الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اللبناني يجلي عائلات مسلحي "فتح الإسلام" من "البارد"

الجيش اللبناني يجلي عائلات مسلحي "فتح الإسلام" من "البارد"
25 أغسطس 2007 03:00
غادرت عائلات مسلحي تنظيم ''فتح الإسلام'' من مخيم نهر البارد شمال لبنان بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفور انتهاء العملية تجددت الاشتباكات وقصف الجيش مواقع المسلحين داخل معقلهم الأخير· وقد نقلت حافلة عسكرية عائلات المسلحين الى خارج المخيم حيث امضت اكثر من ثلاثة اشهر وسط معارك بين الجيش والمجموعة الاصولية المتطرفة· وشاهد مراسل ''فرانس برس'' حافلة عسكرية تنقل نساء منقبات تخرج من المخيم ووراءها ثلاث سيارات اسعاف وتاخذ الطريق الساحلية باتجاه مدينة طرابلس التي انتشرت عليها قوات كبيرة من الجيش· وطالب الجيش اللبناني كل الصحفيين بمغادرة المدخل الجنوبي للمخيم لأسباب أمنية· وافاد مصدر عسكري في المنطقة أن الحافلة توجهت الى ثكنة الجيش في القبة شمال شرق مدينة طرابلس، بدون أن يعطي تفاصيل اضافية· من جهته اوضح الشيخ محمد الحاج، الناطق باسم رابطة علماء فلسطين التي قامت بالوساطة مع الجيش لاخراج العائلات، أن ''من بين النساء 12 سيدة سورية أو فلسطينية كانت تقطن سوريا والاخريات جميعهن لبنانيات''· وتوقع الحاج ان يتم نقلهن الى مخيم البداوي القريب من مخيم نهر البارد بعد انتهاء الجيش من استجوابهن· من ناحيتها اكدت الناطقة باسم الصليب الاحمر الدولي فيرجينيا دو لاغوارديا ان ''ثلاث نساء وطفلين مصابين بجروح نقلوا الى المستشفى''· واشارت الى ان المعلومات التي استقتها المنظمة الدولية تدل على انهم ''اصيبوا بجروح امس في انفجار قذيفة''· وكان ناطق عسكري قال إن عائلات المسلحين وتضم 25 امرأة و38 طفلا اصبحت في عهدة الجيش ، موضحا ان الصليب الاحمر سيقوم بفحص هؤلاء الاشخاص بعد ان تفتشهن مجندات من الجيش· والتزم الجيش هدنة مدتها ساعة قبل ان تبدأ عملية الاخلاء كما ذكر سابقا متحدث عسكري· واشرفت المنظمة الدولية للصليب الاحمر على عملية خروج المدنيين التي تمت بالتعاون بين الهلال الاحمر الفلسطيني والصليب الاحمر اللبناني· وكانت العائلات انتقلت من ملجأ البهلول في حي الدامون في عمق المخيم الى امام مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عند الجهة البحرية للمخيم، وتولت مجندات من الجيش اللبناني تفتيش النساء وقدمن لهن الطعام والشراب، وفق اتفاق مسبق على ذلك، فيما عملت قافلات تابعة للصليب الاحمر نقل العائلات الى المناطق المتفق عليها، وعلم انها ستكون في مخيمي البداوي وعين الحلوة كما اكدت مصادر رابطة علماء فلسطين· وقالت مصادر أمنية إن 30 مقاتلا ليس اكثر بقوا في المخيم في اشارة الى ان عملية الاخلاء يمكن ان تكون مقدمة لاستسلام الجماعة· وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي ''ان المطلوب بعدما تم إجلاء المدنيين عن مخيم نهر البارد تسليم المسلحين أنفسهم الى السلطات اللبنانية ليحاكموا بعدالة على ما اقترفوه من اعتداءات على الجيش اللبناني وما سببوه من مآس ومعاناة لأعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين''· وقال زكي تعليقا على عملية إجلاء أفراد عائلات المسلحين من المخيم: '' نحن سعداء لإنهاء أزمة الأبرياء من النسوة والأولاد والأطفال، ونأمل أن يتبع المسلحون خطوة إخراج عائلاتهم بتسليم أنفسهم الى الجيش اللبناني لتنتهي المأساة التي سببوها للآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، ولتبدأ عملية إيواء النازحين قبل فصل الشتاء والشروع في إزالة الركام وبدء إعادة البناء والاعمار· ونحن نطالب المسلحين بعد تسليم أنفسهم أن يكشفوا للسلطات المختصة عن الأماكن التي زرعوا فيها الأفخاخ والالغام لتلافي حصول مجازر بحق المدنيين وأيضا بحق العسكريين اللبنانيين الذين سقط منهم شهداء وجرحى''· وشدد عباس زكي على ''أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، حاضرة لتفعيل التنسيق مع السلطات اللبنانية حول كل الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية''· ميدانيا شهدت محاور المخيم هدوءاً فرضته ترتيبات اخلاء العائلات، وكان قد سجل صباحاً اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش ومسلحي ''فتح الإسلام'' واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة· وذكر مصدر عسكري ان عناصر الجيش يواصلون محاصرة ما تبقى من مواقع للمسلحين، ولا سيما الملاجئ التي يتحصنون فيها داخل حي سعسع الفوقاني واطراف حي الدامون، وبعض الجيوب الاخرى في تلك البقعة الضيقة· واقام الجيش تعزيزات ضخمة في محيط مبنى التعاونية ومركز ناجي العلي· وكثفت الزوارق الحربية من تحركاتها وقامت بتمشيط الواجهة البحرية للمخيم، لضبط حركة المسلحين ومنعهم من الهرب الذي يتم الحديث عنه بقوة في المخيم ومحيطه خصوصاً بعد الاعتقالات لعدد من عناصر فتح الاسلام خلال الايام الماضية، وافيد ان قيادة ''فتح الإسلام'' اعطت الاوامر للمسلحين بالفرار من المخيم شرط عدم الاستسلام، واكد شاهد عيان أن الجيش حقق اختراقاً هاماً وتمكن من السيطرة على احد المواقع الاساسية للمسلحين في عمق المخيم· وافادت المعلومات من داخل المخيم ان المسؤول في ''فتح الإسلام'' شاهين شاهين قتل خلال المعارك، فيما يزال مصير المسؤول الاول عن هذا التنظيم شاكر العبسي مجهولاً· وعلم ان تسعة عناصر من'' فتح الإسلام'' اصيبوا بجروح خطرة خلال المعارك العنيفة التي وقعت مع وحدات الجيش اللبناني خلال الساعات الماضية·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©