السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن: المصالحة الفلسطينية «مسألة داخلية»

8 فبراير 2012
عواصم (وكالات) - اعتبرت الولايات المتحدة اتفاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل في الدوحة أمس الأول على تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة عباس مسألة داخلية فلسطينية، فيما اشترط الاتحاد الأوروبي “نبذ العنف” لمساعدة حكومة عباس المرتقبة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في واشنطن مساء أمس الأول “المسائل المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية هي مسائل داخلية تخص الفلسطينيين”، رافضة الخوض في تفاصيل الاتفاق. لكنها ذكَّرت بأن الإدارة الاميركية تصنف “حماس” على أنها “حركة إرهابية”. وأضافت “يجب على أي حكومة فلسطينية أن تتخلى عن العنف بشكل واضح لا لبس فيه، وتعترف بدولة إسرائيل، وتتقيد بالاتفاقات الموقعة بين الطرفين”. في الوقت نفسه، قال مايكل مان، المتحدث باسم المنسقة العليا لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية كاثرين آشتون، في بروكسل “إن الاتحاد الأوروبي دعا إلى المصالحة الفلسطينية خلف الرئيس محمود عباس، ومستعد لمواصلة دعمه حتى المالي للحكومة الفلسطينية الجديدة، شرط أن تحترم مبدأ نبذ عنف وتبقى ملتزمة بالتوصل إلى حل الدولتين وتسوية سلمية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني وتقبل بالاتفاقات المبرمة سابقا بما في ذلك حق اسرائيل في الوجود”. وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بحث مع عباس هاتفياً مسألة المصالحة وأعرب عن أمله في أن يبقى عباس مشاركاً في جهود استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وقال “إن الأمم المتحدة دعمت دائماً المصالحة الفلسطينية، وإن طريقي المصالحة والمفاوضات مع إسرائيل ليسا متعارضين ويمكن أن يسيرا معاً”. من جانبه، أكد عباس في مقابلة مع قناة العربية الفضائية التلفزيونية أمس أن قراره بعدم الترشح للرئاسة الفلسطينية في اي انتخابات مقبلة “نهائي ولا رجعة عنه”. وقال “أهم شيء هو أن انتخابات السلطة الوطنية الفلسطينية التي ستأتي إن شاء الله لن أرشح نفسي فيها ولا أحب أن أكرر هذا الكلام”. ونفى المتحدث باسم “حماس” فوزي برهوم في غزة صحة تقارير عن اختلاف قادة الحركة بشأن “إعلان الدوحة”. وقال برهوم في تصريح صحفي في غزة “ننفي ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود انقسامات جوهرية داخل حماس حول إعلان الدوحة، وهو رزمة واحدة يجب أن يطبق بكل تفاصيله وعلى كافة الأصعدة والملفات وبالتوازي في الضفة الغربية وقطاع غزة”. وما يدل على وجود خلافات أن نائب رئيس كتلة الحركة البرلمانية إسماعيل الأشقر طالب عباس بتطبيق اتفاق المصالحة رزمة واحدة في كل الملفات وبالتوازي بعيداً عن “الانتقائية”. وقال في بيان أصدره في غزة “إن حركة حماس قدمت مرونة وجدية ومصداقية كبيرة في موضوع المصالحة بعيداً عن مصالحها الحزبية والشخصية وعلى الرئيس عباس القيام بخطوات مماثلة بعيداً عن سياسة المراوغة والتضليل”. وأضاف “الكرة الآن في ملعب الرئيس عباس وهو مطالب بخطوات عملية لتطبيق الاتفاقات المتعلقة بحرية الصحافة وتوزيع الصحف وجوازات السفر ووقف المسح الأمني في الضفة الغربية ووقف المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني مع الاحتلال والعودة للإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية”. ورأى محللون سياسيون أن الخلافات بين قادة حماس في الداخل والخارج قد تؤدي إلى تعطيل تطبيق الاتفاق بالرغم من محاولات الحركة التقليل من شأنها. وقال رئيس التحرير السابق لصحيفة “فلسطين” الصادرة في غزة مصطفى الصواف إن الإعلان جاء “مجاملة” لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وربما سعى مشعل للاتفاق مع عباس لإنهاء الجدل حول رئيس الحكومة الذي يجب أن يكون مقبولا دولياً. ولم يستبعد أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني مخيمر أبو سعدة إمكانية “تعطيل” قيادة “حماس” في غزة تنفيذ الاتفاق، قائلاً “إذا نفذ، فسينفذ على مضض وتسويف في ظل وجود خلاف واضح في المواقف”. وأضاف “بدت أصوات الانتقادات أكثر ضجيجاً داخل حماس، والخلاف هذه المرة جوهري وأعتقد أنهم بحاجة إلى بعض الوقت للملمته وحله”. ودعت 100 منظمة أهلية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في قطاع غزة إلى دعم اتفاق المصالحة الفلسطينية والإسراع في انجاز مهام اللجان المعنية بتنفيذه. وقال رئيس الهيئة الإدارية لشبكة المنظمات الأهلية محسن أبو رمضان، في مؤتمر صحفي في غزة «إن شبكة المنظمات الأهلية قامت بصياغة عريضة وقعت عليها مائة منظمة أهلية في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس». وأضاف «مضمون هذه العريضة يؤكد دعم المنظمات الاهلية المائة وتأييدها لجهود المصالحة وخاصة لجان المصالحة التي تشكلت في شهر ديسمبر في القاهرة والخطوات الجادة التي تم التوافق عليها بين كل من حركتي فتح وحماس وباقي فعاليات وفصائل العمل الوطني». وتابع «من الواجب أن نصرخ لدى صناع القرار بأننا نريد خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع من أجل تعزيز الثقة وإيجاد حالة من الالتفاف الشعبي لدى الفئات الاجتماعية الواسعة حول مسار المصالحة الوطنية والمسار الاستراتيجي للنضال الفلسطيني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©