حطبة التوبة تتناول الموروث وتثير التساؤلات

افتتح سعادة محمد المر رئيس مجلس دبي الثقافي، بحضور سعادة بلال البدور الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وأمين السر العام لندوة الثقافة والعلوم وسعادة ناجي الحاي الوكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، فعاليات مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته الأولى مساء أمس الأول بمسرح جمعية الفنون في دبي، بحضور عدد كبير من المسرحيين والفنانين الإماراتيين ورواد ملتقى دبي للثقافة والفنون· وفي مستهل الافتتاح ألقى سعادة بلال البدور كلمة أكد فيها أن الحركة المسرحية في الدولة تشهد حراكاً كبيراً، كما تشهد نهضة نعتز بها جميعاً، بدءاً من أيام الشارقة المسرحية، مروراً بميلودراما الفجيرة، والموسم المسرحي، ومسرح الأطفال، والمسرح المدرسي، وأخيراً مسرح الشباب· ويأمل أن يكون مسرح الشباب رائداً للحركة المسرحية، وأن يقدم شباباً يكونون نواة جيدة لتجديد الدماء للفرق العاملة المسرحية بالدولة، مضيفا أن المهرجان فرصة لكل مسرحي لينافس الآخر ويقدم ما لديه من طاقات، كما أنه يخلق المناخ لتعدد الرؤى والإبداعات وتقديم الحركة المسرحية الجادة لأبناء الإمارات· من جانبه أشاد أحمد الجسمي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين بالدعم اللامحدود من جانب الدولة بمختلف مؤسساتها للعمل المسرحي، موضحاً أن المهرجان يؤسس لقاعدة مسرحية حيوية ستساهم في تشكيل جيل مسرحي ناضج، متطلعاً أن تكون جمعية المسرحيين شريكاً فاعلاً في النهضة المسرحية، مشيراً إلى أن الجمعية ستعلن عن خطتها الخمسية خلال أكتوبر من العام الجاري· بدوره قال عمر غباش رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان دبي لمسرح الشباب إن المواهب الجديدة إذا لم تعط الفرصة ستنكسر، كما أن انطلاق مسرح الشباب يمثل تشجيعاً للمواهب الشابة وتحفيزاً للالتحاق بالعمل المسرحي· ثم قدم المخرج الإماراتي سالم العيان والمؤلف محمد العامري العرض الأول للمهرجان والذي يمثل ''حطبة التوبة''· يبدأ العمل بمشهد يحتاج كثيرا من عناء البحث والتفكير للوصول الى ما يريده المخرج، حيث الصورة بها 9 أفراد تلف رؤوسهم قماشة بيضاء، ويدورون حول عمود يمثل ''حطبة التوبة''، التي يجلد ويعاقب المخالفون عندها حيث يربطون بها ويجلدون عقابا لشارب الخمر، وجاءت الخلفية غير متصلة بقصة العمل، كما لعب المخرج على عنصر الموسيقى التصويرية بالغناء الدرامي وصوت الموج تعبيرا عن الحياة في البحر· لاذ الجميع بالصمت للوهلة الأولى رغم أن العرض سبق تقديمه مرارا، ويعالج النص قصة النوخذة الصغير أبوحارب حين يقتل النوخذة الكبير ''ضخم الجثة'' ويستولي على سفينته، وتدور الأيام ويرتبط حارب ابن النوخذة المقتول بابنة القاتل ليبدأ الصراع بين الخير والشر، وترتفع وتيرة العمل حين يرغب الفتى والفتاة الزواج ويرفض النوخذة القاتل إتمام عملية الزواج، وتتدخل الأم لدى القاتل للموافقة، لكنه يرفض رغم أنها تعلن له أنها شاهدته يقتل زوجها، كما يلجأ الأبناء للملا الذي كان يعلمهم القرآن الكريم، وقول الحق والعدل لكي يتكلم ويقف في وجه الظالم، إلا أن النتيجة تأتي مخيبة للآمال، حين يرد عليهم بأنه علمهم القيم ليطلقوا السلام بين الناس· والكاتب على غير العادة أظهر أن المطوع فشل في الوقوف في وجه الظالم وقول الحق، وهي إشارة وإيحاء يستدعي الوقوف عنده وتأمله· وعقب العرض أقيمت الندوة التطبيقية لمناقشة العمل، وأدارها الفنان الإماراتي محمد عبدالله قائلا: إن كل الأعمال في بداياتها الأولى لا تخلو من القصور، وأن المناقشات والمداخلات تهدف إلى تجويد الأعمال المسرحية، مشيراً إلى أن ''حطبة التوبة'' من الأعمال التراثية الشعبية التقليدية التي تناقش الخير والشر، إلا أن العمل يحمل الجديد في طريقة التناول· وفي بداية الندوة استغرب سعادة محمد المر من إعادة صناعة نصوص قديمة تناولها الكثيرون، مطالباً الشباب بتناول الحياة العصرية والكتابة عن الواقع الحالي قائلاً: إن الواقع يحمل منجما من التجارب الدرامية والمسرحية· وأضاف: لماذا الإصرار على اعادة نص ''حطبة التوبة'' وترك الحاضر والواقع· وعلق الفنان محمد عبدالله على مداخلة الأديب محمد المر بأنها تمثل افتتاح الندوات التطبيقية بدعوة الشباب لمواكبة قضايا العصر والتغير المجتمعي، وضرورة التخفيف من تناول الأعمال التراثية· بدوره أوضح ناجي الحاي أن الشباب العنصر الفاعل في الثروة الثقافية، مطالباً بالدعوة إلى التجديد في الإخراج· وأعرب محمد الجناحي عن سعادته بالتجربة، واصفاً إياها بالبداية الجيدة لشباب الإمارات في العمل المسرحي· من جانبه علق عمر غباش خلال الندوة بأنه يشد على أيدي المشاركين في عرض ''حطبة التوبة'' بما قدموه من جهد إبداعي·