الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبود بن نخيرة: الحداد يصلح ما أفسده الدهر !

عبود بن نخيرة: الحداد يصلح ما أفسده الدهر !
23 مارس 2008 01:59
تروي بعض المهن والصناعات اليدوية القديمة مقتطفات من تاريخ أجدادنا، وتنقل بعض وقائع أيامهم، وتشير إلى أصالة المكان وعراقته، خاصة حين تتسم المهنة بجماليات فنية وإبداعات حرفية كالتي تشتهر بها دولتنا· السوق الشعبي في ''القرية التراثية'' التي تتبع نادي تراث الإمارات، يتيح للعديد من أصحاب المهن الشعبية القديمة ممارسة تلك المهن التي أوشكت أن تنقرض بفعل دخول صناعات آلية تقدم البديل الصناعي الذي لم تصمد أمامه كثيراً الصناعة اليدوية بسبب متطلباتها، من ضمن تلك المهن ''إصلاح الأسلحة التراثية'' كالسيوف والخناجر على اختلاف أنواعها، فضلاً عن تصنيعها لأن السيوف الصغيرة والخناجر تستهوي ليس العرب فقط، بل كذلك السياح الأجانب الذين يقتنوها لتزيين جدران وزوايا بيوتهم بها· يقول عبود بن نخيرة، الذي يمارس مهنة الحدادة وصناعة وإصلاح الأسلحة، من خلال دكانه في السوق: ''مارس الأجداد والآباء مهنة تصليح الأسلحة الشعبية القديمة المتصلة بتراث بلدنا، وقد ورثت هذه المهنة عن آبائي الحرفيين الذين اشتهروا بصناعة وإصلاح الأسلحة الشعبية على اختلاف أنواعها المحلي الإماراتي والعماني والجنبية اليمنية وغيرها من الأسلحة التي أوشكت أن تندثر بفعل التطور الحضاري، لولا قيام نادي تراث الإمارات بدعم وإحياء هذه المهن القديمة، حيث يعدّ ذلك خطوة رائدة ومهمة تحافظ على مهنتنا من الزوال، إضافة إلى أن إصلاح الأسلحة هو تعزيز لقيمتها التراثية''· ويضيف منوّهاً إلى أمر هام يتصل بمهنته: ''إنها ليست أسلحة حربية أو قتالية كالبنادق وما يشابهها، بل أسلحة آمنة غير مؤذية مصنوعة بهدف الزينة والمحافظة على التراث، البعض منها يستخدم للرحلات في البر والبحر لقطع عشبة أو شبكة صيد أو ماشابه ذلك من احتياجات بسيطة تتعلق بالمأكل، كذلك ربما كثر لا يعرفون أن من لايجيد صناعة الأسلحة كالخناجر والسيوف قد لا يجيد إصلاحها! فعملية إصلاح أو صيانة الأسلحة تتصل بمعرفة أجزاء السلاح- الخنجر، ومادته التي صنع منها، فإصلاح اعوجاج السيف والخنجر الذهبي أو الفضي يحتاج الى أدوات تقليدية صغيرة ناعمة لا تخدش سطحه وتختلف كلياً عن أدوات إصلاح الخناجر الحديدية والمعدنية وسواها، كذلك تجب العناية الشديدة بالسلاح أثناء إصلاحه لئلا تنكسر زاوية نصله، أو يفقد بالطرق نقوشه وزخارفه البديعة، إلى جانب مراعاة استخدام أدوات تختلف باختلاف الجزء المراد إصلاحه من السيف أو الخنجر، فالفرق شاسع بين معالجة وصيانة نصل السيف وبين مقبضه، فكل منهما يحتاج أدوات معينة''· وعن أنواع الأسلحة التي يصلحها وأسماء الأشهر منها، يقول: ''أقوم بإصلاح شتى أنواع السيوف والخناجر سواء الإماراتية الساحلية أو البدوية أوالمصنوعة من الذهب والفضة، أو الخناجر اليمنية ''الجنبية'' التي تختلف بتصميمها عن الخناجر المحلية والعمانية اختلافاً كلياً، فهذه الأخيرة تتوفر منها العديد من الأنواع كالسعيدية والنزوانية والصورية، وهناك تصاميم أخرى كقرن الزرافة والمحني وقرن العاج والحادّ والصندلي وغيرها من التصاميم التي تختلف في شكلها أو في قوام وانحناءة نصلها· بعض هذه الأسلحة ''الخنجر الصغير'' يحتاج نصف يوم لإصلاحه، أما السيف فيحتاج ليومين! لأن استخدام الأدوات التقليدية غير الحديثة يتطلب الحرص واليقظة بحسب المواد الخام المصنوع منها السلاح، فثمة خنجر تقدّر قيمته بعشرين ألف درهم لأنه من الفضة، وثمة سيف يقدّر ثمنه حوالى مئة ألف درهم لأنه مصنوع كاملاً من الذهب أو نصله أو مقبضه، بينما صيانة وإصلاح هذه الأسلحة لاتتجاوز عشرات الدراهم، وغالباً تتراوح بين (30-500) درهم، بحسب خامة السلاح والجزء المطلوب إصلاحه''· أما بشأن الأدوات التقليدية المستخدمة في إصلاح تلك الأسلحة، فيقول: ''يفترض بالحداد أن تتوفر لديه أدوات صناعة الأسلحة ذاتها، فلربما احتاج إليها بجانب أدواته التقليدية في الترميم والصيانة، مثل (السندان، المطرقة، المعدة، المقص، الشفت، المشال، القالب، الشفك، الولاعة والغاز، المفتق، فأس صغيرة، كلاّب، منشار، مهبش، منتال، مسّن، مخرز، قرعاب، بوطي) وهي تتراوح بين سنادين ومطارق متنوعة ومقصات وورق حفّ''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©