الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

انفراج أزمة اتحاد الكرة ورابطة المحترفين

انفراج أزمة اتحاد الكرة ورابطة المحترفين
25 مارس 2008 00:43
يواصل ''الاتحاد'' اليوم ما بدأه بالأمس حول الإشكالية التي نشبت ما بين اتحاد كرة القدم وبين رابطة المحترفين التي ستدير أول دوري محترف بالإمارات مع مطلع الموسم الجديد 2008/·2009 والإشكالية أخذت شكل الاعتراض على العقد الذي ينظم العلاقة بين الطرفين·· وهذا العقد تم تحريره بمعرفة الرابطة، لكن اتحاد الكرة تحفّظ على بعض المواد التي جاءت به· وكما أشرنا بالأمس، فإن البند الخاص بمدة التعاقد كان قد آثار دهشة اتحاد كرة القدم على وجه التحديد، حيث طالبت الرابطة بأن تكون مدة العقد خمسين سنة، بينما يرى اتحاد الكرة أن مدة العقد لا يجب أن تزيد على خمس سنوات مثلاً· وكنا -وبناء على ما صرح به مصدر مطلع- قد أشرنا بأن المدة الطويلة للعقد فرضتها ماهية العمل الكبير المنتظر من مؤسسة ربحية عملاقة بحجم رابطة دوري المحترفين·· فالمشروع أراد أن يحمي الرابطة ككيان استثماري وكتنظيم يبقى دائماً وأبداً فوق الأفراد·· ومن هذا المنطلق، فليس هناك ما يمنع من أن تتضاعف مدة التعاقد حتى لمائة سنة بدلاً من خمسين مع عمل وقفة كل خمس سنوات لقياس الأوضاع وتصحيحها إذا كان هناك ما يدعو لذلك· وإذا كان هذا البند قد أثار دهشة اتحاد الكرة، فإن هناك موقفاً قد أثار دهشة أعضاء الرابطة بالمثل·· وهو اعتبار رابطة المحترفين أشبه بلجنة منبثقة عن اتحاد الكرة·· وقد أفاد المصدر المطلع بناء على هذا التوجه الذي يريده اتحاد الكرة بأن ذلك لا يجوز، بل الأكثر من ذلك فهو غير منطقي·· فكيف لمؤسسة ربحية من المنتظر أنها ستدر الملايين أن تدار من خلال لائحة هاوية!! والمصدر يقصد بالطبع أنه لا يجوز أن تنبثق الرابطة وهي خالصة الاحتراف من ''بطن'' اتحاد الكرة، وهو سوف يكون مسؤولاً عن أنشطة تحكمها الهواية في حقيقة الأمر!! الرابطة ترى أنه لا خيار آخر سوى الاستقلالية·· وهذه الاستقلالية لا مجال فيها للاجتهاد·· لأن المرجعية، أي مرجعية الرابطة ستكون عائدة للاتحاد الآسيوي ولوائحه المنظمة للاحتراف، وبالتالي للاتحاد الدولي ''فيفا'' وليس بيد أحد أن تكون المرجعية هنا لاتحاد كرة القدم الإماراتي· ويواصل المصدر قوله إنه إذا كانت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم تضم حالياً كل الأندية المنضوية تحت لوائه، فإنه مع إشهار الرابطة ستكون هناك جمعية عمومية خاصة بدوري المحترفين·· وهذه الجمعية من المنتظر أن يكون قوامها (17) نادياً·· وهو عدد الأندية الراغبة في الاحتراف، بصرف النظر الآن عن الأندية الـ(12) التي سوف يتشكل منها دوري المحترفين، فالـ(17) نادياً سيدور الاحتراف في فلكها ما بين صاعد وهابط بعد ذلك· المهم يقول المصدر إن الـ(17) نادياً التي سوف تشكل الأغلبية لأن المتبقي من عدد أندية الدولة وهي التي سوف تسير في فلك الهواية حتى إشعار آخر سيكون عددها بالطبع أقل من (17) نادياً· وهكذا، فلا يجوز في ظل هذا الوضع أن تصبح الرابطة مجرد لجنة تابعة لاتحاد الكرة·· فلا الوضع على الأرض يفرض ذلك، ولا اللوائح الآسيوية تعطينا الحق في ذلك·· وبناء عليه، فإن الرابطة يجب أن يكون لها استقلاليتها التنظيمية والمالية والفنية·· وهذا البند تحديداً يجب أن يتفهمه الإخوة في مجلس إدارة اتحاد الكرة· وكما قلنا من قبل -يقول المصدر- فإن اتحاد الكرة الحالي ورابطة المحترفين التي سوف تمارس شرعية عملها بعد توقيع العقد كلاهما مؤسسة وطنية تهدف إلى تطور كرة القدم بالإمارات، ولا يسعى أحدهما بالطبع لأن يسحب البساط من الآخر·· فهذا مفهوم غير وارد بالمرة· لجنة استشارية من ناحية أخرى