السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد وهزاع بن زايد يشهدان اختتام أكبر مسابقة للشعر الفصيح

محمد بن زايد وهزاع بن زايد يشهدان اختتام أكبر مسابقة للشعر الفصيح
9 سبتمبر 2007 02:38
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول الحفل الختامي لمسابقة أمير الشعراء، والتي احتضنت فعالياتها العاصمة أبوظبي في شاطئ الراحة· كما شهد الحفل كل من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، فيما حضر جمع غفير من جماهير الشعر العربي ومتابعو مهرجان الثقافة الأول والأكبر على الإطلاق ''أمير الشعراء''· كما حضر الشاعر القطري محمد بن فطيس المري شاعر المليون وحامل بيرق الشعر النبطي في دورة شاعر المليون الأولى· جاءت أمسية الحفل الختامي لأمير الشعراء إماراتية بامتياز، وذلك بفوز الشاعر الإماراتي كريم معتوق بلقب أمير الشعراء وجائزة المهرجان الأولى، وسط تصفيق وتشجيع من جمهور إماراتي كبير جاء تشجيعا ودعما لشاعر الإمارات، والذي استحق لقب أمير الشعراء من خلال اختيار اللجنة ومنحه أعلى نسبة من الأصوات، ومن خلال رأي الجمهور وتصويته الذي منحه النسبة الأعلى من الأصوات، وبفارق يزيد على عشرة أصوات عن صاحب المركز الثاني الشاعر الموريتاني محمد ولد الطالب· وحل في المركز الثالث الشاعر السعودي جاسم الصحيح، وجاءت روضة الحاج من السودان في المركز الرابع، وفي المركز الخامس الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، فيما خرج من مرحلة الستة بحصوله على أقل الأصوات الشاعر العراقي حازم التميمي· وبذلك تكون قد اختتمت فعاليات برنامج مسابقة أمير الشعراء، أكبر مسابقة تلفزيونية لشعر العربية الفصحى، والتي جمعت حولها العرب من مختلف بقاع الأرض، وارتدت حلة الجمال في الوصف والتعبير والقدرة على التأثير من خلال إبداعات خمسةٍ وثلاثين متسابقاً على مدار الثلاثة أشهر الماضية، قدموا خلالها أفضل ما تحمله قرائحهم من عذب الكلام· أمير الشعراء وفي نهاية الحلقة، صعد سمو الشيخ هزاع بن زايد إلى خشبة مسرح شاطئ الراحة يرافقه سعادة محمد خلف المزروعي، لتتويج الفائزين وتسليمهم الدروع والجوائز، حيث توج الشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق أميراً للشعراء، واستلم من سموه جائزة المسابقة وهي مليون درهم· كما سلم سموه أصحاب المراكز الأربعة جوائزهم وهي للشاعر محمد ولد الطالب من موريتانيا خمسمائة ألف درهم إماراتي، وللشاعر جاسم الصحيح من السعودية ثلاثمائة ألف درهم إماراتي، وللشاعرة روضة الحاج من السودان مائتي ألف درهم إماراتي، وللشاعر تميم البرغوثي من فلسطين مائة ألف درهم إماراتي· وتكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية لأصحاب المراكز الخمسة في مهرجان أمير الشعراء· فعاليات الأمسية وتميزت الأمسية الأخيرة بحضور المطرب حسين الجسمي، والذي أضفى مزيداً من البهجة والسعادة بصوته العذب على جمهور مسرح شاطئ الراحة· كما شهدت الحلقة إطلاق بعض الألقاب على الشعراء الخمسة والثلاثين المشاركين في المسابقة من خلال تصويت زوار الموقع الإلكتروني لبرنامج أمير الشعراء، حيث قام معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان يرافقه سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر العربي، بتكريم الشعراء· فكان لقب شاعر الجماهير من نصيب الشاعر الشيخ أبو شجة من موريتانيا، ولقب شاعر الحب من نصيب الشاعر الهادي القمري من تونس، ولقب شاعر القضية من نصيب الشاعر خالد السعدي من العراق، ولقب شاعر الإبداع من نصيب الشاعر محمد عبدالمولى من سوريا، ولقب الشاعر الواعد من نصيب