السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أيتام سومر يسلّط الضوء على تجربة حسب الشيخ جعفر الشِّعرية

أيتام سومر يسلّط الضوء على تجربة حسب الشيخ جعفر الشِّعرية
15 ابريل 2009 23:13
يطل الناقد والمترجم والأكاديمي المغربي بنعيسى بوحمالة بكتابه الجديد ''إيتام سومر''، الصادر عن دار'' توبقال للنشر'' في الدار البيضاء· ويقع الكتاب في جزئين: الأول يتكون من 224 صفحة والجزء الثاني في 431 صفحة من الحجم المتوسط، ويتناول فيه المؤلف- بشكل جدّي وغير مسبوق- التجربة الشعرية المتفردة للشاعر العراقي المعروف حسب الشيخ جعفر· ويرى الأستاذ بنعيسى بوحمالة أن ''أيتام سومر·· لربّما هو النّعت الأوفى تشخيصاً لهوية جيل الستينات في الشعر العراقي المعاصر· ولعلّه يتم مركّب في حالة شعرائه: يتمهم في سومر·· مسقط رأسهم الحضاري العريق· سومر تلك الإلتماعة الحضارية الراقية في سديم العالم القديم، و يتمهم في بدر شاكر السياب، أباهم الشعري الرّمزي ورأس الحربة في شعرية الرّيادة· هُم الذين لم يتورّعوا عن الفتك بمنجزه، وضمنيا بكامل تراث الرّيادة، وإزاحته، بالتالي، من طريقهم الشّاقة نحو الحرية، صوب القصيدة''· ويقول في كلمته على ظهر الغلاف إن جيل الستينات هو ''جيل شعري قدير، نابه، وطليعي سوف ينفرز عنه عراق ستينات القرن الماضي فكان أن اعتنق مبدأ التجريب وصمّم على إعمال قطيعة جذرية مع السائد الشعري مجترحا، من داخل يتمه المركّب هذا، جملة من الإبدالات الكتابية المتقدمة والمنتجة التي ستكون لها مفاعيلها الملموسة في القصيدة العربية المعاصرة·· جيل يذكّرنا، بناء على سيرته ونشاطيّته، بأبرز الأجيال الشعرية التي تمخّضت عنها الحداثة الغربية: جيل التعبيريين الألمان، جيل المستقبليين الروس، جيل 27 الإسباني، جيل البيت الأميركي·· إذ هو يتمتّع بنفس جدارتها الإبداعية والثقافية ويقاسمها، وياللمطابقة، مآلها المأساوي الذريع أو بالأحرى، لعنتها''· إن الكتاب - يقول بوحمالة - يضعنا في صورة هذه السيرة وتلك النشاطيّة من خلال التجربة الشعرية لحسب الشيخ جعفر، أحد ألمع شعراء الجيل وأكثرهم عمقا وحيويّة· شاعر أمدّ الشعرية العربية المعاصرة، و منذ وقت مبكّر، بجماليات فارقة في البناء الشعري، كالتدوير الإيقاعي وتقنية الحكي الشعري والإيهام الحلمي؛ وكذا أسطرة الوقائع والتوضّعات، والصدور عن رؤيا أورفية للعالم· الرؤيا الأدقّ تعبيرا عن جوهر الكتابة الشعرية والأبلغ ترميزا لمفارقيّتها المحيّرة والجاذبة في آن معا، لكن وفرضيات الكتاب تنبني، في المقام الأول، على أعمال ودراسات الباحث الأميركي مايكل ريفاتير المتمحورة حول الدّالية، كمفهوم يعنى بتوصيف ونمذجة السيرورة التكوينيّة المتنامية التي تمرّ بها القصائد المفردة أو المتون الشعرية العريضة وهي تنضج، على أكثر من صعيد، نواتها الصلبة الأصلية، فإن هذا الاختيار المنهجي لسوف يخفره نوع من الانفتاح إزاء مظانّ مرجعية أخرى عديدة، لسانية وسيميائية وأسلوبية رديفة، مسعفة، ما في ذلك شك، على استغوار هذه التجربة واستكشاف أوالياتها البنائية ودينامياتها التخيّلية علاوة على محفّزها الرؤياوي· وأيضا بإزاء ذخيرة من الكتابات والوثائق التاريخية والأدبية والأسطورية والفنية والفلسفية والأنثروبولوجية والتحلينفسية المؤهلة لإدنائنا من تمظهراتها النصّية العيانية ومن لاوعيها الشعري المضمر سواء بسواء· إذن فهو، أي الكتاب، يسعى، إن شئنا، إلى قراءة تجربة حسب الشيخ جعفر، كممثّل لجيل شعري مائز، قراءة فاحصة، مسائلة، وفاعلة، علميّة، بالدرجة الأولى، غير أن هذا لا يمنعها من التحلّي بأخلاقيات الإنصات، المحبّة، والتفاعل لأنها، أي القراءة، تبقى معنية، بانتواءات هذه التجربة ورهاناتها القصيّة''· تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ بنعيسى بوحمالة هو أحد أبرز نقاد الشعر في المغرب وفي الوطن العربي، وله إسهامات جادة ومحترمة في هذا المجال بالإضافة إلى إسهاماته المتميزة في مجال الترجمة·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©