السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيقاظ ضمير الجاني

إيقاظ ضمير الجاني
5 مارس 2017 23:12
سوف يظل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معلماً حكيماً وقائداً له نظرة ثاقبة، ولم يكن أمر سموه بأن يمضي الشباب الذين ارتكبوا مخالفة الاستعراض في السيارات بالعمل وسط الشارع 4 ساعات يومياً في تنظيف شوارع دبي، سوى درساً من أب قرر أن يعلم أبناءه احترام القانون واحترام حقوق الناس والطريق. وعلينا أن ندرك أن عقوبة السجن في مثل تلك الحالات لن تحقق الهدف من العقوبة في التأديب والتهذيب والإصلاح، ففي أحيان كثيرة تكون نتيجة معاقبة المتهورين بالسجن سلبية، وتتسبب في المزيد من الإفساد وليس الإصلاح، خاصة مع اختلاطهم بمحترفي الإجرام، لتظهر أهمية أن تكون هناك بعض العقوبات لبعض الجرائم تتناسب مع هدف الإصلاح، وتحققه في أقصر وقت، بما يناسب ظروف ومتطلبات المجتمع. ولا يخفى على أحد أن العقوبات الاجتماعية ليست جديدة، فالعديد من دول العالم تطبقها، وتضع تشريعات راسخة تنظم الجرائم التي قد لا تحتاج إلى التعزيز بالسجن أو الغرامة المادية بقدر ما تحتاج إلى إيقاظ ضمير الجاني، الذي ينتمي في أغلب الحالات لفئة الشباب، الذين يعيشون حالة من الطيش والاستهتار، فتلزم بعض الدول، مثل أيرلندا وأستراليا، المدانين بتقديم خدمة عامة في إحدى المؤسسات الخدمية، أو الإلزام بتنظيف الشوارع أو المدارس أو المستشفيات، أو العمل في دور الأيتام والعجزة، أو العمل في المعامل والمصانع والمزارع الإنتاجية. وإذا كان الجزاء من جنس العمل فإنهم قد أساءوا للمجتمع وللبنية التحتية للبلد، وبالتالي لابد من أن تكون عقوبتهم هي خدمة المجتمع وصيانة بنيته التحتية، ويلاحظ الكثيرون أن الشباب الذين يخضع لهذا النوع من العقوبات هو الأكثر التزاماً من غيره الذين خضعوا للغرامات أو الحبس، فالهدف الأساسي للعقوبة المجتمعية تهذيب السلوكيات الخاطئة، خاصة أن الشعور بالذنب والندم يعتبر جانباً مهماً في تقويم الشخصية. ومن الجوانب المهمة في هذه القضية، أننا لا يجب أن ننظر لتنظيف الشوارع أو الانخراط في أي عمل بدني مرهق على أنه عقوبة، بل هو أسلوب للتوعية بضرورة الحفاظ على البنية التحتية ورد لدين مستحق للوطن والأرض، واحترام وتقدير لقيمة شوارع الوطن التي لا يجب أن تكون وسيلة لممارسة الطيش والتهور وتهديد حياة المارة، فكل هذه المبادئ يجب أن نزرعها في نفوس الصغار، حتى نرسخ في داخلهم الارتباط بالوطن، والحرص عليه والحفاظ على ممتلكاته، وحماية المجتمع من نزوات المتهورين. يوسف أشرف – أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©