مشرف يتعهد بدعم الحكومة الباكستانية الجديدة

تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس بدعم تام للحكومة الباكستانية الجديدة التي سيقودها بشكل مؤكد تقريبا رئيس وزراء سجنه مشرف لأكثر من أربع سنوات· بينما أعلن يوسف رضا جيلاني الذي يتوقع أن يقود الحكومة المقبلة أنه يريد ''العمل مع القوى الديمقراطية كافة''· وقال مشرف في كلمة أذاعها التلفزيون أمام موكب عسكري سنوي في ملعب رياضي بإسلام أباد إحياء لذكرى قرار تأسيس باكستان عام 1940 ''بصرف النظر عن شكل الحكومة الجديدة فإنها ستتمتع بمساندتي الكاملة''، وأضاف الرئيس الباكستاني الذي حضر المراسم لأول مرة كمدني بعد أن استقال من منصبه كقائد للجيش في نوفمبر ''أتمنى أن تحافظ هذه الحكومات على السلام السياسي، وأن تستمر في الصراع ضد الإرهاب والتطرف بنفس القوة''· وأكد أنه أتاح قيام الديمقراطية في باكستان قائلا ''أنتم تلاحظون أن عهدا ديمقراطيا حقيقيا بدأ في باكستان''، وأضاف ''نحن فخورون لاننا خلال السنوات الثماني الماضية لم نكتف بإرساء أسس ديمقراطية حقيقية فحسب بل وضعنا باكستان على طريق التقدم والازدهار'' في إشارة الى نسبة النمو في باكستان التي بلغت 8% في عهده· وكان حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت بينظير بوتو رشح يوسف رضا جيلاني لمنصب رئيس الوزراء أمس الأول رغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كان جيلاني سيكون رئيس وزراء مؤقتا على أن يتولى زوج بوتو آصف علي زرداري المنصب لاحقا بعد انضمامه إلى البرلمان من خلال الفوز في انتخابات فرعية· وتعهد جيلاني بالولاء لبوتو وقال إنه سيمضي قدما في مهمتها، وتابع للصحفيين بعد أن ملأ أوراق ترشيحه للمنصب ''الديمقراطية التي نتمتع بها في هذه البلاد بصرف النظر عن شكلها ناجمة عن استشهاد بينظير بوتو''، وأعلن انه يريد ''العمل مع القوى الديمقراطية كافة'' ومن المتوقع أن يفوز جيلاني بأغلبية عندما تصوت الجمعية الوطنية (البرلمان) اليوم لانتخاب رئيس للوزراء ، خاصة بعد أن تعهد حزب إقليمي موال لمشرف بدعمه· وإذا مر كل شيء بسلاسة سيؤدي جيلاني اليمين غدا الثلاثاء أمام مشرف الذي سجنه عام 2001 بتهم القيام بتعيينات غير قانونية في الحكومة قبل أن يفرج عنه عام ·2006 ورحبت أبرز الصحف الباكستانية أمس باختيار جيلاني وعبرت عن الامل في ان لا يكون ''دمية'' في أيدي آصف علي زرداري زوج بوتو الزعيم الفعلي لحزب الشعب الباكستاني والذي لا يمكنه مع ذلك التطلع الى منصب رئيس الوزراء لانه لم يترشح الى الانتخابات التشريعية· وقد يترشح زرداري في دائرة بينظير حيث تجري انتخابات جزئية في مايو، مما يثير تكهنات باحتمال تعيينه في منصب رئيس الوزراء· ويتوقع الخبراء ان يخوض جيلاني معركة لا هوادة فيها ضد الرئيس برويز مشرف الذي أقصي جميع أنصاره السياسيين في الانتخابات· ويتمثل أكبر خطر يواجه مشرف في عزم المعارضة إعادة الاعتبار للقضاة الذين أقالهم في نوفمبر في أقرب وقت· فإذا تمت إعادتهم فإن القضاة، ومن بينهم رئيس المحكمة العليا افتخار محمد شودري، قد يعلنون عدم شرعية إعادة انتخاب مشرف·