الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تحليل السلوك التطبيقي» كلمة السر في تطوير مهارات التواصل

«تحليل السلوك التطبيقي» كلمة السر في تطوير مهارات التواصل
13 فبراير 2014 21:57
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - إذا كان «التوحد» أحد اضطرابات مجموعة التطور التي يطلق عليها طبياً «اضطرابات في الطيف الذاتويAutism Spectrum Disorders» التي تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات في معظم الأحوال، وتؤثر على قدرة الطفل في الاتصال بالمحيطين به، وتطوير العلاقات المتبادلة معهم. وبالرغم من عدم وجود علاج حاسم للتوحد حتى الآن، إلا أن التدخل المهني المتخصص المكثف والمبكر يمكنه أن يحدث تغييراً ملحوظاً وجدياً في حياة هؤلاء الأطفال. ومن ثم، كان «تحليل السلوك التطبيقي» أهم هذه التدخلات العلمية التي تستهدف عملياً إثبات أن التغير في السلوك ناتج عن الإجراءات التي تستخدم لمساعدة الطفل «الفرد» على تطوير مهاراته وقيمه الاجتماعية، وقد بنيت على هذا العلم عدة برامج للتدخل مع أطفال التوحد. شريفة يتيم، الخبيرة النفسية المتخصصة في هذا المجال، توضح حقيقة «تحليل السلوك التطبيقي»لأطفال التوحد، بأنه ببساطة هو أسلوب علمي يعتمد على تصميم وتنفيذ وتقييم التعديلات البيئية للطفل، لإنتاج تحسن اجتماعي ملحوظ في سلوك الأطفال من هذه الفئة باستخدام الملاحظة الدقيقة المباشرة، والقياس العلمي، ومن ثم تحليل وظيفي للعلاقة بين بيئة الطفل وسلوكه بقصد إحداث تغييرات هامة في السلوك. متطلبات وخصائص تضيف يتيم: «هذا التحليل يستند على أن يتم تحديد سلوك الطفل من خلال الأحداث البيئية السابقة والحالية بالتزامن مع المتغيرات العضوية والفسيولوجية، ويركز على علاج الصعوبات السلوكية بدلاً من التركيز على المتغيرات على الأقل في الوقت الحاضر. وهذا يتطلب توافر الخبرة والتعليم لدى الكوادر العاملة في هذا المجال، وفهم اضطراب طيف التوحد فهماً علمياً دقيقاً، وتحديد الأهداف بوضوح، ووضع خطة محددة للعمل (برنامج)، وفق درجة استعداد كل حالة على حدة. أما خصائص «تحليل السلوك التطبيقي»، فتشير يتيم، إلى أهمية التحليل الموضوعي لصاحب الحالة من خلال مراقبة البيئة التي يعيش فيها، وتأثيرها على سلوك الحالة في إطار قيم المجتمع وثقافته، والاستفادة من كافة المبادئ والإجراءات، من خلال توافر عناصر الممارسة الأساسية التي ينبغي أن تكون واضحة في جميع مراحل التقييم والعلاج، من حيث: وصف مستويات سلوك الطفل عند وضع أهداف العلاج، والتركيز على عملية إنشاء وحدات صغيرة من السلوك حسب أهميته، واستهداف تغييرات ذات صلة بتحسين مستويات الصحة، مع جمع كمي وتحليل ورصد دقيق للبيانات والمعلومات خلال العلاج والمتابعة للحفاظ على التقدم نحو تحقيق أهداف العلاج، والتركيز على فهم الوظيفة الحالية والقيم المستقبلية حسب الأهمية، وبذل الجهود لتصميم إدارة ناجحة لبيئة الطفل من أجل تقليل السلوك المشكلة، وتعظيم معدل التحسن، ووضع خطة للعلاج الفردي والتحليلي لتعزيز السلوكيات الإيجابية، مع التركيز على التقييم المستمر والمتكرر والمباشر، وتحليله، ومن ثم تعديلاته وفق خطة العلاج، وتحليل المعطيات والنتائج بموضوعية». مفاهيم ويُركز على تحديد المفاهيم الأساسية في «تحليل السلوك التطبيقي» من حيث: المثيرات القبلية أو دوافع السلوك، أو المثيرات التي تدفع الطفل للقيام بالفعل. ثم التعرف على السلوك نفسه، أو ما يعرف بالاستجابة لهذا المثير أو ذلك، ثم النتائج، وما يرتبط بها من تعزيز أوعقاب. فعادة ما يحدث السلوك المضطرب بسبب النتائج المبنية على هذه المثيرات، وبالتالي هو يحقق وظيفة أو هدف للفرد، وغالباً يحتاج الحصول على تعزيز، أو تجنب العقاب. والسلوك المضطرب سلوك متعلم بنفس الطريقة التي يحدث فيها السلوك السوي، وبالتالي فهو يخضع لنفس القوانين: أي أن السلوك الذي يعزز يزيد من احتمال تكراره مستقبلاً، والسلوك الذي يعاقب يقل احتمال تكراره مستقبلا بغض النظر كونه سويا أو مضطربا. وهذا الأسلوب يهدف إلى تقليل فشل الطفل إلى أبعد مدى ممكن، وزيادة نجاحه إلى أبعد مدى ممكن، وذلك من خلال زيادة قدرة الطفل على فهم ما يريده المعالج، وما هو مطلوب منه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©