الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروض الرزفة والعيالة الإماراتية تزين احتفالات «الجنادرية»

عروض الرزفة والعيالة الإماراتية تزين احتفالات «الجنادرية»
15 فبراير 2014 12:55
أحمد السعداوي (الرياض) - تواصلت المشاركة الإماراتية الواسعة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي يقام سنوياً في المملكة العربية السعودية، والمعروف بمهرجان «الجنادرية»، واشتملت المشاركات على عرض لألوان الموروث الشعبي الإماراتي من مختلف البيئات الإماراتية، وتقديم الفنون الشعبية الإماراتية في أجواء احتفالية غير مسبوقة في المهرجان، حيث توافدت أعداد كبيرة من زوار المهرجان لمتابعة عروض الرزفة والعيالة التي قدمها أبناء الإمارات، متوشحين بأعلام وطنهم، مؤكدين اعتزازهم بموروثهم المحلي الثري الذي عكس قدرة أبناء الإمارات على التعامل مع مفردات البيئة المحيطة بهم واستخدامها كأساليب للحياة، في صورة تعبر عن التناغم الفريد بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، ما أدى إلى ظهور أشكال بديعة من المشغولات والمصنوعات اليدوية المنتجة من أدوات وخامات مستخرجة من بيئة إماراتية خالصة. الموروث الثري النسخة التاسعة والعشرون من مهرجان الجنادرية الذي تستمر فعالياته حتى الثامن والعشرين من فبراير الماضي، تزينت بالحضور الإماراتي اللافت عبر تنوع أشكال الحضور، التي ساهم فيها أبناء الإمارات بحب وحرص على تعريف العالم بهذا الموروث الثري المرتبط بالبيئات المختلفة، ويتكون منها المجتمع الإماراتي، وتركت أفضل الأثر في نفوس أبنائه، فجعلتهم أكثر ارتباطا بالأرض، التي نشأوا عليها، سعياً إلى إضافة المزيد إلى ما تركه الأجداد لهم من عادات وتقاليد ومنظومة أفكار وقيم اجتماعية صارت محدداً لأبناء الإمارات عبر الزمن. وبدأت مظاهر الحفاوة الإماراتية بزوار الجناح الإماراتي عبر طقوس القهوة العربية التي قُدمت خارج الجناح الإماراتي، حيث تجمع الشباب من زوار المهرجان ليستمتعوا بأجواء الجلسة البدوية وشرب القهوة العربية التي قدمها أبناء الإمارات في أجواء فريدة تذكرهم بطرائق تناول أهل البادية للقهوة والتمر في الزمن القديم، ثم وضعت باقات الزهور على المدخل الرئيس للجناح في لافتة حب وتقدير لإخوانهم من أبناء الشعب السعودي الذين توافدوا جماعات وأفراداً للاستمتاع بوجبة تراثية غنية شملتها أقسام الجناح الإماراتي المتعددة، التي برع القائمون عليها في التعريف بكنوز التراث المحلي الإماراتي ضمن قالب جذاب يعكس القيمة الكبيرة لهذا التراث في نفوس أبناء الإمارات، ولدى أشقائهم في دول الخليج، ودل على ذلك اختيار السعودية الإمارات ضيف شرف لفعاليات مهرجان الجنادرية هذا العام، وتشريف الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، بزيارة الجناح الإماراتي في اليوم الافتتاحي للحدث التراثي الكبير الذي تشهده المملكة هذه الأيام. مفردات غنية وداخل الجناح انتشر أبناء الإمارات جنباً إلى جنب مع الزائرين لشرح معالم التراث الإماراتي، وتقديم مشاهد حية لما تركه الأجداد من مفردات غنية، على يمين المدخل الرئيس نجد أشكالاً لمأكولات تراثية إماراتية، وعرضاً لأنواع العطور والدخون الإماراتية الخالصة، وبرع في تركيبها وإخراج الجميل منها أهل الإمارات في الزمن القديم، ولا يزال الكثيرون يستعملونها، ويحرصون على استخدامها في حياتهم، لما تتميز به من أصالة، يندر وجودها. الفنون المرتبطة بالبيئة لها نصيبها في هذا المحفل الإماراتي الخالص عبر عازف الربابة الذي تجمع حوله الكثيرون مستمتعين بما يقدمه من ألحان إماراتية قدمت بآلة، جميع مكوناتها مستخرجة من البيئة المحلية