السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"صلالة".. "مدينة ضباب" الخليج

"صلالة".. "مدينة ضباب" الخليج
26 أغسطس 2007 02:00
عندما تلتقي السماء بالأرض حاضنة حورية رائعة الجمال تكشف عن ثوبها الاخضر النضر، تكون قد وصلت إلى صلالة مدينة الشمس والمطر، ولك أن تتصور روعة هذا المكان في الصيف، عندما تشهد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية ارتفاعاً في درجات الحرارة التي تصل الى 45 درجة مئوية أو أكثر ، في حين لا تزيد هنا عن 25 درجة مئوية· وبينما يبدأ المواطنون والمقيمون في المناطق المجاورة بالبحث عن جو أكثر اعتدالا لقضاء عطلاتهم الصيفية، يبدأ خريف صلالة بأمطاره وأزهاره ومروجه الخضراء· في السنوات القليلة الماضية بدأ خريف صلالة يأخذ أبعادا سياحية، وأخذت أنظار الناس تتجه أكثر فأكثر نحو هذه المدينة الواقعة في محافظة ظفار جنوب سلطنة عمان· التي تتميز بأنها من أكثر المناطق في السلطنة والجزيرة العربية اعتدالاً في الطقس وجمالاً في الطبيعة، ففي صلالة تعانق الجبال البحر لترسم أجمل صورة طبيعية على شواطئ الخليج، بالإضافة إلى الخضرة الدائمة والطبيعة الخلابة، وكثرة العيون العذبة التي تجري على مدار السنة، وتتكاثر حولها الأشجار والنباتات الخضراء· غموض ساحر النسمات الباردة المنعشة والرذاذ المتساقط طوال اليوم- على جمالها وأهميتها في صيف الخليج الحار- ليست كل ما يميز خريف صلالة، بل ينضم إليها المشهد الساحر لشمس تحتجب خلف ستار ضبابي يكسو الطبيعة بغلالة من السحر الغامض· ومياه زرقاء صافية تمتد على مساحة واسعة من الشواطئ الخلابة التي يحلو للنفس أن تحلق في أفيائها في عالم من الهدوء والاسترخاء· شواطئ رملية بيضاء تمتد لمساحات طويلة بمحاذاة الساحل، ناشرة وشاحاً من السلام والهدوء فوق عدد من الشواطئ الأخاذة (شاطئ القرم و شواطئ خور البليد والخندق) التي توفر إمكانات هائلة لممارسة الرياضات البحرية كالسباحة والغطس والتزلج على الماء ورياضة القوارب وغيرها· وجهة مرغوبة ورغم وجود الكثير من وجهات السفر التي حباها الله -سبحانه وتعالى- بروعة الطبيعة وجمالها، إلا أن صلالة تعتبر وجهة مميزة ومرغوبة جداً من أبناء المنطقة الخليجية، ليس فقط بسبب برودة جوّها صيفاً، بل أيضاً لطبيعتها الخلابة، ومواقعها الطبيعية التي تتيح للعائلات قضاء نزهات جميلة في أحضان الطبيعة وما تضمه من الأفلاج والوديان والينابيع المنسابة والجبال الشامخة التي تكسوها الخضرة اليانعة والأشجار والزهور والمزروعات، ناهيك عن توفر الأنواع المتعددة من الحيوانات والطيور النادرة· ويعتبر شاطئ المغيسيل الغني ببيئته الطبيعية وامتداده الجبلي المجوف من أكثر الأماكن التي تلقى قبولاً من العائلات خلال الموسم· و كل من يزور صلالة، يبدأ في اكتشاف جمالها منذ لحظة خروجه من مطارها ومروره عبر شارع المطار الذي تزينه من الجانبين أشجار جوز الهند الباسقة· وسواء اخترت فندقاً يطل على البحر أو في وسط المدينة فلا بد من أن ترى ثلاثة من السلاسل الجبلية: حبل القمر في