الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سَفرٌ مُلون لأشرعة الفن يخالف أفق التوقعات

سَفرٌ مُلون لأشرعة الفن يخالف أفق التوقعات
22 فبراير 2018 17:34
عبير زيتون (رأس الخيمة) بين ثوابت الهدف ومتغيرات التطور، استطاع مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية في دورته السادسة، استقطاب أنظار ذواقة الفن، وكسب تفاعل جمهور عريض مع نشاطاته، وهي تتوزع بتناوب سيّال مع حكاية الزمن في المتحف الوطني بالإمارة، وتفترش وسائد مجالسه المفتوحة، في تناغم حميمي لافت، يُسري في فضاء المكان تياراً من التواصل الإنساني، والشغف الوجداني، وسط قداس من فرح الجمال المتأمل بروحانية سير الأمس مع اليوم وبما يخالف أفق التوقعات. توسّع وتنوّع التوسع والتنوع والتعددية بالممارسة الفنية، فرضتها ثوابت مهرجان الفنون البصرية الذي تقيمه سنوياً مؤسسة سعود لبحوث السياسات العامة، وهي تواكب مستلزمات تأسيس منصة فنية تجمع تحت سماء واحدة خبرات الشرق والغرب في لوحة الفنون المعاصرة، تحقق رسالة المهرجان في إخلاصها لقيمة الفنون الإنسانية، كحامل يعزز كينونة الهوية الوطنية، ويعمق المعنى الإنساني، وهو يتجلى بأرقى درجاته، ويقول سقراط بن بشر مدير المهرجان: «الفنون الإنسانية ليست صدى لنفسها فقط هي هاجس الفكر الإنساني في بحثه الدائم عن المعاني العميقة للتجربة الإنسانية، وتبادلها تحت سماء واحدة تجمع في مرونتها التنوع والاختلاف والتعددية في التجربة الفنية، بما يحقق إيمان مؤسسي وداعمي المهرجان في قدرة الفنون الإنسانية على بناء جسور صلدة ومتينة في عمقها الوجداني وشغفها المعرفي وفق أسس منهجية ترعي التطور، وتواكب المشهد المعاصر في تطوراته الدائمة من المحلية نحو العالمية دون قيود». أما ما تغيّر وطرأ من تحول في مسار المهرجان، ويتجلى بوضوح في حيثيات الدورة الحالية للمهرجان، الذي يمتد للمرة الأولى على مدار أسبوعين؟ يقول ابن بشر: «تعمدنا مع هذه الدورة خلق نوع من الصدمة الفنية والتنظيمية عبر إدراج المألوف بجانب المجهول، يكسر تابوهات الفكرة، ويخالف أفق التوقعات المألوفة فيما يتعلق بتفاصيل المهرجان، بدءاً من لحظة افتتاح الفعاليات، التي تم نقلها رسمياً وجماهيرياً إلى فضاءات المتحف الوطني ليتفاعل مع جمالية خيال حكاية التراث والهوية، مروراً بآلية هندسة التنظيم مع تشكيل لجنة فنية متخصصة لتقييم الأعمال الفنية المشاركة، وتوزيعها وفق منهجية تتوزع على أيام المهرجان التي شهدت هي الأخرى استطالة في التطور، مع تمديد أيام المهرجان لمدة أسبوعين متكاملين بدلاً من أربعة أيام، وصولاً إلى نقطة مهمة ألا وهي الانفتاح نحو شراكات مجتمعية وخدمية في الدولة لتبني فكرة مركزية استثنائية مثل فكرة «فئة فنون المواد المعاد تدويرها» التي تم تبنيها كعنوان استثنائي مع الدورة الحالية، وبالشراكة مع هيئة إدارة النفايات في رأس الخيمة لتكون مخلفاتنا اليومية مادة ملهمة للتعبير عبر إعادة طرح سؤال الحياة فيها بعين الفن». الأزمنة والأمكنة يفتتح معرض الفنون البصرية الأزمنة والأمكنة على بعضها البعض كأشرعة لسفر ملون حطت رحالها بفرح على رفوف زمن الماضي في فيض من فرح العلاقات الإنسانية المتبادلة بحكاياتها، وسط كرنفالية نابضة بحكايات الضوء، وفرح اللون، ونبض الكاميرا، شاركت فيها 22 دولة منها: الهند، والمكسيك، والبيرو، وكوريا، وإسبانيا، وكازاخستان، والسعودية، وكولومبيا، وأستراليا، واليونان وألمانيا، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة، تكشف في حراكها المتجلي في (60) عملاً فنياً، ديناميكية الموضوعات، وتنوع التيارات، واختلاف الاتجاهات الفنية المعاصرة، وهي قادمة من ثقافات مختلفة شكلت في جوهرها مضامين تعبيرية برؤى فنية تعبر عن هواجس أصحابها. ضمن هذا الكرنفال البصري الذي يشبه لوحة داخل لوحة، يمكن للزائر أن يمر على لوحة «عائلة الكاجو» للفنان الهندي ك. ج. ساداسيفان وهي تحتفي بجمالية لونية حاذقة بمعنى الخلق والحب والولادة مع نوافير ألوانها المبدعة، والتعرف على التراث اللفظي لأجداد الأنديز مع لوحة «الهجرات» للفنان البيروفي فيرناندو كاسيرس، والتجوال مع لوحة الشابة الأردنية كريمة داوود، والتأمل في لوحة «أساطير» للفنان الإماراتي الشاب عبدالرحمن الدرك، واستكشاف مكامن الجمال في لوحة «شخصية آودري أورانج» للكولومبي ليوناردو مونتويا، وتحسس جمالية رحلة استكشاف أغوار الذات عبر تموضع الحروف العربية في هندستها المتوالية مع لوحة «نواه» للسوداني محمد قرشي. أما في الجانب الآخر من فعاليات المهرجان البصري، فنتوقف مع بصمة عين فن التصوير وهي تقنص ببراعة وجمالية ما تسرب من الزمن ومنا، عبر لقطات فوتوغرافية ذكية منها «الماضي والتراث» للشابة الإماراتية فاطمة الهياس، وصورة «أريكة الليل» للإيرلندي إدوارد راين، وصورة «الحياة من جانب آخر» للشاب الإماراتي إبراهيم النعيمي، وسواها من الجمال الذي يتفاعل بجمالية مدهشة مع روحانية المكان وحيوية الموضوعات في شغفها الوجداني والإنساني. عروض وورش يشهد حفل اختتام فعاليات مهرجان الفنون البصرية في دورته السادسة الذي يقام برعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، يوم 2 مارس، عروضاً سينمائية لمخرجين شباب، وهواة من الإمارات ودول عربية منها فيلم «حيوان» للمخرجة الإماراتية نايلة الخاجة الفائزة بجائزة هذا العام. كما تشهد طوال أيام مهرجان الفنون البصرية، وللمرة الأولى، ورش عمل تدريبية وتعليمية، تستهدف في معارفها، الشباب والمهتمين بعلوم الصورة، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الموضوعات الفنية والفكرية، تتوزع على مدار أيام المهرجان الذي يغلق أبوابه مع جمعة يوم 2 مارس، ويشارك فيها خبراء أجانب من الولايات المتحدة الأميركية والإمارات وسواهما من الدول.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©