الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

من صفوف المديرين إلى فصول التلاميذ

من صفوف المديرين إلى فصول التلاميذ
3 سبتمبر 2007 22:41
إن خوض مغامرة جديدة يمكن أن يبدو مجازفة غير مأمونة العواقب فربما تكون قد ابتعدت عن الدراسة لمدة 20 عاماً وقد يساورك الشك في قدرتك على العودة مرة أخرى إلى العملية التعليمية، فهل تستطيع استيعاب المفاهيم الجديدة، وكيف ستتعامل مع التكنولوجيا الجديدة مثل نظم المعلومات أو أجهزة الحاسب الآلي؟· وهل سيتفوق عليك الطلاب الأصغر سناً لأنهم أسرع وأمهر منك في التعامل معها ؟· وغالباً ما نجد النساء اللاتي تركن عملهن لتربية الأطفال يواجهن هذه الشكوك عندما يبلغ أطفالهن سناً لا يحتاجون فيها إلى الرعاية طوال الوقت فهناك بالتالي أوقات فراغ في اليوم يمكن أن يشغلنها بشيء مثير وجديد منذ مغادرتهن ويبدو لهن الأمر مثل العودة للمدرسة· وقد تكون تربية الأطفال أمراً رائعاً حقاً ولكنها تبعث على التوتر الشديد والقفز من البيئة الأسرية والتعامل مع الأطفال إلى بيئة العمل والتعامل مع الكبار قد يبدو قفزة كبيرة للغاية· وقد تنشأ مخاوف مشابهة عندما تكون في وظيفتك ويتم إرسالك للحصول على دورة تدريبية أو تقرر مواصلة التعليم بعد التخرج بالذهاب إلى الفصول الليلية أو السعي للحصول على شهادات أعلى فالرجوع إلى العملية التعليمية يضعك في موقف حساس إذ إنك تعرض نفسك للفشل بينما يمكنك في وظيفتك الحالية أن تشعر بقدر كبير من الثقة سواء كنت تجيد ما تفعله إجادة كبيرة أو قليلة أما عندما تخوض مغامرتك الجديدة فإن النتيجة غير أكيدة ويعتمد مدى شعورك بالخوف من مغامرتك الجديدة على مدى ما كان ينتابك من خوف خلال المرحلة السابقة· فإذا كنت تعاني من صعوبات في المدرسة بسبب تعرضك للعقاب أو بسبب السخرية منك من جانب المدرس أو أبيك فلن ترغب على الأرجح في المجازفة بالعودة إلى موقف مشابه وإذا عدت فسوف تشعر بقدر من القلق يفوق قلق الشخص الذي يحظى بذكريات سعيدة عن أيام المدرسة ويظهر نوع مختلف من المجازفات لاتخاذ مثل ذلك القرار وعدم الشعور بالضآلة لعدم قدرتك على النهوض بأعباء العمل المتزايدة باستمرار وإذا كنت تستطيع تقبل أن ذلك ليس عيباً فيك أو قصوراً منك ولكنه خاصية في تلك الوظيفة التي تشغلها فهذه تعد خطوة بناءة للبحث في مكان اخر عن عمل ذي أعباء أقل وتتمثل المجازفة لاتخاذ تلك الخطوة في أنه قد تظل تراودك بعض الشكوك بأنك لم تكن كفؤاً بالقدر الكافي وأن الآخرين قد يظنون أنك لم تكن كفؤاً بالقدر الكافي للنهوض بأعباء عملك وأنك قد تهربت منه وأفضل طريقة لتجنب هذه المجازفة هي أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة: هل هناك موظفون آخرون في قسمك يعانون مثل ما تعانيه من تحمل أعباء لا طاقة لهم بها ؟ هل سبق أن طالبت بتخفيف بعض أعباء العمل عن كاهلك ولم يستجب لطلبك ؟ هل أعباء عملك ثقيله لدرجة أنك لن تستطيع الاضطلاع بها حتى ولو عملت لساعات إضافية بصفة منتظمة ؟ هل تشعر بأن كلاً من حالتك الصحية وسلامتك البدنية وحياتك الخاصة قد تأثرت سلباً من جراء عملك؟· إذا أجبت بنعم ولو على سؤال واحد من الأسئلة السابقة وإذا كانت أعباء عملك تزداد يوما بعد يوم فربما يكون الإجهاد صفة متأصلة في عملك وخاصية من خواصه وفى تلك اللحظة ينبغي عليك تغيير اتجاهك المهني برمته· وقد يقتضي هذا القيام بمجازفة أكبر فعندما تعتاد على دخل معين ومستوى معيشة مرتفع فإن مغادرتك العمل قد تكون فكرة مروعة فغالباً ما تكون قد ألزمت نفسك بالتزامات مالية بناء على دخلك الحالي· وإذا قررت العمل في مهنة مختلفة تماماً فسوف يتحتم التدريب من جديد مما يعني أنك لن تدفع أجر الدورات التدريبية فقط بل وسيتأثر دخلك أثناء التدريب إلا إذا استطعت الحصول على المؤهلات المناسبة في أثناء العمل أو في المساء أو في العطلات نهاية الأسبوع ولعل هذا هو السبب في تغيير المهنة تغييراً جذرياً يتطلب قدراً كبيراً من التروي قبل الإقدام على أي خطوة في هذا المضمار وإلا سينتهي بك المطاف· وقد استبدلت ضغوط عدم وجود دخل على الإطلاق بضغوط أعباء العمل وإذا كنت تريد التغيير حقاً فسوف تجد طريقة مناسبة ولكنها قد لا تكون سهلة وسوف تتطلب منك بعض التضحيات وقد يتحتم عليك التخلي عن جزء من وقت فراغك والكثير من حياتك الاجتماعية بالإضافة للكثير من رفاهيتك المالية ومن جانب آخر فإنه لا يمكن لك تجنب العثرات عن طريق عدم إعطاء نفسك فرصة على الإطلاق فالعالم من حولنا في تغير مستمر وإذا لم نحاول فعل أي شيء فقد يكون ذلك أكبر مجازفة في حياتنا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©