5 سبتمبر 2007 00:33
هز انفجاران قويان مدينة روالبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد صباح أمس وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصا وإصابة 68 آخرين معظم إصاباتهم بليغة، ومعظمهم من عناصر وزارة الدفاع· وتباينت التصريحات حول طبيعة الانفجارين، فبينما أكد نائب قائد شرطة راولبندي أن التفجيرين انتحاريان، قال وزير الداخلية إن أحد الانفجارين ربما نفذ بقنبلة موقوتة·
واستهدف الهجوم الأول حافلة تقل موظفين تابعين لوزارة الدفاع وبالتحديد لأجهزة الاستخبارات العسكرية النافذة وفق ما ذكرت مصادر الجيش، مما أسفر عن مقتل 17 منهم في أحد أسواق راولبندي· وطبقا لمسؤول الشرطة في وزارة الداخلية كمال شاه فإن رجلا غريبا صعد في اللحظة الأخيرة إلى الحافلة وفجر قنبلة كانت بحوزته· وكانت مصادر في الشرطة ذكرت في وقت سابق أن ضحايا الحافلة يعملون لهيئة الطاقة الذرية الباكستانية، لكن الهيئة نفت ذلك وقالت إن أيا من موظفيها لم يصب بأذى، فيما يعتقد أن العدد أكثر من ذلك·
أما الهجوم الثاني فوقع على مسافة قريبة جدا من مقر هيئة أركان الجيش الباكستاني ونفذ بدراجة نارية مفخخة واستهدف ضباطا يسلكون هذا الطريق يوميا، مما أسفر عن سقوط 14 قتيلا وفق ما ذكرت مصادر عسكرية· وأدى الانفجار الثاني إلى تدمير العديد من السيارات المتوقفة على جانبي الطريق إضافة إلى إلحاق أضرار بمحال تجارية في المنطقة·
وألمحت مصادر أمنية واستخباراتية باكستانية إلى تورط تنظيم ''القاعدة'' والجماعات المتشددة المرتبطة معها في التفجيرين المتزامنين اللذين استهدفا على ما يبدو مقر القيادة العامة للجيش ووزارة الدفاع وهيئات ومؤسسات أمنية أخرى تقع في المنطقة· وأدان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الحكومة شوكت عزيز الهجوميين، وتوعدا بملاحقة المتورطين ومثولهم أمام القضاء· ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول رفيع في أجهزة الاستخبارات الباكستانية قوله إن الهجومين يحملان بصمات ''القاعدة'' ونفذهما أشخاص يملكون، على ما يبدو، معلومات جيدة·
ورغم عدم تبني أي جهة حتى الآن المسؤولية عن الهجوميين، فإن السلطات وجهت أصابع الاتهام في تفجيرات مماثلة سابقا لجماعات مرتبطة بـ''القاعدة''، في حين ذكرت مصادر رسمية باكستانية أخرى ترجيحها أن يكون الهجومان من صنع جماعات متشددة ، ردا على عمليات الجيش الباكستاني الجارية في منطقة القبائل قرب الحدود الأفغانية·
وقال وزير الشؤون الدينية إعجاز الحق إن الاعتداءين مرتبطان ربما بالحرب في أفغانستان والعمليات العسكرية الجارية بمنطقة القبائل ضد المسلحين المتشددين· أما نائب وزير الإعلام طارق عظيم خان فقال إن الهدف من الهجومين زعزعة الاستقرار، لكنه أكد أن من يظن ذلك سيصاب بخيبة الأمل، مشددا على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المقرر نهاية أو مطلع العام المقبل، ورفض وزير الداخلية الباكستاني أفتاب خان تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرين قائلا إنه من الصعب تحديدها· وفي تطور آخر قتل جندي باكستاني وجرح 4 آخرون أمس في هجوم بالصواريخ استهدف نقطة تفتيش للجيش جنوبي وزيرستان·
من جهة أخرى نجحت المفاوضات بين الجيش الباكستاني و مجلس شورى قبلي ولجنة سلام مكونة من 21 عضوا للافراج عن الجنود الباكستانيين المختطفين وعدد من رجال قبائل محسود المعتقلين· وافرجت السلطات الامنية أمس عن 100 شخص من قبائل محسود في المناطق القبائلية تمهيدا للافراج عن حوالي 300 جندي اختطفوا الاسبوع الماضي·
المصدر: إسلام آباد
عدد اليوم
