الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجالية التركية في ألمانيا وشبح التطرف

الجالية التركية في ألمانيا وشبح التطرف
9 سبتمبر 2007 00:43
لفهم مغزى التقارير التي أعلنتها سلطات بلادهم الأسبوع الماضي عن إحباط مؤامرة إرهابية، بدأ الكثير من الألمان يتساءلون فيما إذا كانت الجالية التركية الضخمة التي تعيش بين ظهرانيهم- المعروفة تاريخيا بالاعتدال والمنسجمة بشكل عام مع محيطها- هي تماما كما كانوا يعتقدون· فأحد الرجال الثلاثة الذين تم القبض عليهم فيما يتعلق بتلك المؤامرة كان تركيا، كما أن السلطات الألمانية أعلنت يوم الجمعة الماضي أن ثلاثة من المشتبه فيهم- أو ما يزيد عن ذلك- ممن تلاحقهم هم أيضا من أصل تركي· وعلى الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تصبح فيها الجالية التركية موضع اشتباه، إلا أن هذه القضية تضم شبكة ذات طبيعة مختلفة تماما، إذ يقال إنها تمتد من اسطنبول حتى باكستان، فضلا عن أنها تحمل شبها مزعجا بالمجموعة المحلية التي نفذت أخطر الهجمات الإرهابية في أوروبا حتى الآن- الهجمات الانتحارية في لندن في يوليو 2005- والتي كانت تتكون من بريطانيين ينحدرون من جذور باكستانية وهندية غربية· يقول ''جويدو شتاينبيرج'' مستشار ''جيرهارد شرودر'' المستشار الألماني السابق معلقا: ''المسؤولون الألمان لا يحبون الحديث عن هذا الموضوع، فهو حساس من الناحية السياسية، إلا أنه من المؤكد أنهم يخشون العاقبة''· وأضاف السيد ''شتاينبيرج'' -الباحث الحالي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين-: ''لقد كنا ننتفع من حقيقة أن معظم الإرهابيين كانوا من المغاربة أو الجزائريين أو الأكراد··· ولكن كان علينا أن ندرك أن لدينا كتلة حرجة يبلغ قوامها مليوني تركي تقريبا يمثلون- على الأقل من الناحية النظرية- قاعدة لتجنيد الإرهابيين''· في الحقيقة أن عدد الأشخاص المنحدرين من أصول تركية الذين يقيمون في ألمانيا، قد وصل حسب الإحصاءات الرسمية إلى 2,7 مليون نسمة، يبلغ عدد الحاصلين منهم على الجنسية الألمانية 900 ألف نسمة· وقد لوحظ منذ بعض الوقت أن الأصولية قد بدأت تنتشر بينهم، ليس فقط بين من يعيشون في الأحياء التركية المغلقة، ولكن أيضا بين من يعيشون في أحيان تضم ألمانا وجنسيات أخرى، كالمدينة التي يقطنها ''آدم يلماز'' الشاب الذي قبض عليه· يذكر أن تقريرا قد نشر عام 2006 بواسطة'' المكتب الفيدرالي لحماية الدستور''- وكالة الاستخبارات الألمانية- صنف 32,150 مسلما يعيشون هنا بأنهم من ذوي الميول المتطرفة· من بين هذا العدد 27,250 من ذوي الأصول التركية· بيد أن ما يقل عن 100 شخص فقط من بين هذا العدد من الأتراك هم فقط الذين ينظر إليهم على أنهم خطرون فعلا ويتم وضعهم بالفعل تحت المراقبة· وقد أعرب الزعماء الأتراك في ألمانيا عن صدمتهم وفزعهم من تورط أتراك في هذه القضية، وتخوفهم من أن يؤدي ما حدث إلى ردود أفعال سلبية تجاه الجالية التركية في ألمانيا· وتعترف''صدف أوزاكين'' الألمانية من أصل تركي وعضو مجلس محلي مدينة ''ميونيخ'' بأنه كانت هناك بالفعل علامات على انتشار الراديكالية وسط عدد محدود من الأتراك الصغار في معظمهم باشكال مختلفة، مضيفة أن الحل يتمثل في قيام المنظمات التركية المنتمية للتيار الوسطي بالتواصل مع الشباب التركي لحمايته من التضليل بواسطة الأيديولوجيات الراديكالية والعنيفة· فيما يضيف ''ديرك هالم'' -الباحث في مركز الدراسات التركية في جامعة دويسبيرج أيسين- ما يؤيد وجهة نظر الآنسة ''أوزاكين'' عندما يقول إن الأجيال الجديدة من الأتراك (الجيلان الثالث والرابع) ممن ولدوا في ألمانيا، أو أمضوا جزءا كبيرا من حياتهم هنا، لا تتردد عادة على المساجد الكبيرة التي تتردد عليها الأجيال الأكبر سنا من الأتراك، وإنما يفضلون بدلا من ذلك التردد على زوايا أو مساجد صغيرة مستقلة عادة ما يكون أئمتها أكثر تطرفا· ويقول السيد ''هالم'' إن عدد هذه المساجد ليس معروفا بالضبط، ولكن الأمر المؤكد هو أنه آخذ في التزايد بشكل مطرد· يقول السيد ''بكير البوجا'' -مدير مركز الحوار بين الأديان في الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية- إن المشكلة تكمن في أن الشبان الأتراك قد أصبحوا أقل تقبلا لرسالة التيار الإسلامي الوسطي في ألمانيا، وأن جزءا من المسؤولية عن ذلك يقع على عاتق الحكومة الألمانية التي لم تدعم برامج الشباب الفعالة على نحو كاف، وهو ما أدى إلى زيادة غير الراغبين منهم في الانضواء تحت راية التيار الوسطي من المجتمع الإسلامي الموجود في ألمانيا· ونيكولاس كوليش مراسلا النيويورك تايمز في فرانكفورت ألمانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©