السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بموجة شراء كبيرة خلال الأسبوع المقبل

توقعات بموجة شراء كبيرة خلال الأسبوع المقبل
25 أغسطس 2007 00:21
تمكنت أسواق المال المحلية من تقليص خسائرها بنهاية الاسبوع الماضي بنسبة 60% تقريبا بعد أن استردت نحو 18 مليار درهم في جلسة يوم الخميس سبقتها اربع جلسات من الخسائر المتتالية، وبلغ صافي خسائر القيمة السوقية مع إقفال يوم الخميس الماضي نحو 12,8 مليار درهم، الا أن الاسواق تمكنت من الاحتفاظ ببعض مكاسبها منذ بداية العام على الرغم من حالة عدم الاستقرار التي مرت بها· وعصفت في الاسواق موجة عاتية من التسييل نفذتها المحافظ الاستثمارية الاجنبية في النصف الاول من الاسبوع جراء انهيار البورصات العالمية، في حين اجهزت مخاوف المستثمرين من تأثر ارباح شركة اعمار العقارية بأزمة الرهن العقاري الاميركية على ما تبقى من امل لدى المستثمرين، مما خلق حالة من البيع الهلعي حطمت نقاط دعم فنية ونفسية مهمة لعدد من الاسهم على رأسها سهم اعمار الذي انخفض الى ادنى مستوى له في 28 شهرا· وفي تداولات آخر جلسات الاسبوع اجتاحت موجة شراء مؤسسي سوق دبي المالي مكنت سهم اعمار القيادي من القفز فوق حاجز 10 دراهم الذي كان يشكل عاملا نفسيا مهما والعودة الى قواعده السعرية التي كان عندها قبل الأربعاء الأسود، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على باقي الأسهم المتداولة في السوق· واستفاد سوق أبوظبي من الأجواء الايجابية التي سادت سوق دبي المالي ليصحح مساره صاعدا بالرغم من عدم وجود مؤشرات على تنفيذ عمليات شراء مؤسسي على النحو الذي جرى في دبي، ما مكن معظم الأسهم المتداولة من تعويض خسائر أمس الأول والعودة الى مراكزها السعرية السابقة، و في حين استرجع مؤشر السوق ثمانية مليارات درهم· وقال المستشار الاقتصادي لشركة الفجر للأوراق المالية الدكتور همّام الشماع في الوقت الذي كانت الأسواق العالمية تتماثل للشفاء من الأزمة التي سببتها سوق الرهن العقاري الأميركية، ظلّت أسواقنا المحلية تعاني من الانعكاسات النفسية غير المبررة لهذة الأزمة طوال الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع· واشار الشماع الى ان أداء الأسواق العالمية تحسن منذ الجمعة الماضية قبل عطلة نهاية الأسبوع وتواصل يوم الاثنين في الأسواق الأوروبية والأميركية والآسيوية ليستمر أيضاً يوم الثلاثاء، فيما عاكست أسوقنا ليس فقط توجهات الأسواق العالمية التي اعتقدنا أنها كانت وراء التراجع الحاد الذي بدأ الأسبوع الماضي وإنما خالفت أيضا مسار الأسواق الخليجية والعربية التي أغلقت جميعاً على ارتفاع أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء· وعلق الشماع: ''رغم أن كل مؤشرات الاقتصاد الكلي لدولة الإمارات إيجابية ورغم أن كل مؤشرات أداء الشركات المدرجة في سوق الإمارات أكثر من جيدة، فقد تراجع المؤشر إلى الحد الذي أتى حتى يوم الثلاثاء على أكثر من ثلث المكاسب التي كانت تحققت خلال العام الحالي ليبقي في يوم الاربعاء فقط على نسبة 3,5% من مكاسب سوق الإمارات خلال العام ،2007 فمنذ يوم الخميس قبل الماضي عندما تفجّرت بشكل حاد أزمة السيولة العالمية وحتى يوم الأربعاء الماضي