الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوجبات الطائرة دسم ومخاطر على ارتفاع ستين ألف قـدم!

الوجبات الطائرة دسم ومخاطر على ارتفاع ستين ألف قـدم!
2 سبتمبر 2007 00:52
أصبحت وجبات الطائرة اليوم جزءاً لا يتجزأ من مباهج السفر· فرحلة من دون مضيفة تسأل الراكب عما يختاره من قائمة الطعام، تعتبر رحلة ناقصة البهجة· وسواء أكانت الوجهة قريبة أم بعيدة جداً، فإن أول ما يفكر فيه المسافر هو الوجبة الساحرة، فيما يتغاضى عن الكثير من الضروريات وشروط السلامة الواجب توافرها في الطائرة· هذا ما لاحظه الخبراء الجويون من دون أن يجدوا أمامهم سبباً مباشراً أو واضحاً· فالمسافر المحلق يدفع المبالغ الطائلة ثمناً للتذاكر، لكنه لا يفكر بشكل كافٍ في سلامته الشخصية أو تأمين حقائبه ولا يهتم بالدرجة المطلوبة بالمشاكل العديدة المحتملة، بقدر ما يفكر في خيارات عربة الطعام التي تقودها المضيفة بين المقاعد المتراصة لتعرض ما لذ وطاب من مكونات ''المنيو الجوي''، فيستقبلها هو كطفل متلهف يملأ رأسه الترقب ممنياً نفسه بوليمة ستكون محور حديثه المفضل عندما تنتهي رحلته ويصل إلى وجهته· لكن ما هو تفسير هذا الأمر؟ وهل تشكل وجبات الطائرات طعاماً لذيذاً أو صحياً لتستحق كل هذا الحرص؟ وما احتمالات جودة وطزاجة ما يقدم للأفواه النهمة؟ وما مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي الذي قد يتعرض له أناس يمضغون اللقمة بمحاذاة منظر غيوم ترافق جناح الطائر الحديدي؟ هذا ما ندعوكم للتعرف إليه بشكل وافٍ قبل أن تتناولوا وجبتكم الفضائية التالية· لا تقل أهمية خدمة تقديم وجبات الطيران عن أي خدمة أخرى على متن الطائرات، فهي تساهم إما في إشهار الناقلة وتميزها أو إلحاقها في خانة الشركات سيئة السمعة· وقد اتخذت هذه الأهمية منذ ثلاثينات القرن الماضي مع بداية العهد البشري بمجال النقل الجوي الذي اتسم حينها بالفخامة والرفاهية التي تضمنت كل مقومات الراحة والترف للركاب الأثرياء والمشاهير، وجند له كبار الطهاة والخدم، فاحتوت الطائرات الفسيحة على قوائم فاخرة لتناول الطعام على متنها· أما الانطلاقة الثانية لثورة السفر جواً، فجاءت في نهاية الأربعينات بعد الحرب العالمية الثانية، فشاع السفر جواً للعامة بعد أن كان محصوراً بين الأثرياء والمشاهير، وتطورت حينها خدمات التموين الغذائية· وبدخول السفر أوائل الخمسينات، عهد الدفع النفاث، تطلب الأمر إعداد كميات هائلة من الوجبات في زمن أقل· أول لقمة في السماء أول وجبة طعام قدمت على طائرة كانت في 11 يوليو 1919 على خط جوي بين لندن وباريس، حيث قدم للركاب حينها صندوق كرتوني من السندويشات والفواكه· وتدعي عدة شركات أنها أول من قدم وجبة كاملة وساخنة لركابها، لكن السائد أن شركة ''إير فرانس'' كانت أول من قدم وجبة كاملة كوجبات مطاعم الدرجة الأولى· أما اليوم فقد تضم الوجبات أنواعاً من المطبخ العربي أو الغربي ووجبة من البلد المقصود و ثلاثة اختيارات للمقبلات والشوربة والحلو الساخن والآيس كريم والشاي أو قهوة الاكسبرسو والكابتشينو· وتقوم شركات التموين الغذائي بإجراء يضمن حفظ الوجبات المطهوة من التلوث· وهناك بعض الخطوط التي تهتم بوجبات الأطفال والنباتيين ومرضى