الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجارة فن وأخلاق

23 أغسطس 2007 23:24
منذ أيام قررت مع صديقتي أن نستثمر في بعض من احتياجاتنا التي اقتنيناها منذ فترة، فكما يعلم مجتمع النساء أن مستلزماتهن غالية واستخداماتهن لهذه المستلزمات قد تكون شحيحة، بل بالكاد لا تتعدى المرة والمرتين، لذا أردنا الاستفادة ببيع البعض منها كونها جديدة ولم تستخدم كثيراً، وكان لنا نصيب في أن نتعاقد مع إحدى التاجرات لنعرض لها ما في جعبتنا، استعددت أنا وصديقتي، وذهبنا الى التاجرة متيقنتين حق اليقين أن التجارة أخذ وعطاء، المهم استقبلتنا التاجرة، وهنا كانت المفاجأة·· رأينا امرأتين ذواتيْ وجهين عبوسين، لم تلقيا السلام علينا، بل سألتنا إحداهما: هاه ماذا لديكما؟ وعيناها لا تكاد تنزاح عن أيدينا التي تحمل حاجاتنا الثمينة، استغربت ولكنني لم أتسرع في ظني· ظللنا واقفتين بعد أن انقضت على بضاعتنا وأخذت تراها وتشخص فيها، حتى رفعت عينيها، ''وأخيراً'' نظرت إلينا لتقول: ''بضاعتكما لا تنفع أبداً، وهذه مستلزمات قديمة لا يستخدمها الناس، الناس تتطور الآن، وما تحملانه بين أيديكما أشياء عادية جداً لا تصلح لي حتى أشتريها، أعتذر لا يمكنني أبداً أن أشتري منها شيئاً، هذه أغراضكم وفي أمان الله! بصراحة انعقد لساني، لملمنا بضاعتنا وعدنا من حيث أتينا، نعم أقولها وبكل صدق: آلمنا طريقة التعامل معنا، لأنه حتى وإن لم تنل بضاعتنا رضاها، فإنه يتوجب على الأقل أن تكون لبقة، وتعتذر منا بكل طيبة وسماحة أخلاق، وهي ليست مجبورة على اقتناء حاجاتنا، ولكنها أبت إلا أن تقذف علينا بعضاً من طلقاتها، التي قد يظن بعض التجار أنها مهمة لأن الصراحة مطلوبة، ولكنهم غير مدركين أن الصراحة المصاحبة بكلمات فظة تؤلم وتوجع قد لا ترد الزبون مرة أخرى الى محله· ريا المحمودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©