الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلوكيات مرفوضة

سلوكيات مرفوضة
14 سبتمبر 2007 01:07
''فرّق تسد''·· شعار يرفعه الأعداء ليضعفوا ويفتتوا وحدة المسلمين في العالم· وأخطر شيء على قوة المسلمين وذهاب هيبتهم هو تفرق كلمتهم وتفريق صفوفهم واختلاف آرائهم وحرص كل واحد منهم على تحقيق رغباته الشخصية على حساب الآخرين· يقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل -أستاذ اصول الفقه في جامعة أم القرى بمكة المكرمة: إن الاسلام يحثنا على الاعتصام بحبله المتين والالتفاف حول شرعه القويم، ويحذرنا من التفرق والنزاع، يقول الله تعالى في سورة آل عمران: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) (آل عمران: 103)، ويحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من التباغض والتحاسد والتدابر فيقول ما معناه: ''لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا''· إن الاسلام ينظر الى الأمة وكأنها بنيان واحد من لبنات مختلفة، فاذا كانت هذه اللبنات قوية متماسكة كان البنيان قويا، واذا كانت ضعيفة غير متماسكة كان البنيان هشا وسرعان ما يتهاوى وينهار، ولذلك يذكر القرآن الكريم وتذكر السنة النبوية الشريفة بالأخوة ومراعاة حقوقها المختلفة· ويقول سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) (الحجرات: 10) وفي الحديث الشريف: ''المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه''· ويضيف الدكتور شعبان: والإسلام يحث على وحدة الصف وجمع الكلمة ولذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على مشاورة أصحابه حتى في أحلك الظروف وأخطر الأمور ففي إثر غزوة أحد وبعد مخالفة الرماة لتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى له في سورة آل عمران: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله) (آل عمران: 159)· ولا شك أن رأي الجماعة أقرب الى الصواب من رأي الفرد، فالشورى فضيلة إنسانية، والطريق الصحيح لمعرفة أصوب الآراء والوصول إلى الحقيقة، لأن العقول كالمصابيح اذا اجتمعت ازداد النور ووضح السبيل وهي طريق الى وحدة الامة الاسلامية· وقد حذر الاسلام من عواقب النزاع والخلاف وأنه يؤدي الى الفشل والضعف واستيلاء الأعداء على خيرات الامة الاسلامية، يقول الله تعالى في سورة الانفال: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) (الأنفال: 46)· ويؤكد الدكتور شعبان اسماعيل أهمية وحدة الكلمة، لأن الجو الاسلامي كله قائم على روح الجماعة والنداء باسم الجماعة، والدعاء باسم الجماعة، ففي الحديث الشريف: ''يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار''· وصلاة الجماعة مظهر من مظاهر جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، والمسلم حين يدعو ربه يدعو بلفظ الجمع: (إياك نعبد وإياك نستعين· اهدنا الصراط المستقيم)· إن أعداء الاسلام لم يستطيعوا التحكم في الامة الاسلامية إلا بعد ان تفرقت كلمتها وتحكمت في نفوسهم الأنانية وحب الذات، ولن تتخلص الأمة من ذلك إلا اذا عادت الى اصول دينها وطبقت منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، ونبذ الفرقة والخلافات التي تقطع أواصر المحبة بين الناس، والاسلام ينظر الى الامة الاسلامية على أنها كيان واحد وجسد واحد تتأثر اعضاؤه بما يصيب بعضها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©