سواء من أنواع الأخشاب المتوافرة في بيئة الإمارات أو جلود الأغنام المستعملة في صناعة أوتار الربابة. موقع متميز أما عروض الرزفة والعيالة التي شغلت الكثيرين بما تميزت به من روعة واتقان فقد احتلت موقعاً متميزاً عبر المسرح الملحق بالجناح الإماراتي، والذي اصطف عليه عشرات الإماراتيين ليقدموا لجمهور الجنادرية مجموعة من الأهازيج والفنون الشعبية، اصطفت أمامها وقوفا أعداد كبيرة من الجماهير ليشاهدوا مدى التناغم والإتقان الذي تميز به أبناء الإمارات، وهم يقدمون أشهر ألوان الفنون الشعبية لديهم مثل الرزفة والعيالة، التي أعجبت الكثيرين شرقا وغرباً، علماً بأن العيالة اختارتها منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «اليونيسكو» ضمن أهم أشكال التراث الفني في الإمارات ومنطقة الخليج، وهي الحال نفسها لـ «التغرودة» الإماراتية التي منحتها الأمم المتحدة، التقدير نفسه، وخصص لها أحد الأركان ضمن الجناح الإماراتي للتعريف بفن التغرودة وقيمته في الموروث المحلي الإماراتي باعتبارها نوعاً من القصائد المغناة، تؤدى على ظهور الإبل أو الخيل في وقت السفر من مكان إلى آخر، والأولى تسمى «تغرودة البوش»، والأخرى «تغرودة الخيل»، والكلمات المغناة تحمل كل معاني الشجاعة والإقدام، وغيرها من صفات الفروسية العربية المعروفة عبر التاريخ. صور تذكارية البيئة البدوية كانت حاضرة بقوة ضمن مناشط الجناح الإماراتي عبر القسم المخصص لها في منتصف الجناح بما شملت من مجسم لـ «طوي»، ومجموعة من الصقارة التف حولهم جمهور الزائرين، وأخذوا في التقاط صور تذكارية مع الصقر كواحد من أهم المخلوقات التي صادقها وعاش معها الإنسان العربي عبر الزمن، واكتسب الكثير من صفاتها، مثل حدة التركيز والصبر حتى الوصول إلى الهدف. ركن الحرف البحرية بما احتواه من نماذج لسفن ومراكب متعددة الأحجام وأدوات للصيد وطرق صنعها باستخدام وسائل بسيطة ومكونات مستخرجة من البيئة المحلية الإماراتية يعتمد أكثرها على النخيل ومشتقاته، كان نقطة التقاء كثير من الزائرين، الذين أبهرتهم دقة صناعة أدوات الصيد، التي كشف عنها رجال الإمارات، الذين ما زالوا متمسكين بهذه الحرف، باعتبارها كانت معيناً لهم على مواجهة الحياة الصعبة قبل العقود الماضية، وبدأ ظهور ملامح الحياة المدنية في المجتمع الإماراتي الذي تطور بسرعة كبيرة، غير أنه لم يتخل عن موروث الآباء والأجداد، وهو ما عكسته هذه المشاركة المتميزة لهم في مهرجان الجنادرية التي أشرفت عليها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. تواصل فعّال بين الشعبين الإماراتي والسعودي عبر العديد من الزائرين عن سعادتهم بزيارة الجناح الإماراتي، معتبرين إياه دليلاً على التواصل الفعال بين الشعبين الإماراتي والسعودي، خاصة أن المشاركة الإماراتية كشفت عن كثير من الفنون والمشغولات التراثية، التي برع فيها أبناء الإمارات، وجعلتهم يتميزون بمنتج تراثي فريد بين دول المنطقة. وأشادوا بأجواء الضيافة الإماراتية التي بدت ملامحها في كل مكان في الجناح الإماراتي، من حسن الاستقبال والتنظيم الجيد والتعامل الراقي من جانب أبناء الإمارات، وحرصهم على توفير سبل الراحة للزائرين، ومساعدتهم على التعرف إلى كل أشكال التراث، التي جاءوا بها إلى هنا، فكان حضورهم في الجنادرية لهذا العام إضافة للمهرجان، وحافزاً للكثيرين على زيارة المهرجان الذي تشهده مدينة الرياض سنوياً، وصار من أهم الفعاليات التراثية في السعودية والمنطقة، غير أن أهميته زادت بسبب هذه المساهمة الإماراتية المتميزة، بما فيها من أنشطة يشهدها المهرجان للمرة الأولى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©