الشاعر الوليد بن ظافر الشهري من السعودية· أما لقب شاعر الرومانسية فكان من نصيب الشاعر عمر حاذق من مصر، ولقب شاعرة الإنسانية من نصيب الشاعرة زينب عامر من الإمارات، ولقب شاعرة الرسالة من نصيب الشاعرة هاجر البريكي من سلطنة عمان، ولقب شاعر الشفافية من نصيب الشاعر طلال الصابري من الإمارات· ألقاب لجنة التحكيم وكانت مفاجأة الحلقة التكريم الخاص من أعضاء لجنة التحكيم لبعض الشعراء المشاركين من خلال معايير خاصة يراها كل عضو بلجنة التحكيم، فمنح د· عبدالملك مرتاض جائزته للشاعر عبدالله أبوشميس من الأردن· ومنح د· علي بن تميم جائزته للشاعر مصطفى الجزار من مصر، ومنح د· صلاح فضل جائزته للشاعرة بهيجة أدلبي من سوريا· ومنح الشاعر نايف رشدان جائزته للشاعر زاهر أبوحلا من لبنان· ومنح الفنان غسان مسعود جائزته للشاعر عبدالعزيز الزهراني من السعودية· كما تجمع على المسرح الشعراء الخمسة والثلاثون المشاركون في البرنامج في أوبريت شعري قام فيه كل متسابق بإلقاء بيت شعري واحد، بحيث أبدع الشعراء في نظم قصيدة متكاملة جميلة المعاني· إشادة بدعم محمد بن زايد في تصريح خاص لـ ''الاتحاد'' أكد سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن مسابقة أمير الشعراء التي أطلقتها الهيئة واختتمت مساء الجمعة الماضي، قد نجحت وبامتياز في أن تعيد للشعر الفصيح مكانته التاريخية ودوره الحضاري وحضوره الاجتماعي لتستعيد من خلاله اللغة العربية ذاتها ومكانتها التاريخية والتراثية· وأوضح المزروعي أن أبوظبي أبدعت في الفكرة والتنظيم والتنفيذ من خلال الدعم اللامحدود لمسيرة الأدب والثقافة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما نجحت في تحقيق جملة من الأهداف الثقافية السامية من ضمنها تشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية وإتاحة الفرصة لهم للاستماع إلى شعراء متميزين والتعرف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة· وتابع يقول: ''لقد جاءت مسابقة أمير الشعراء تأكيداً لدور العاصمة الإماراتية الرائد في تعزيز الثقافة العربية والارتقاء بها إبداعاً إنسانياً وأصالة ممتدة، وهي المسابقة الأولى من نوعها على مستوى العالم، والتي تابعها أسبوعياً عشرات الملايين من متذوقي الشعر العربي الفصيح، وحظيت بتغطية إعلامية لا مثيل لها على صعيد الفعاليات الأدبية والثقافية''· وتوجه المزروعي بخالص التهنئة والتقدير لجميع الشعراء الذين شاركوا في مختلف مراحل المسابقة على مساهمتهم الأساسية في نجاح البرنامج وتشريفهم لنا في أبوظبي، بدءاً من استقبال طلبات 5400 شاعر، ومن ثم اختيار أفضل 300 منهم، ليتم مقابلتهم من قبل لجنة التحكيم المختصة التي ضمت عمالقة في الشعر والأدب والثقافة من مختلف الدول العربية، وليتقلص العدد إلى 80 شاعراً اختير منهم 35 شاعراً تنافسوا على مدى 3 أشهر أمام ملايين المشاهدين في العالم في حدث سجلته أبوظبي باسمها أنها أول من أعاد الشعر العربي إلى جماهيره ومحبيه· المنافسة الختامية وبالعودة إلى جو منافسة ختام أمسيات أمير الشعراء، تناوب الشعراء الخمسة بإلقاء قصائدهم الحرة من اختيارهم، حيث بدأ تميم البرغوثي بقصيدة عن فلسطين جاءت مليئة بالجمال الفني الفائق· وألقى الشاعر جاسم الصحيح قصيدة بعنوان ''آخر مقامات العشق'' قال فيها الفنان غسان مسعود، إن صاحبها يملك قدرة فريدة على المزج بين المادة والفكرة والصورة والمعنى وخاطب الشاعر قائلاً، في حضورك تواضع الكبار وخجل ماكر وتعلن أكثر مما تضمر وشعرك الكبير يترك للتأويل مساحات واسعة· وتألقت الشاعرة روضة الحاج كعادتها في قصيدة شعرية بعنوان ''تغريبة