الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تتخلص من سندات الخزينة الأميركية

الصين تتخلص من سندات الخزينة الأميركية
14 سبتمبر 2007 00:06
أدى الانخفاض الحاد في تملك سندات الخزينة الأميركية خلال فترة الأسابيع الخمسة الماضية إلى اثارة المخاوف والشكوك من أن الصين ربما تعمل في هدوء على سحب أموالها من الولايات المتحدة الأميركية تاركة الدولار يعاني المزيد من التراجع والانخفاض· وكما ورد في صحيفة الديلي تيليجراف اللندنية مؤخراً فإن البيانات التي أفرج عنها الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قد كشفت عن أن البنوك المركزية الأجنبية عمدت إلى خفض حصتها من سندات الخزينة الأميركية بقيمة تبلغ 48 مليار دولار منذ أواخر يوليو المنصرم وبتراجع بلغت قيمته 32 مليار دولار خلال فترة الأسبوعين الماضيين وحدها· إذ يقول هانز يريديكر رئيس ادارة العملات في مصرف بي ان بي بايريباز ''إن هذا الأمر جاء ليمثل مفاجأة كبرى ومخاوف حقيقية''· ومضى قائلاً: ''مازال من غير المعروف من أن الصين تقف خلف هذه المشكلة إلى أن تفرج الخزانة الأميركية عن بياناتها في نوفمبر ولكن من المؤكد أن البنوك المركزية في العالم أصبحت في عجلة من أمرها للخروج من الولايات المتحدة الأميركية ولا يبدو أن هذه البنوك تنوي التحول إلى عملات أخرى إذ أن من المرجح أنها اتجهت نحو الذهب عوضاً عن ذلك فقد أخذ الذهب يكتسب زخماً هائلاً في أوساط جميع العملات بعد أن اخترق حاجز مقاومة الـ 500 يورو''· وفي الوقت الذي أبدت فيه العملة الخضراء نوعاً من المرونة في الأسابيع الأخيرة الماضية بعد أن استعادت نوعاً من دورها ''كملاذ آمن''· بحيث تدافعت البنوك لشراء العملة من أجل تغطية الديون بالدولار إلا أن معظم الخبراء ما زالوا يعتقدون بأن العجز الأميركي في الحساب الجاري بمقدار 850 مليار دولار من شأنه أن يدفع الدولار في نهاية المطاف إلى استئناف تراجعه المثير· وأشار ديفيد باول الاقتصادي في مكتب ''اي دي ئي ايه جلوبال'' في نيويورك باصبعه إلى الصين متهماً اياها بأنها السبب الرئيسي في الانخفاض المفاجئ للسندات في هذا الصيف وفي مذكرة أصدرها بعنوان ''هل بدأت الصين في إغراق السندات الأميركية ''؟ ذكر باول أن المبيعات قد تزامنت مع خطوات تتخذها بكين لاطلاق صندوق جديد للثروة السيادية بقيمة 300 مليار دولار وهو المشروع الذي يأتي كجزء من خطة حكومية لتنويع الاحتياطيات النقدية البالغ قيمتها 1340 مليار دولار من سندات ''معظمها في الولايات المتحدة الأميركية'' إلى محافظ استثمارية أكبر حجماً وبعائدات أفضل· واذا ما ثبت ذلك فإن هذا التحول يأتي في وقت بالغ الحساسية تسود فيه العصبية كلا جانبي المحيط الباسيفيكي بشأن السياسة الصينية التي تعتمد تخفيض قيمة اليوان عبر التدخل في العملة· وبعد أن طالب قانون في الكونجرس بضرورة توقيع عقوبة من خلال فرض رسوم إضافية بمعدل 27,5 في المائة ضد الواردات الصينية بالإضافة إلى الغضب المتنامي بشأن تلوث الأطعمة ولعب الأطفال الصينية التي تحتوي على مادة الرصاص· ومن جانبهم فقد ألمح اثنان من كبار مستشاري الحكومة الصينية في أغسطس المنصرم إلى أن بكين يتعين عليها استخدام مقتنياتها عن سندات الخزينة الاميركية والتي تقدر قيمتها بمبلغ 900 مليار دولار ''كورقة للمساومة''· وهو الأمر الذي خسر حينه كتهديد ضمني بإمكانية اللجوء إلى إحداث انهيار في السندات الأميركية متى ما تشعر بالغضب أو الاستفزاز إلا أن الحكومة الصينية منذ ذلك الوقت أصدرت بيانا رسميا أوضحت أن لا نية لديها في اتخاذ مثل هذه الخطوة غير المسؤولة· أما باول فقد ذكر من جانبه أن التحول بعيداً عن السندات الأميركية إنما يعتبر قراراً تجارياً صرفاً، قائلاً: اذا ما تبين أن الصينيين يقفون خلف هذه المشكلة فإن الأمر لا يعدو كونه محاولة لزيادة عائداتهم من الاستثمارات ولا علاقة له بأهداف حمائية''· إلا أن أي دليل على نأي الصين بنفسها والخروج من السندات الأميركية من شأنه أن يتمخض عن حالة من الذعر والفرار الذي يستعصي ايقافها وبخاصة أنها الدولة التي تمتلك أكبر احتياطي من العملات في العالم تليها اليابان· أما روبين بهار محلل المعادن في مصرف يو بي اس فقد أشار إلى أن الدلائل لم تتوفر بعد وأن البنوك المركزية الآسيوية قد تحولت بكل ثقلها نحو الذهب حيث إن معظم مشتريات الذهب التي تمت مؤخراً ظلت تباع في أسواق ''كوميكس'' المستقبلية والتي تعتبر الملعب الرئيسي لصنادق التحوط· أما البنوك المركزية فقد درجت على شراء سبائكها من لندن في التعاملات الصباحية والمسائية وبشكل يجعلها قابلة للتتبع من قبل الخبراء· وكما يبدو فإن هذه البنوك استمرت تسجل غياباً ملحوظاً في هـــذه الأســــــواق حتى الآن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©