خسرت سوق الإمارات حوالي 33,100 مليار درهم تشكل انخفاضاً بنسبة 5,7%· واشار الى ان عددا من العوامل تضافرت لتدفع السوق نحو التراجع الذي كاد يصل إلى مستوى التراجع الذي حل بالبورصات العالمية يوم الجمعة قبل الماضي، موضحا ان أول هذه العوامل هو أن تحسّب مدراء المحافظ كان أكبر من مستوى الحدث عندما قاموا بعمليات تسيّيل تزامنت مع التسيل الذي قام به الأجانب، مما عمق من أثر الأزمة العالمية في انعكاسها على الأسواق المحلية، معتبرا ان سلوكهم يمكن تصنيفه ضمن ما يسمى بالذكاء المفرط في التحسب· ولفت الى ان موجات تسيّيل أخرى تتابعت أدت بدورها إلى تزايد الهلع وتسارع عروض البيع تتابعاً مع تسارع وقع الخوف والهلع في نفوس المستثمرين، وقال المحلل المالي لشركة الفجر ان العامل الثاني هو أن تسييل الأجانب انحصر على الأسهم ذات التقييمات الجيدة التي كانوا دخلوا عليها سابقاً على أساس مضاعفاتها المنخفضة، وبطبيعة الأمر في مثل هذه الأسهم هي التي تشكل الثقل الأساسي في المحافظ الاستثمارية بصورة عامة بما في ذلك المحافظ الذكية والمحافظ المؤسساتية· وكنتيجة لذلك فقد انخفضت أسعار الأسهم التي يفترض أن لا تتعرض للانخفاض أو أن يكون انخفاضها أقل من نسبة انخفاض السوق· وانتظاراً للتحسن الذي يعتبر حتمياً بعد انتهاء موجة البيع الحالية، وهذا يعني أنه وحال انتهاء موجة البيع الحالية فسوف نشهد موجة شراء متصاعدة في حدتها التي بدأت طلائعها بالظهور منذ التداولات الأولى يوم الخميس، ويرى الشماع ان تماثل السوقين في أداء المؤشر دليل آخر على زوال العوامل السلبية من كلا السوقين في آن واحد· ويقول ان العامل الثالث والمهم والمتعلق بالانخفاض الكبير في سهم إعمار والأسهم العقارية خلال الجلسات التسع الماضية يتمثل بالشائعات التي أصبحت هي الصانع الرئيسي للسوق بعد أن تراجع دور المحافظ بسب الانتظار المؤقت التي اضطرت عليه خلال الفترة المنصرمة، وقال ''مع بداية موجة تسييل الأجانب انفجرت في أوساط المتداولين إشاعة مفادها أن خبرا ما سيعلن من إعمار وهو ذو طبيعة سلبية''· وحمل المحلل الاقتصادي الغموض الذي احاط بإفصاح اعمار عن احتمال تأثر اربحها بأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية رفع درجة التوتر في السوق الذي استغله بعض اللاعبين فيه، ويتساءل الشماع لماذا انتهت موجات البيع دفعة واحدة وبيوم واحد وبدون تدرج، ما الذي جعل السوق ترتفع في يوم واحد بنسبة قياسية عوضت 54,5% من خسائر تسع جلسات في يوم واحد، بحيث تراجعت خسائر القيمة السوقية من 33,10 مليار درهم للفترة من 9/8 الى 22/8 لتصبح 12,8 مليار فقط في 23/·8 ويضيف: بعد أن تراجعت موجات بيع الأجانب لتصل إلى أضيق مستوياتها في يوم الأربعاء عندما انخفض صافي المبيعات في سوق دبي إلى 32 مليون درهم وبعد أن تيقن الذين كانوا يبيعون متعمدين تخفيض السوق، أن مبيعات الأجانب قد جفت وأن ما من غطاء يمكن أن تستتر تحته مبيعاتهم، توقفوا عن البيع هذا اليوم وربما باتفاق فيما بينهم بعد أن صدرت دعوات من خبراء بضرورة الكشف عمن يقوم بعمليات البيع· ويرى أن الأزمة قد مرت وأن السوق تسترجع عافيتها، وقد يتسارع ذلك مع عودة أكبر للسيولة التي كانت في حالة انتظار مع كل مستوى جديد من