السكري وتقدم أفضل الخدمات عبر الوجبات الساخنة وتهتم بالنوعية والجودة والطعم المميز في قالب جميل بحيث تتوافق الوجبة مع رغباتهم وتطلعاتهم· وتعتبر شركة ''يونايتد اير لاينز'' الأميركية أول من امتلك مبنى خاصاً لتحضير الوجبات الجوية عام 1936 لتنتشر بعدها مراكز تحضير وجبات كبريات شركات الطيران العالمية· أما البعض الآخر فيستفيد من مراكز تحضير الأغذية والخدمات التموينية الشاملة الأخرى بالقرب من المطارات الكبرى، والتي تقوم بتموين الطائرات قبيل رحلاتها لتكون عربات التموين الأولى التي تصعد الطائرة· ولا تزيد كلفة ''الوجبة الجوية'' عن عشرة دولارات· الوجبات المشبعة بالدهون يؤكد العلماء أن للوجبة الغذائية غير الصحية تأثيراً سلبياً فورياً على الجسم· ففي أول دراسة من نوعها قدم باحثون في مستشفى ''رويال برنس ألفرد'' بسيدني، وجبات من حلوى الجزر والحليب والبوظة لأكثر من 20 متطوعاً، وكانت الوجبات متساوية السعرات الحرارية، لكن نصفها احتوى على دهون مشبعة كالزبدة وزيت جوز الهند، فيما احتوى نصفها الآخر على مواد دهنية غير مشبعة لا ترفع مستوى الكولسترول في الدم، ثم درسوا تأثيرها الفوري فوجدوا أن من تناولوا الدهون المشبعة واجهوا صعوبات في الهضم، عكس المجموعة الأخرى التي تناولت مأكولات لا تحتوي على نسبة عالية من الدهون· وكشفت الدراسة أن تناول وجبة غذائية غير صحية يمكن أن يضر بآلية حماية الجسم التي تمنع انسداد الشرايين· فوجبة واحدة غنية بالدهون المشبعة يمكن أن تؤثر على عمل ''الكولسترول الجيد'' في الجسم، ما يعني الحاجة الى خفض كمية المواد الدهنية التي يتم تناولها بشكل كبير· فإذا أردنا فهم العلاقة بين الغذاء وأمراض القلب علينا مراقبة مستويات الكولسترول وعمل الأوعية الدموية بعد كل وجبة غذائية نتناولها، فما نوعية وجبات الطائرات يا ترى؟· طرق التحضير تتراوح نوعية وجبات شركات الطيران ما بين المطهوة مسبقاً ليعاد تسخينها فتنضج بسرعة أثناء الرحلة الجوية، أو وجبات خفيفة تتضمن شطائر معدة ومغلفة ووجبات باردة كسمك السلمون المدخن إذا كانت الرحلة قصيرة، ووجبات يتم تسخينها بأفران خاصة في مطبخ الطائرة· ويستغرق تسخين الوجبات المجمدة 30 ثانية في أفران المايكروويف، إذ تفضل الوجبات المجمدة على الرحلات التي تهبط في مطارات غير مجهزة بمراكز تموين مناسبة· أما الطعام الطازج فلا يحبذ استخدامه جواً لأنه يتلف بسرعة، لذلك يستخدم الحليب المجفف ومشتقاته وليس الألبان الطازجة التي تتعرض للتلف والتحمض بسبب هواء الكابينة المضغوط· كذلك تستبعد المأكولات الحارة وبعض الأصناف كالبصل والثوم والأغذية المتضمنة أليافا وبقوليات لأنها تسبب انتفاخ الأمعاء بالغازات· وتنص لوائح قوانين سلامة الطيران المدني على ألا يتناول أفراد طاقم القيادة المكوّن من قائد الطائرة ومساعده نفس الصنف أو الوجبة التي يتناولها الركاب كإجراء احترازي، في حال حدوث عملية تسمم جماعي في الجو على الرحلات الطويلة· فترة الجوع تلعب وجبات الطائرة دوراً في تحسين الحالة النفسية للمسافر· فانتظار الوجبة واستهلاكها والانتهاء منها يستغرق ساعة كاملة، ما يجعل الراكب لا يشعر بمرور الوقت الذي يبدو طويلاً، عند الذين يكرهون ركوب الطائرات· كما أن هذه