الغرب، وجبل سمحان في الشرق، و جبل القرى خلف سهل صلالة · جبل القرى وعين أرزات معظم زوار صلالة الذين يسلكون الطريق إلى الجبل يبدأون بالتوقف عند نبع عين أرزات الذي يتدفق من جبل قرى، وتتجمع مياهه في بركة ومن ثم ينحدر عبر الافلاج، لإمداد قصر المعمور بالمياه، وترى أن مياة الينابيع قد حطت على العشب ،وبنظره واحدة تدرك أن الطبيعة قد وهبت صلالة خضرة من جانب ،في حين تغطي الرمال الذهبية الجانب الآخر، بالإضافة إلى ساحل المحيط الهندي الممتد، أقرب الجبال التي تتدفق منها هذه الينابيع التي تطل على الجهة الشمالية ومنها تمتد المنحدرات الخضراء صاعدة إلى قمة الجبل· طاقة و مرباط تمتاز طاقة بوجود أساليب المعمار القديمة، حيث تم ترميم القلعة التي تحمل اسمها قلعة طاقة والتي تزينها نوافذ نحتت من خشب محلي بينما بنيت السقوف من قصب الركريك ، وتعود إطارات النوافذ والأقواس التي تماثل فتحة المفتاح من حيث التصميم إلى فنانين من عهود غابرة كانت طاقة فيها موردا لأحجار البناء· وتتميز قلعة مرباط بروعة المعمار العسكري العماني الذي يبرز في جدرانها، وقد تم تجديد هذه القلعة المطلة على الشاطئ قبل حوالي خمسة عقود مضت، و يزينها برج مثمن الأضلاع يقع على قمتها، وكانت توجد بها مدافع موضوعة على فتحات دفاعية استعدادا لإطلاق النار على الغزاة، وبالقرب منها مساكن التجارة التي توضح أهمية المكانة التي كانت تتمتع بها المنطقة في الماضي، وغير بعيد من مرباط يوجد ضريح ابن علي الذي كان قد أنشا مدرسة دينية، وتزين الضريح قبّتان ذات شكل مخروطي، وهو الطراز الذي كان سائدا في المنطقة آنذاك· بئر الطيور في منتصف الطريق بين مرباط وطاقة، توجد منطقة طوي عتير بئر الطيور ، وهي إحدى عجائب صلالة، يبلغ عرض طوي عتير قرابة كيلو متر واحد، ولا أحد حتى الآن يعرف عمقها، وتعد جزءا من نظام كهوف وأنفاق تحت الأرض لم تكتشف بشكل كامل حتى الآن، ولا تزيد عن كونها موقعاً مهجوراً· و في الطريق إلى مرباط يمكن زيارة خور روي الذي كان في الماضي مرفأ يعج بالنشاط وحركة تحميل السفن، و على أحد جانبي الخور توجد سمهرم وهي الميناء الذي شهد توقــــف ســـفن عديدة قادمة من أراض بعيدة لتحمل معها تجارتها من البخور واللبان، واليوم توجد في المنطقة بقايا قصر يعتقد أنه لبلقيس ملكة سبأ· ناقة صالح تتمتع صلالة بعدة مواقع دينية وتاريخية، ففي وسطها يوجد موقع أثري تظهر فيه آثار أقدام ناقة النبي صالح، وإذا اقتربت من الساحل ستجد مدينة البليد الأثرية، و أنقاض المدينة الأثرية ظفار ، ويعد خور البليد واحداً من 44 مجرى مائياً في صلالة وموطنا لأنواع عدة من الطيور المائية المختلفة· شجرة اللبان يقترن اللبان منذ قديم الزمن بمدينة صلالة ومحافظة ظفار، ويحرص الكثير من الزوار عند مجيئهم إلى صلالة على زيارة الأماكن التي توجد بها أشجار اللبان المرتبطة بطول الحياة، حيث تتدلى الأوراق الخضراء اللامعة والأزهار الصفراء ذات الشذى الرائع والصمغ الذي يظل عبيره محفورا في الذاكرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©