ارتفاع المؤشر، بحيث يمكن أن نقول إن الارتفاع المتوقع يمكن أن يديم نفسه على مدى عدة جلسات قادمة لحين دخول سيولة إضافية جديدة إلى السوق تدفع المؤشر إلى مستويات سعرية جديدة· ولعل أهم مصادر السيولة الجديدة المتوقعة هو تحول الودائع البنكية نحو الأسواق المالية بعد أن تنخفض أسعار الفوائد على الودائع نتيجة للقرار المتوقع اتخاذه من قبل البنك الفدرالي الأميركي منتصف سبتمبر القادم والتي سيحفزها مستويات التقييم العالية التي تتداول عليها الأسهم الإماراتية والتي تجسدها المضاعفات المنخفضة معظم أسهم السوق· الى ذلك ذكر التقرير الأسبوعي لشركة الإمارات للأسهم والسندات التابعة لشركة شعاع كابيتال، أن القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة بالسوق نهاية الأسبوع الماضي بلغت 571,9 مليار درهم بانخفاض نسبته 0,9% عن الأسبوع الذي قبله، كما انخفض مؤشر الهيئة الأسبوعي لأسواق الإمارات بنسبة 0,9% عن الأسبوع الذي سبقه، إلا أنه منذ بداية العام لازال مرتفعا بنسبة 6,7%· وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب للشركة أن الأسواق المالية استمرت في الانخفاض خلال الأسبوع وحتى يوم الأربعاء الماضي لخمس جلسات متواصلة (منذ الخميس الذي سبقه) قبل أن يشهد عملية ارتداد قوية يوم الخميس، خاصة في سوق دبي المالي، حيث ارتفع مؤشر السوق بأكثر من 4,5%، وهي نسبة يومية قياسية، ربما لم يشهد السوق مثلها منذ العام ،2005 خففت من وطأة التراجعات السابقة وأعادت معظم أسعار الأسهم الى مستويات إغلاق يوم الأحد الماضي· وأشار ياسين الى ان قيام بعض البنوك المحلية بتسييل محافظ بعض عملائها المقترضين منها بضمان تلك المحافظ، لاقتراب أسعار الأسهم من سعر التسييل بداية الأسبوع، كان له الدور الأكبر في زيادة ضغوط البيع في الأسواق التي كانت تعاني أصلا من ضعف الطلبات، مما ساهم في تراجع أسعارها بتلك النسب الكبيرة· وانتقد ياسين موظفي الادارة المالية في شركة اعمار العقارية الذين لم يستطيعوا طمأنة مدراء المحافظ الاستثمارية المحلية والأجنبية في اجتماعها الهاتفي معهم عن أسباب تأخر إعلان تفاصيل صفقة الشركة مع شركة ''دبي القابضة'' أو إذا كانت ستتم أو تلغى، مما ساهم في زيادة ضغوط البيع على السهم يوم الأربعاء الماضي ليصل الى سعر 9,75 درهم، وهو أدنى مستوى له منذ 28 شهرا مضت، وهو الأمر الذي ساهم في انخفاض مؤشر سوق دبي المالي بأكثر من 2,5% في ذلك اليوم· وأكد ياسين أن أسعار العديد من الأسهم حاليا تمثل فرصا شرائية ممتازة لمن توفرت لديه السيولة المتوسطة الأجل وغير المقترضة، حيث إن أداء الشركات خلال النصف الأول من العام الحالي، والمتوقعة حتى نهاية العام، تؤكد حقيقة أن العديد منها يتداول أقل من قيمته العادلة حسب التحاليل الأساسية· كما أنه في ظل التخفيض المتوالي المتوقع خلال الأشهر المقبلة لأسعار الفائدة الأميركية وبالتالي المحلية، فإن ريع تلك الأسهم بداية العام القادم عند انعقاد جمعياتها العمومية، ستكون منافسة للفائدة على الودائع البنكية، وربما تتجاوزها، مما سيساهم في تحويل كثير من تلك السيولة إلى قنوات ادخارية واستثمارية أخرى مثل أسواق الأسهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©