منال بن عمرو في بورتيا قدمت تاجر البندقية بأسلوب أنثوي

''قال المحامي بالتزار للتاجر اليهودي شايلوك : حقك رطل واحد من اللحم· وإذا أرقت قطرة دم واحدة صودر عقارك وبضائعك ، وإذا قطعت أكثر من رطل بمقدار شعرة ، فمصيرك الموت''· قال شايلوك: أريد رأس مالي ودعوني انصرف''، فتجيبه بورتيا: نحن نطبق بنود العقد، ولم يعقد لك الحق في التراجع ،فيرد شايلوك: ''اللعنة على الحكمة ''، ثم يصدر القاضي حكمة بمصادرة أموال شايلوك وأن يحصل انطونيو على نصف المال المصادر''·· جاء ذلك الحوار جزءا من مشهد المحاكمة، لب الرواية العالمية ''تاجر البندقية'' وقمة العقدة الفنية، في مسرح شكسبير بلغته الحوارية التي تختلط فيها الفلسفة بالقانون، والدين بالسلوك الإنساني، وارتباط النزعات البشرية بالوقائع التاريخية· اسكتش مسرحي خرجت المخرجة منال بن عمرو عن النص الأصلي لتتحول ''بورتيا'' إلى اسكتش مسرحي لعمل عالمي تم تقديمه في 17 دقيقة - رغم ان العرض المقرر بالمهرجان 30 دقيقة - والعمل الأصلي يستغرق 3 ساعات، ولم يبق سوى أنها محاولة بدائية لعمل عالمي يدرسه طلاب المسرح في جميع المعاهد والأكاديميات الفنية بالعالم ، وتم تقديمه عشرات المرات، وكان من المتوقع تقديمه أفضل كثيرا مما حدث، فما شاهده الجمهور مساء أول أمس على مسرح جمعية دبي للفنون في اطار فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب كان نوعا من الأسكتشات المسرحية '' مشهد مختصر من رواية''· وحولت المخرجة العمل الى حكاية خاتم وهبته الزوجة ''بورتيا لزوجها ليلة الزفاف مطالبة بالحفاظ عليه، لأنه خاتم أبيها، ومساعدته بالمال لإنقاذ صديقه، وليعود الخاتم والمال الى بورتيا، بعد نجاحها في الدفاع عن انطونيو بقاعة المحكمة، حينما تنكرت في زي محام، وطلبت الخاتم مقابل دفاعها بعد إصرار انطونيو على مكافأتها بعد إنقاذه· بورتيا ويتلخص العمل الذي قدمته منال علي بن عمرو على خشبة مسرح جمعية الفنون في الليلة الثامنة لمهرجان دبي لمسرح الشباب ، في الحب والثروة، والرغبة في الانتقام، حيث يدور العمل حول تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو''محمد نذير ''، حيث تأخرت مراكب تجارته، واحتاج صديقه بسانيو ''طارق المنصوري '' المال ليتزوج لمياء حشاني ''بورتيا''· وبمنطق الوفاء للصداقة، يضطر انطونيو للاقتراض من التاجر المرابي شايلوك، الذي يشترط عليه أخذ رطل من لحمه إذا تأخر عن سداد الدين، في إشارة قوية وبالغة لحقد اليهود للبشرية، وفي ليلة زفاف بسانيو وبورتيا تغرق مراكب انطونيو، فيطالب حسين جواد ''شايلوك'' بتنفيذ شروط الدين والحصول على رطل من لحم أنطونيو، ويكاد ينجح اليهودي في قطع رطل من لحم المسيحي أنطونيو، لولا مرافعة بورتيا، التي تنكرت في زي محام، حيث تدخل قاعة المحكمة وتقرّ بحق اليهودي شايلوك بأخذ رطل من لحم انطونيو، شريطة ألا ينزف انطونيو قطرة دم واحدة، حيث نص العقد على الرطل من اللحم فقط· الندوة الثامنة وعقب العرض أقيمت الندوة التطبيقية الثامنة ، وأدارها العماني طالب البلوشي وحضرها الفنان المسرحي محمود أبو العباس والمخرجة منال بن عمرو · وقدم النقاد ملاحظات حول الإضاءة وضرورة استخدام الموسيقى الإيطالية للمعايشة داخل أجواء مدينة البندقية ''فينيسيا''، كما أن النفس النسائي كان واضحا في الألوان والأزياء وأناقة الحركة· فيما قالت المخرجة منال بن عمرو إن ما قدمته يمثل المحاولة الأولى لها في الإخراج المسرحي، ونتاج ورشة استغرقت أسبوعين·