- كنا نتوقع أن نشهد مرحلة تصفية لعدد غير قليل من القنوات الفضائية التي انطلقت خلال السنوات الماضية، ولا سيما التي فشل منها في تحقيق بصمة معينة لدى المشاهد العربي، لكن ذلك لم يحدث، بل أوجدت كل قناة لنفسها صيغة أو طريقة لتستمر، وفي الأغلب اعتمدت هذه القنوات على رسائل المشاهدين القصيرة، أوالاتصالات الهاتفية، أوالمسابقات الشكلية التي تحقق أرباحاً طائلة من دون تقديم خدمة إعلامية ذات فائدة· بل شاهدنا خلال فترة وجيزة إطلاق قنوات جديدة تبث برامج أسرية واجتماعية وسياسية تدور في الفلك نفسه، وتعتمد على الوجوه نفسها تقريباً، في استسهال واضح، وبعيداً عن المغامرة، أوالخلق والإبداع، ليظل السؤال المهم حول جدوى هذه القنوات، والفائدة المنتظرة بعد إنفاق الملايين، هل هناك عائد اقتصادي مباشر؟ أم أن هناك أهدافاً أخرى غير مباشرة لانعلمها؟ سؤال سيظل يبحث عن إجابة·
- شاهدت تسجيلاً لدى صديق، لبرنامج بثته قناة TV5 الفرنسية، عبارة عن فيلم تسجيلي عن الإسلام، يمكن أن أؤكد أنه يتفوق كثيراً على أي برنامج أو عمل مشابه لأي قناة عربية، واكتشفت أن ما تقدمه قنواتنا الفضائية ماهو إلا تسطيح، وسذاجة، وفقر معرفي وإنتاجي، وأدركت لماذا تأتي رسائلنا الإعلامية إلى الغرب قاصرة وتافهة وفاشلة، الفيلم الفرنسي الوثائقي يتضمن نماذج ناجحة ومتميزة من الكنديين من أصول فرنسية، ومقيمين في مقاطعة'' كيبيك'' وقد اختاروا الإسلام بمحض إرادتهم وقناعتهم، والأمر الجميل أن أجوبتهم عما وجه إليهم من اتهامات وانتقادات كانت إيجابية وصائبة وتنم عن وعي كافٍ بما أصبحوا عليه، وكيف أصبحوا دعاة حقيقيين للإسلام، وفق عقيدة إيمانية راسخة قوامها الفهم والقناعة والمعرفة الحقة·
- برنامج فضائي قدم في إحدى فقراته، أغلى ''ساندوتش هامبورجر'' في العالم، ثمنه 330 يورو، وهو محشو بالكافيار، ويباع فى مطعم أعلى جبال الإلب الألمانية، ويستلزم تناول هذا ''الساندوتش'' الذي يعتبر الوجبة الأرخص في هذا المطعم، ركوب طائرة هليكوبتر خاصة برواد المطعم فقط· هل كان هدف القائمين على هذا البرنامج استفزاز المشاهدين ''الغلابة'' ممن يبدأون يومهم ''بساندوتش'' فول أو ''فلافل'' أو''جبنة بزعتر'' ؟ أم أنها كانت دعاية مدفوعة الأجر لهذا المطعم؟ وإذا كان ذلك صحيحاً، فكم فرداً منا يمكنه أن يحظى بساندوتش واحد في المطعم إياه طيلة حياته؟
مجرد سؤال·
العنوان البريدي
khorshiedh@yahoo.com
عدد اليوم
