السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب جزائري يرسم جمال الطبيعة بقدمه

شاب جزائري يرسم جمال الطبيعة بقدمه
14 ابريل 2009 22:32
اسمه نور الدين شرابي، شاب في الـ37 من العمر، ميزته الأساسية ليس جمال لوحاته فحسب، بل رسمُها باستخدامه أصابع رجله لرسمها. وشرابي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وُلد بذراعين ويدين ضامرتين شبه ملتصقتين بالكتف، وعانى الكثير في حياته، وحينما شعر بالميل إلى الرسم وهو صغير، لم يجد بداً من أن يمسك الريشة بأصابع رجله اليسرى ويدرِّبها على رسم أشكال بسيطة مختلفة. وبمرور الوقت، أصبحت خفيفة تطاوعه على رسم ما يشاء بإتقان، فتحولت الأشكالُ البسيطة إلى لوحات رائعة أثارت الكثير من الدهشة والإعجاب. والزائر لمعارضه، ومنها معرضه الأخير الذي احتضنه «قصر الثقافة» بالجزائر العاصمة، لا يكاد يصدِّق أن لوحاته الـ30 المعروضة به، مرسومة ٌبأصابع الرِّجل، فهي جميلة مُتقنة إلى درجة كبيرة. وفي مدخل المعرض يجلس شرابي ليمسك الريشة بأصابع رجله اليسرى ويبدأ في رسم لوحة جديدة أمام الملأ، فيزيد حجم الإبهار والإدهاش ولا يتوانى بعض الزائرين عن وصفه بـ»المعجزة». وأحسنَ الفنانُ العِصامي الشاب، الذي لم يتلقَ أي تدريب على الرسم والفنون الجميلة، مداعبة الريشة والمزج بين الألوان، علماً بأن مقاس أغلب لوحاته يتراوح بين 50 و65 سنتمتراً، وهي مرسومة بتقنيات الرسم الزيتي والإكليريك. ويطغى على لوحاته موضوعان رئيسيان وهما الطبيعة والآثار، مما يعكس مدى شغف شرابي بالمناظر الطبيعية لبلده وكذا آثارها الزاخرة، ورصد بريشته أجمل المناظر الطبيعية بمناطق عديدة ومنها الأوراس والهقار، حيث تتعانق الجبال والوديان والأشجار في مناظر بديعة عكسها في لوحات جميلة، ثم مر على آثار الزيانيين بتلمسان ثم آثار العثمانيين بـ»القصبة» بقلب الجزائر العاصمة، كما أبرز آثار الرومان بمدينة «تيبازا»الساحلية، و»الجسور المعلقة» العملاقة التي تربط بين ضفتي مدينة قسنطينة، والبريد المركزي بالجزائر العاصمة. هي لوحاتٌ تبرز جمال الجزائر واسعة الأطراف والغنية بطبيعتها المتنوعة وآثارها التي تدل على مختلف العصور، ولكنها تبرز أيضاً مدى جمال نفسية الفنان الشاب، إذ لم تعكِّرها الإعاقة ولم تسمح بأن يتسرب إليها الإحباطُ واليأس والكآبة لتعشش به خمولاً وذبولاً، بل على العكس تحدى شرابي إعاقته وصنع لوحات بديعة نالت إعجاب الجزائريين الذين أجمعوا على نجاح المعرض، ليثبت بذلك أن المعاق الحقيقي هو الذي يستسلم لليأس عند أقل مصيبة فيعيق بنفسه عقله عن الإبداع وتوظيف الملكات والمواهب التي وهبها الله له فيقتلها دون وجه حق. إنه مثالٌ حي يقدمه شرابي للمتشائمين الذين لا يرون في الوجود شيئاً جميلاً. إلى ذلك، يقول شرابي لـ»دنيا» إنه مفتونٌ بحب الطبيعة ومناظرها الخلابة، وكذا آثار البلد ويميل إلى المدرسة الانطباعية التصويرية البعيدة عن التجريد، ويأمل أن يتلقى الدعم الكافي من وزارة الثقافة بمنحه محلاً صغيراً يمارس فيه هوايته، ودعوته إلى المزيد من المعارض الوطنية وكذا إشراكه في الأسابيع الثقافية الجزائرية بالخارج، علماً بأنه شارك في معرضٍ بلشبونة البرتغالية في أغسطس 1998 بمناسبة المهرجان العالمي للشباب، وفي غرونوبل الفرنسية سنة 2003، كما ينتظر أيضاً دعواتٍ من الدول العربية لعرض أعماله فيها.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©