انهيار مشروع تقاسم السلطة في باكستان

أعلنت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو أمس انها لم تتوصل بعد الى اتفاق لاقتسام السلطة مع الرئيس برويز مشرف لكنها ستعود الى باكستان ''قريبا جدا''· وقالت بوتو في مؤتمر صحفي في لندن عن المفاوضات التي تجريها مع مشرف وتقضي بان يترك منصب قائد الجيش وان تعود هي لتصبح رئيسة للوزراء ''لم يتم التوصل الى اتفاق بعد''· وأضافت قولها ''سأعود الى باكستان قريبا جدا''· واضافت ان تاريخ عودتها سيعلن في باكستان· والتقت بوتو مع زملاء لها من حزب الشعب الباكستاني في لندن لتحديد خطوتهم التالية مع قيام مشرف بدراسة خياراته قبل الانتخابات التي يأمل ان يفوز فيها بولاية اخرى في منصبه مدتها خمسة اعوام· ومع تقلص شعبيته وتزايد التحديات لحكمه يسعى مشرف قائد الجيش الى حشد التأييد· واتجه الى بوتو لمساعدته على توسيع قاعدة نفوذه· من جانبه بعث مشرف بمساعديه الى لندن أمس لاجراء محادثات تهدف الى انقاذ اتفاق تقاسم السلطة مع بوتو، حسب مصادر· ويواجه مشرف معارضة للاتفاق من قبل حزب رابطة باكستان الاسلامية الحاكمة· وذكرت مصادر رسمية ان المحادثات توقفت بسبب مطالب بوتو بان يتخلى مشرف عن منصبه العسكري قبل ان يسعى لإعادة انتخابه ويتخلى عن سلطاته بحل البرلمان ويسمح لرؤساء الوزارة بتولي المنصب لفترات ثلاث· وصرح احد الوزراء الباكستانيين أن الحزب ابلغ مشرف ان عليه عدم الاذعان لتلك المطالب التي تمهد الطريق لبوتو او رئيس الوزراء السابق نواز شريف العودة لتولي ذلك المنصب· ويتعين على مشرف تعديل الدستور لتسهيل عودة بوتو الى السلطة· ويتطلب ذلك التعديل اغلبية الثلثين في البرلمان· وقال الوزير إنه ''اذا تمت تلبية تلك الطلبات، فقد لا يؤيد الائتلاف الحاكم التعديلات الدستورية الضرورية لاحداث تلك التغييرات''· وسينضم مساعدو مشرف الى مستشار الامن القومي الباكستاني طارق عزيز الذي يمثل مشرف في محادثات لندن· ويواجه مشرف اسوأ ازمة سياسية خلال فترة حكمه الممتدة ثماني سنوات· واجرى في وقت متأخر من أمس الاول محادثات مع زعماء من الحزب الذي دعمه منذ الانتخابات العامة الاخيرة في ،2002 وذلك بهدف معالجة الخلافات معهم· على صعيد آخر، قال مسؤولون باكستانيون إن انتحاريا فجر نفسه مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم أربعة عسكريين في المناطق القبلية الباكستانية القريبة من الحدود مع أفغانستان ، فيما تجري المفاوضات لاطلاق سراح 150 من العسكريين المحتجزين من قبل المتشددين الموالين لحركة طالبان في المنطقة· وقال المتحدث العسكري الميجور جنرال وحيد أرشد إن سيارة مملؤه بالمتفجرات اصطدمت بعربة تحمل مجموعة من قوات حرس الحدود في ضاحية باجور القبلية مما أدى إلى مقتل أربعة جنود ومدنيين· وأصيب في الحادث أيضا ثلاثة جنود وأربعة مدنيين ممن كانوا يمرون في المنطقة وقت وقوع الحادث· وباجور جزء مما يعرف بالحزام القبلي على الحدود الأفغانية وهو منطقة جبلية وعرة تسكنها قبائل البشتون العرقيين المحافظة· ومن ناحية أخرى قال أحد شيوخ القبائل إن مجلس شيوخ القبائل الذي يعرف باسم جيركا يسعى لتأمين إطلاق سراح 150 جنديا من قوات الأمن يحتجزهم مسلحون في إقليم وزيرستان الحدودي الجنوبي· وقال مسؤولو استخبارات إن مسلحين اقتادوا الجنود إلى مخابئ في الجبال· ورفض متحدث باسم الجيش القول بما إذا كان الجنود أسرى· وقال الميجر جنرال وحيد أرشد المتحدث باسم الجيش لتلفزيون ''لا أريد استخدام كلمة أسروا لكنهم مع القبائل''· واستطرد قائلا ''كان هناك صدام كانت هناك مواجهة كان هناك سوء فهم للعملية العسكرية، ومن ثم لم يتمكنوا (الجنود) من الخروج ،القبائل اتخذت مواقع في أماكن محتلفة''· وأضاف ''هناك وضع متوتر لكن الجيركا يحاول تهدئة الوضع كله''· وأطلق المتشددون في إقليم وزيرستان الجنوبي سراح 18 جنديا من قوات الأمن ومسؤولا مدنيا في الأسبوع الماضي بعد احتجاز معظمهم لما يقرب من ثلاثة أسابيع· وفي وقت سابق قتلوا جنديا وصوروا صبيا مراهقا وهو يقطع رأس الرجل·