السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليكن هذا اليوم

4 مارس 2017 14:21
«قلت لنفسي أخيراً ليكن الاحتفاء بيوم المرأة أمنية جماعية، ليس لأحد بعينه، ولا لشيء واحد، ولا ليوم واحد في السنة. كثيراً ما تنبهت لهذا اليوم فشعرت بنشوة التميز عن كل شيء من حولي.. أنا امرأة. لكن موعده هذه المرة فاجأني فجاء وأنا غارقة في همومهن». لم يتسن لي معرفة الكثير عن هذه المرأة لكنني شعرت بأن خلف هذه الكلمات وخلف الهموم التي تتحدث عنها تتوارى إنسانة تحب الخير لبلادها ولا تحب الهزيمة. بعد مدة عادت لتحادثني قالت: «هزمت مرة واحدة في امتحان الجامعة، ولا أتمنى أن يتكرر مشهد الدموع والبكاء المستمر أسبوعاً متواصلاً من أجل امتحان خذل ابنتي، فحول المدرسة إلى فوبيا اهتزت على إثرها شخصية (فرحتي الصغيرة)». سنوات ضوئية أتخيلها تفصلني عنها قبل أن يصيبني الإحباط. ما هي الإستراتيجية التعليمية إن لم تكن تعتني بمراجعة ورقة امتحان؟ لم تكن هناك يقظة تحول الامتحان إلى تجربة تحدٍ ومشاغبة لا يحتملها الشعور بالمسئولية. ماذا يعني أن يشتمل امتحان منتصف العام على أسئلة صعبة من فصل لم يدرسه الصغار. الذين «سقطوا» بل بالأحرى أسقطتهم آلية امتحان لم تتم مراجعته، وضعه مختصون من خارج الميدان التعليمي حيث ينتمي هؤلاء! اهتزت شخصيات صغارنا أمام مشكلة في امتحان فاجأهم دون أن يكون لديهم شيء كالقدرة على السيطرة على النفس. هي قررت عدم العودة إلى المدرسة مرددة: «أنا قربة مقطوعة، انفخي في قربة مقطوعة». هل تحول التربية أبناءنا إلى (قرب مقطوعة) من اليأس ليكرهوا المدرسة! تذكرت أن الأهم في المدرسة وفي حياة هؤلاء هو بناء الشخصية، وأمام ضعفهم وفوبيا الامتحان دون التفكير في إنجازاتهم، تصورت أيضاً أنها مشكلة جيل أقل ما يحتاجه هو بناء هذه الشخصية القادرة على مواجهة التحديات. لم أجد شيئاً أقوله لهذه المرأة ولا لمديرة المدرسة، كما تقول، وهي تطبطب على ابنتها لتعيدها إلى مقاعد الدراسة وتقرر أن تكرمها على إنجازاتها المتميزة السابقة ثم تعطيها مهاماً جديدة. كل سنة وأنت بخير أيتها المعلمة المؤمنة بأنه لكي يتحقق لهذا الجيل الشعور بالسعادة تأتي أسئلة الامتحان الصعبة كشيء ثانوي، مقارنة بالحاجة إلى تعليم هؤلاء كيف يفتحون أذهانهم، ليتمكنوا من مواجهة الطوارئ. حياتنا ليست بحاجة إلى امتحان صعب وتجارب مستوردة من هنا وهناك، حيث أشياء يعيشها الناس في دول أخرى لا علاقة لها بما يحدث من حولك، يحدث في «تكساس». كل عام وكلُّنا بخير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©