المطر'' تفاعل الجمهور مع كلماتها ومع ماحملته من أوصاف، وقال عنها الشاعر نايف الرشدان إن القصيدة بها تناص لقصيدة شاعر معروف، كما أن الشاعرة لن تتخلى عن حقها المشروع في المطالبة بحق الأنثى بالحصول على اللقب الشعري، كما أن خطابها الشعري مفعم بالقيم الفنية وبه استحضار للشخصية التراثية مع وجود علائق للقناع، والنص يدل على تكريس الأسى· وتلاها المتسابق عبدالكريم معتوق والذي أنشد قصيدة بعنوان ''جديرٌ فيك يا وطني''، تحدث فيها عن قيمة بلده الإمارات وفضلها عليه لدرجة خجله منها، وحاول إرسال رسالة موجزة عن تاريخ الإمارات، وصفها د·صلاح فضل بأنها أجمل القصائد جدارة وجهارة وأنشودة غنائية عذبة بليغة تتغنى بقيم الوطن وتعزف على وتر الصميم· وقال د·علي بن تميم إن مضمون النص رائع جداً ويمتلك صاحبها القدرة على حل الشعر والسرد في موضوع الوطن· ووصف د·عبدالملك مرتاض التجربة الشعرية بالمتفردة عن الموت والوطن، وبها جزالة فائقة من أرض المليون زايد كما أنها قصيدة عصماء، وقال الفنان غسان مسعود إن الشاعر يغني الشعر ويرقص بالكلمات ولديه لغة مسرحية تتناغم مع الصوت لتحقق له عنصر القبول والحضور، وذكر الشاعر نايف الرشدان أن هناك تواضعاً في فن الشاعر والنص يجسد العلاقة بين الحضور والغياب وبه تجربة عميقة وصادقة· واختتمت الأمسية بالمتسابق محمد ولد الطالب الذي ألقى قصيدة بعنوان ''توقيع على السنبلة''، أكد فيها معرفته بعدد حبات السنابل! واعتبر د·علي بن تميم أن الشاعر يحاول أن يتمثل نوعاً أدبياً تراثياً ليعيد بعثه من جديد، كما أنه حاول قراءة توقيع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ''كفى بالموت واعظاً''، كما أنه يعيد توظيف الأساطير من خلال الاستحضارات الأسطورية والتاريخية وإعادة كتابتها· قصـــائـــد التحـــــدي في نهاية الحلقة قرأ الشعراء الخمسة بعضاً من الأبيات المرتجلة حول موضوعات بعينها قاموا باختيارها عبر قرعة أُجريت في بداية الحلقة فكان ''الصقر'' من نصيب روضة الحاج، و''الليل'' لتميم البرغوثي، و''الأم'' لعبدالكريم معتوق، وكانت ''الصحراء'' من نصيب جاسم الصحيح، و''الخيل'' من نصيب محمد ولد الطالب، وقدم المشاركون الخمسة أجمل ما لديهم في صورة شعرية راقية· وقال د·عبدالملك مرتاض موجهاً حديثه للخمسة لقد أبدعتم طوال المرحلة الطويلة الماضية، فيما أكد الفنان غسان مسعود أن محمد ولد الطالب يحضر عنده الشاعر المتنبي ويحمل لغة رصينة جميلة ووصف تميم البرغوثي بالشاعر الساخر المر مستخدماً مبدأ شر البلية ما يضحك، أما جاسم الصحيح فيستند ظهره على أرض ولاَدة وتعتمد روضة الحاج على التحليق في قصائدها وقدرة عبدالكريم معتوق على الاعتراف إيماناً بمبدأ أن الرجال يكبرون بالاعتراف· وقال الشاعر نايف الرشدان إن محمد ولد الطالب لديه قدرة عجيبة على استيعاب التراث وشعره فذ، ويحمل تميم البرغوثي رؤية فلسفية تعبر عن ثقافة راقية، كما يحمل جاسم الصحيح سمات الفن في التعبير والتصوير وهناك الولاء للوطن، أما روضة الحاج فقد برعت في التحليق مع موصوفها بالقصيدة وهو الصقر، ووصف عبدالكريم معتوق بالشاعر المميز جميل الإبداع· وأشار د·صلاح فضل إلى الذاكرة القرآنية المفعمة بالتراث للشاعر محمد ولد الطالب، وكذلك على إخلاص تميم البرغوثي لقضية فلسطين، وأضاف أن جاسم الصحيح تغنى بالجذور وافتخر بالذات الجماعية، واهتمت روضة الحاج بالصقر كنموذج أعلى للإنسان وموضوعاً بديعاً للشعر، وتميز عبدالكريم معتوق بقوة البديهة وحداثة التراكيب، وأشار د·علي بن تميم إلى قوة الارتجال عند الشعراء الخمسة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©