الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السجينة

13 ابريل 2009 22:35
المشكلة عزيزي د.مصبح: أنا فتاة عمري 17 سنة، وطالبة بالصف الثالث الثانوي، ومستوايّ الدراسي جيد جداً، وأحظى بثقة أهلي لدرجة كبيرة، لكنني أعاني من ضيق شديد وزهق طول الوقت بسبب تعنت أهلي وخوفهم عليّ بصورة مبالغ فيها، فوالدي شديد الخوف ويرفض خروجي مع صديقاتي حتى في أيام الإجازة، وإن وافق يكون بشرط معرفته لآبائهن، وأين نذهب، ومتى أعود؟ وهذا يسبب لي الإحراج، ولا أستطيع الاستمتاع بصحبة صديقاتي، وليس لديّ بنات خال أو خالة أوبنات عم يقمن في نفس بلدي، وطول الوقت البيت والمدرسة والهاتف تحت المراقبة، وبصراحهة مللت من طريقة والدي ومن هذا التزمت والخوف، وانقهر كمداً عندما أسمع من صديقاتي أنهن يستمتعن بكامل حريتهن، رغم أن ليس هناك تجاوز أو خطأ كبير في تصرفاتهن، لدرجة أنني أفكر أن أصادق شاباً، أو زميلاً، لكنني أعرف أن ذلك حرام وعيب، ولا أود أن أخسر ثقة الأهل، لكنني أشعر أحياناً أنني سأموت من القهر وكبت حريتي، فما الحل يادكتور؟ أسيرة الحل ابنتي أسيرة.. ضحكت طويلاً من اختيارك هذا الاسم، ولا أريدك أن تتعاملي مع الموضوع- ولا أود أن اسميه مشكلة لأنه بسيط جداً- ببساطة شديدة، وتمعني في كلامي جيداً. فقبل أي شيء تيقني بنعمة الله عليك، حيث منّ الله عليك بأهل يتقون الله فيك ويخافون عليك، وهذا الحرص تظنين أنه حبس وتقييد لحريتك. والحديث الشريف يقول:« المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»، وتحري والدك عن صديقاتك ليس معناه الرفض، وأكيد تسمعين عن مصائب هذا الزمن، وتصرفات البنات ممن هن في مثل سنك، وماذا يحدث للبعض منهن، لذلك أعذري والدك فهو يخشى عليك وليس ذلك عيبا بل هو حقك عليه قبل أن يكون حقه، وهي مسؤولية سيسأل عنها أمام ربه، واعتقد أنك إذا طلبت منه أن تخرجي بصحبة صديقة يعرف أهلها فلن يمانع في ذلك. أما أن تفكري في مصادقة شاب، لا أتمنى أن تكون» تلكيكة أو تبرير الخطأ والحرام لنفسك»وكأنك تقولين لوالدك أنت لا تريدني أن أخرج لأنك تخاف عليّ من الخطأ، فأنا سأفعل ذلك دون أن أخرج ورغم القيود التي تفرضها! من تعاقبين بهذا التصرف.. والدك أم نفسك ؟ عودي لصوابك، واستغفري ربك، وتعودي أن يكون صبرك، وتعقلك، وحريتك، حرية مسؤولة واعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©