الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقه الصيام

فقه الصيام
14 سبتمبر 2007 01:09
كسر الشهوات من علامات الصيام الحقيقي إعداد- سامي عبدالرؤوف: يقول الدكتور أحمد الحداد كبير مفتي الشؤون الإسلامية في دبي: إن استقبال شهر رمضان ينبغي أن يكون بالاستعداد النفسي للعبادة والعمل الصالح؛ ليدخل الصائم هذا الشهر على نية صالحة بفعل الخير حتى يأجره الله تعالى ولو لم يستطع فعل ذلك؛ لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''نية المؤمن خير من عمله''، ومن هنا كان السلف الصالح يتمنون إدراك رمضان ستة أشهر، يسألون الله تعالى أن يبلغهم رمضان، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: ''اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان''، وورد أنه صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ليهيئهم لاستقبال هذا الشهر العظيم فقال: ''أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه· وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء''· قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟ فقال: ''يعطي الله هذا الثواب، من فطّر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن· وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة''· النية الصالحة ويضيف الدكتور الحداد: ان هذا استعداد نفسي لتلقي هذا الشهر العظيم، شهر الصيام والقيام والإخبات للملك العلام، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يخطب أصحابه في أواخر شعبان: ''لقد أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دخل على المسلمين شهر خير لهم منه، ولا دخل على المنافقين شهر شر لهم منه، بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يكتب أجره ونوافله من قبل أن يوجبه، ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد له من النفقة في القوة والعبادة، ويعد المنافق اتباع غفلات المسلمين واتباع عوراتهم، فهو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر''· وهو صلى الله عليه وسلم يبين بذلك أن على المؤمن أن يتهيأ لدخول هذا الشهر بالنية الصالحة لعمل الخير، حتى إذا أدركه كان مهيأ نفسياً لمجاهدة نفسه بفعل الخيرات وترك المنكرات والصبر على الطاعات، وإن لم يقدر له ذلك كانت نيته عند ربه يأجره عليها، فهذا هو الاستعداد الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم، لا الاستعداد بالطعام والشراب ليكون هذا الشهر موسماً للوجبات الشهيات، فإن ذلك يخرجه عن كونه موسماً للقربات والتنافس في الطاعات، على أن مثل هذه المأكولات لا تنعدم في شهر الصيام، فينبغي على المسلم أن يترك ذلك لحاجته عند كل مقتضٍ، أما المسابقة إلى توفير مختلف الأطعمة والأشربة التي تؤدي إلى غلاء الأسعار وفقدانها أحياناً، فهذا ليس من شأن الراغبين في الصيام الحقيقي الذي يكسر شهوتي البطن والفرج، فيكون له أثر عظيم في اكتساب التقوى التي هي أكبر ثمار الصيام، كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة: 183)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©