراهم؟، بهذا السؤال تحدث معنا علي محمد أحمد العيوطي، مطالباً وزارة الاقتصاد وبلدية أبوظبي بفرض غرامات مالية كبيرة على تجار الجملة والتجزئة حتى لا يتلاعبوا بالأسواق· وأشار العيوطي إلى أنه يعمل في أبوظبي ويقيم في الفجيرة واعتاد في نهاية الأسبوع أن يأتي إلى سوق الميناء ليشتري احتياجاته ويحملها في السيارة إلى الفجيرة خاصة أن نوعية بضاعة أبوظبي ممتازة· ويضيف: ''سوق الميناء كان رخيصاً أيام زمان، لكن اليوم الأسعار مرتفعة جداً وعلى سبيل المثال صندوق الخيار وصل إلى 18 درهماً بعد أن كان 9 دراهم وكيس الجزر السعودي بـ 18 درهماً بعد أن كان بسعر 8 دراهم وجميع أصناف الخضراوات مثل النعناع والكزبرة والبصل الأخضر ارتفعت أسعارها''· وتعجب العيوطي من انتقاد البعض للمستهلكين بسبب تدافعهم على الأسواق قبيل المناسبات، قائلاً ''كل إنسان له ظروفه ومشاغله، وهناك أناس كثيرون ليس لديهم الوقت لأن يذهبوا إلى الأسواق قبل المناسبات بأيام، فضلاً عن أن الخضرة تتلف لو استمرت في المنزل عدة أيام مثل البقدونس وغيره، والمهم أن تكون هناك رقابة قوية على الأسواق، وليست رقابة شكلية أسوة بدول كثيرة تنخفض فيها الأسعار قبيل المواسم عكس ماهو موجود لدينا؟''· 170 درهماً لجوال الطحين لاحظت ''الاتحاد'' خلال جولتها الميدانية في سوق الميناء سيدة بدوية مواطنة تشتكي لحمد جعفر مسؤول إدارة مراقبة الأسواق في بلدية أبوظبي أثناء مراقبته للسوق مع وفد وزارة الاقتصاد، وبدأت المرأة كلامها متسائلة: ''لماذا هذا الارتفاع في الأسعار؟''، مؤكدة أن الحياة أصبحت صعبة جداً خاصة على الوافدين، وقالت ''كيف يعيش عامل وافد يتقاضي 600 درهم أو ألف درهم كراتب شهري في ظل هذا الغلاء خاصة أنه جاء للعـــــمل في الإمارات لكي يدخر''· وواصلت حديثها ''الناس ظروفها تعبانة والأسعار زادت جداً، وأعرف مواطنين كثيرين لايزيد راتب أحدهم عن ألفين أو ثلاثة آلاف درهم وهم يعيشون على قروض البنوك والمساعدات لكي يطعموا أطفالهم، وعلى مدار عشرات السنين لم نر هذا الغلاء، كل الأسعار ارتفعت وليست الخضرة حتى الطحين ارتفع من سعر 115 درهماً إلى 170 درهماً للجوال''· وجلست المرأة في أرض السوق، بينما قام ''حمال'' بشراء احتياجاتها من الخضراوات والفواكه، وعندما سألناها عن أسعار مشترياتها ذكرت أنها تشتري احتياجاتها منذ سنوات من تاجر تجزئة واحد ويراعيها في الأسعار، لكن بكل تأكيد فإن الأسعار مرتفعة جداً وان ما كانت تشتريه سابقا بـ 500 درهم يزيد حالياً عن 1000 درهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©