السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المدرسة» الحقل الخصب لتفعيل التربية الأخلاقية

«المدرسة» الحقل الخصب لتفعيل التربية الأخلاقية
7 يناير 2017 23:49
المصانع ذات المستوى العالي، المتقدمة في أجهزتها، الحديثة في تقنياتها، ذات الكفاءة فيما يتعلق بموظفيها وإدارتها على التنظيم، والإدارة وإمكانية العاملين على الإبداع، وقابليتهم للتطوير؛ كل هذا لا يجعل مجالاً للشك في أن الإنتاج سيأتي على الوجه المطلوب، وهكذا ينطبق ذلك على جميع مفاصل النظام التعليمي، والتي تعتبر «المدرسة» من أهمها، بل وتحتل محل القلب من الجسد؛ فتأتي أهميتها تحديداً في ترسيخ القيم الإيجابية، والتربية الأخلاقية في نفوس الطلبة بما يضمن أن تصبح بمثابة الحصن والمنهج الحياتي الذين يسيرون عليه، ويتأكد أهمية ذلك خاصة في ظل الأجواء الفكريّة والعولمة المتقلبة، غير الصحية في الوقت الحاضر؛ ولأن المدرسة حقل رئيسي وأرض خصبة ذات بيئة مناسبة والطلاب فيها هم البذور؛ رأى أرباب التربية والتعليم أنها هي المكان الجيد للمضي بتنفيذ السياسات والنظم التعليمية بمهنية واحتراف، وهذا يتطلب جهود القيادات التربوية مع أيادٍ أمينة، وكفاءات من الكوادر البشرية المؤهلة في كافة الجوانب التربوية والتعليمية، وتضافرها مع مؤسسات المجتمع لترعى هذه البراعم في جميع المراحل الدراسية لتحقق غايات المجتمع وأهدافه. صحيح أن الأسرة والإعلام والأندية الرياضية والحي السكني وغيرها.. يتحمل كل منها «جزءاً» من المسؤولية لكن «المدرسة» تتحمل نصف المسؤولية في تفعيل الدور التربوي والأخلاقي وصقل القيم السامية الموجودة بالفطرة في نفوس الطلاب والطالبات ومواصلة تعزيزها والاستمرار في ترسيخها، وانطلاقاً من هذه المهمة العظيمة ظهرت على السطح أصوات قيادات تربوية بمؤسسات التعليم العام كانت قد استمعت لتوصيات التربويين في هذا الشأن في مؤتمرات عالمية فدعوا إلى الاستجابة لتوصياتهم القيمة لأن في الواقع لم يعد التعامل مع المدرسة على إنها مكملة للجهود بل مؤثرة في تعزيز القيم وقادرة حتى على تشكيل توجهات الطلاب والطالبات وتطويع مبادئهم وتغيير قناعاتهم فإذا أردناهم كمواطنين صالحين يخدمون مجتمعهم في مختلف المجالات علينا أن نسهم بشكل مكثف في الأخذ بأيديهم لأداء يرتكز على قيم المواطنة الصالحة، والمحافظة على الإنجازات والمقدرات والممتلكات العامة، واحترام آراء الآخرين وأن نضع من أولوياتنا قيم الأخلاق كمظلة عليا تحمل تحت لوائها التعايش والتسامح وجميع الصفات الحميدة. ولا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً كبيراً في الاهتمام بالمدرسة ونقلتها من المدرسة التقليدية إلى المدرسة ذات الأنماط المختلفة للبيئة المدرسية، والمتغيرة جذرياً بمبادرات إنسانية، والمتفردة على مستوى المنطقة في نظامها المدرسي؛ فأولتها الاهتمام في أدق تفاصيلها ومفاصلها وجعلتها مرنة وذات منصة تعليمية مثالية ذكية تعتمد أساساً على البنية التحتية التكنولوجية، وطوعت التقنية وسخرتها من أجل تطوير العملية التعليمية، ومع ذلك لم تغفل كذلك عن المتابعة والتقييم والوقوف على دور المعلم في المدرسة بل وكثفت جهودها ورعايتها له وتأهيله ليشمل النواحي الشخصية والفكرية والمعرفية والمهنية والإنسانية والتربوية بدورات تدريبية وورشات عمل ومحاضرات وابتعاث حتى إذا من أجل استشراف مستقبل «أخلاقي» لملامح جيل المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©