علم ''الاتحاد الرياضي'' أن أحد بنود العقد الذي أعدته رابطة المحترفين يتمثل في ضرورة وجود لجنة استشارية، إما رباعية أو سداسية، تتكون بالتساوي من اتحاد الكرة والرابطة، وتكون هذه اللجنة بمثابة مجلس لتنظيم اللعبة ومساعدتها لكي ترقى في سلم التطور وتعمل من حيث انتهى الآخرون وتقدم توصياتها إلى المسؤولين عن إدارة اللعبة في الهيئتين على حد سواء، وتعتمد هذه اللجنة على مفهوم قياس الأداء من خلال الخطط الاستراتيجية الموضوعة من أجل التطوير· الجدير بالذكر أن رابطة المحترفين سوف تعمل بمفهوم تطبيق النموذج الذي ينسجم مع الواقع الذي نعيشه ومع التقاليد التي نفضلها والتي تخدمنا بالفعل·· وبمعنى آخر فلن تعمل الرابطة بمفهوم أخذ نماذج الآخرين كما هي أو تقليدها بصورة عمياء· وعلى سبيل المثال -وليس الحصر- فالتجربتان الفرنسية والانجليزية هما الأنجح في آخر 10 سنوات·· لكن التجربة الفرنسية أفادت المنتخبات على حساب الأندية من واقع النتائج التي حققها المنتخب الفرنسي، وكانت ملموسة وإيجابية في مقابل انخفاض أو تراجع الأندية الفرنسية على مستوى البطولات الأوروبية· وعلى عكس ذلك أفادت التجربة الانجليزية الأندية على حساب المنتخب الإنجليزي· والمسؤولون في الرابطة درسوا هذا الأمر جيداً، بحيث تكون التجربة الإماراتية في صالح الاثنين معاً·· أي الأندية والمنتخب الوطني في نفس الوقت· ولكي نقرب هذا المفهوم أكثر نقول -والكلام هنا لأحد المصادر المعنية بالأمر- إن رابطة المحترفين لو قامت بتطبيق معايير الاتحاد الدولي فيما يتعلق بتوقيت استدعاء اللاعبين الدوليين من أنديتهم قبل المشاركة في البطولات لتسبب ذلك في أزمات كثيرة ما بين الرابطة والاتحاد·· والأكثر من ذلك انه في حال تطبيق اللوائح الدولية بحذافيرها فإن منتخب الإمارات عليه أن يحدد أولوياته بالنسبة لمشاركاته الخارجية·· وسوف يفرض عليه التضحية بمشاركات كثيرة ربما يكون من ضمنها دورة الخليج أو البطولات العربية·· وكما هو معلوم فإن دورة الخليج ورغم انها بطولة اقليمية وودية إلا انها ربما تتوازى في أهميتها مع كأس العالم مثلاً·· ومن أجل تفادي هذه التضحيات أو هذه المشاكل فإن اللجنة الاستشارية أو مجلس تنظيم اللعبة المقترح سوف يضع في اعتباره مثل هذه المشاكل وكيفية معالجتها·· وسوف يضع في اعتباره أيضاً عدم تقليد تجربة بعينها·· بل دراسة كل تجربة على حدة ومن ثم الانطلاق بفكر اماراتي جديد لا يقلد أحدا بل يعمل من خلال واقعه حتى لا يتضرر أحد لا المنتخبات الوطنية ولا المسابقات المحلية· ويؤكد المصدر أن العمل الاحترافي في الرياضة في المرحلة المقبلة سيكون أشبه بمنظومة العمل التي تعمل بها الدولة في كافة مجالاتها·· بمعنى أن تتم دراسة النماذج الناجحة في العالم مع استنباط نموذج مبتكر خاص بك·· لا يكتفي فقط بالإسراع في عملية التطور·· بل يقفز قفزات محسوبة بدقة حتى يسارع ويصارع الزمن ويلحق بالركب الإنساني والرياضي في آن واحد· وفي ختام تصريحاته قال المصدر: نحن في لجنة الاحتراف لا نشعر بأي قلق تجاه الاتفاقية التي سوف تنظم العمل مع اتحاد كرة القدم·· ويكفي أن في اتحاد الكرة حالياً أناسا متفهمين· آخر خبر عقد امس اجتماع مشترك ما بين بعض المسؤولين باتحاد الكرة ومسؤولين برابطة المحترفين من أجل الاتفاق على مسودة العقد الذي سينظم العلاقة بين الطرفين في المستقبل، ورغم تباين وجهات النظر بخصوص بعض المواد وفي مقدمتها مدة العقد الذي اقترحته الرابطة وعمره 50 سنة ورغم أيضاً تباين وجهات النظر بخصوص مدى استقلالية الرابطة·· إلا أن اجتماع الأمس كان ايجابياً جداً·· حيث كان الطرفان حريصين على بلوغ أقصى درجات التفاهم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©