السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضوضاء حد البكاء ! ...

13 ابريل 2009 22:29
في ظل دوامة صخب المدينة المتنامي غير المعهود، وكأنها بدأت اليوم تتكشف أو تكشف عن وجهها الآخر، وما بين حيرتك ومحاولة انضباطك أمام نفسك وأمام الآخرين، المعلوم منهم والمجهول، وسط هذا الزحام و»الزعيق» و»النعيق» الخانق، القادم من كل الاتجاهات وفي كل الأوقات، تحاول إعادة صياغة العلاقة ما بينك وبينها، والتعرف عليها من جديد، مثابراً في اختلاق طريقة ما للمواءمة، في محاولة الانسجام والذهاب مع معطياتها ومتطلباتها الجديدة، تفاديا لخسارات متوقعة وغير متوقعة قدر الإمكان، فتجس نبضك، مقدراً درجة تحملك واستعدادك لبداية نهارك، ومن ثم تمضي في طرقاتها، فتقرأ المعوذات على نفسك، متوخياً الهدوء والحذر في خطواتك، سائلاً الله السلامة وحُسن العاقبة!. هكذا نحن اليوم، نبدو مثقلين بعبء يومي جديد، بهذا الصخب المتواتر، بكل هذا الضجيج الصباحي المسائي، مثقلين إلى حد التوتر والارتباك، حد الضيق الذي لا نعرف منتهاه، بدءاً بالبحث عن موقف للسيارة، وانتهاء بتحمل نزق ومزاجية وأنانية الآخرين، وما هو غير متوقع منهم من مفاجآت !. قياس درجة الضوضاء وضبطه في قلب العاصمة وخارجها، ومعالجة أسبابه، الذي اخترق الأحياء السكنية وأزقتها، أصبح من المؤرقات والمفزعات اليومية. فالوقوف على هذه الظاهرة غير الحضارية ورصدها، أصبح ضرورة، لما لها من آثار سلبية على صحة وسلامة الأفراد، واستقرار نفسياتهم وانضباط سلوكهم وانفعالاتهم وإنتاجيتهم الوظيفية والاجتماعية، سواء في الشارع أو حينما تتطور إلى مشاهد «صِدامية» شبه يومية، يصعب السيطرة عليها أحياناً. فإصرار البعض على تجاهل القوانين والتشريعات المرورية، أو غياب الثقافة المرورية المثلى لدى الغالبية من مستخدمي الطرقات، وجهل وقلة وعي البعض بها، وأنانية البعض في الاستئثار بالطريق، من أهم أسباب تفاقم ظاهرة «صخب وضجيج» المدن، فهنالك من لا يعطي مجالاً لوقت، لخلق نوع من التواؤم المؤقت، بزيادة الوعي الفردي المسؤول، والإدراك الكامل بالوضع الميداني الجديد، كالاختناقات المرورية المرتبطة بشكل مباشر بمشاريع تحسين وتوسعة شبكة الطرق، بالتفهم أن الحالة «وضع مؤقت»، جاري العمل على معالجته وبشكل دائم، وهو بالمقابل يعتبر نوعاً من التقدير والامتنان لجهود الدولة، في سعيها المستمر لتحسين شبكة الطرق الداخلية والخارجية، في ظل نموها المطرد. فإذا كنا نشكو من أزمة اختناقات مرورية حقيقية، ومن زيادة كبيرة في عدد السيارات في شوارع الدولة، فالأزمة الأكبر التي بات يصعب الصمود أمامها أو السكوت عنها، هي أصوات هدير «هورنات» السيارات، التي يطلقها أصحابها بلا هوادة صباح مساء، ودون أدنى مراعاة لمشاعر سكان الأحياء السكنية وسكان البنايات، التي اخترقت غرف نومهم وقضّت مضاجعهم، وقد تستفز بعضهم حد البكاء !. فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©