الوجبة تهم بعض الركاب المرضى الذين يحتاجون لوجبة طعام بين فترة وأخرى· إلا أن الأنظمة الخاصة بتقديم الأطعمة للركاب غير موحدة· فلكل شركة سياستها الخاصة، منها ما تمتد فيها فترة الجوع لجميع الرحلات لأربع ساعات فلا تقدم الوجبات للدرجة السياحية إلا في الرحلات الطويلة التي تتجاوز أربع ساعات· بينما توجد شركات أكثر رحمة بالركاب تحدد ثلاث ساعات كزمن قياسي لتقديم وجبة الطعام· وهناك اتجاه حاليا لأن يكون تقديم الوجبة في الأوقات المعترف بها حسب العرف الدارج، لذا فإن الطيران بين السادسة والثامنة صباحاً يحتم تقديم وجبة الإفطار· وإذا كانت الرحلة بين الثانية عشرة والواحدة ظهرا تقدم وجبة الغداء، فيما يقدم العشاء بين السادسة والثامنة مساء، وما عدا هذه المواقيت لا تقدم سوى القهوة أو المشروبات الباردة· ولم يسلم ركاب الدرجة الأولى من شظف العيش وتخفيض ميزانية الوجبات وكرم الضيافة، فقد قررت الكثير من الشركات الاكتفاء بكوب قهوة للرحلات القصيرة التي لا تزيد عن 90 دقيقة، لتقدم الوجبة الشهية في الرحلات الطويلة فقط· ماذا نأكل ولا نأكل جواً؟ ينصح المختصون في مجال التغذية والسفر بانتقاء نوع المأكولات التي نتناولها على متن الطائرة، عبر التحضير لها قبل بدء الإقلاع، أي ابتداءً من الليلة التي تسبق يوم السفر لتأهيل الجسم للتغيير الغذائي الطارئ· ويجب التركيز على أكل الخضار والفاكهة والستيك والدجاج والبيض الغني بالبروتين أو اللحم الخالي من الدهون، ولا ضرر من أخذ بعض قطع الفاكهة أثناء السفر إذا كان ذلك ممكناً· أما المريض الذي يعاني من مشاكل صحية فيجب عليه التنبه لمسألة الأكل على الطائرة، فبعض الشركات تدعي بأن وجباتها قليلة الدهن، لكن هذا لا يعني بأنها صحية، فالأكل قليل الدهن قد يكون غنياً بالسكربات وقد يحتوي على دهون ضارة تعرف باسم ''الدهون المحولة'' الموجودة حتى في وجبات النباتيين!· لا للمشروبات الغازية والسكر أثناء السفر يتعرض الجسم للجفاف بسبب برودة مكيف الهواء والضغط الجوي، ما يؤدي إلى تعرض المسافر لأوجاع في الرأس والدوران وتورم الرجلين والكاحلين والأصابع، لذلك ينصح الخبراء بتناول أكبر قدر من الماء والسوائل مثل العصير، لكن يجب تفادي تناول المكسرات والفستق المملح ورقائق البطاطس المالحة التي تقدمها شركة الطيران مجاناً للركاب، كما يجب تفادي تناول المشروبات الغازية والسكريات والمشروبات غير الطبيعية المحلاة لأنها تؤدي إلى ظهور حالات آلام الرأس والخمول عند المسافر· أما تناول الكحول على بعض الناقلات التي تسمح بذلك فهو كارثة صحية خطيرة بكل المقاييس· خياراتك السليمة في يدك يفضل أن تختار الوجبة الأخف على متن الطائرة، والابتعاد دائماً عن الدهون والصلصات الثقيلة والزيوت والمقالي، وينصح الخبراء أيضاً بأخذ كمية من المأكولات الصحية الجيدة لتمضية الوقت وتحاشي سد الجوع بمأكولات غير صحية تفرضها عليك بعض شركات الطيران· وفي حال كنت مسافراً بواسطة إحدى طائرات الشركات الاقتصادية فيمكنك هنا التحكم بما تأكله لأن تلك الشركات لا تقوم بتقديم المأكولات المجانية على متن طائراتها، وهكذا يكون باستطاعتك اختيار الأفضل لصحتك وصحة عائلتك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©