كوشنير: الدور الفرنسي رهن اتفاق الفرقاء في العراق

دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس إلى عقد مؤتمر دولي كبير حول العراق في ثاني أيام زيارته إلى بغداد، فيما ألمح إلى أن اتفاقا سياسيا بين السنة والشعية والأكراد قد يفتح الباب أمام مساهمة فرنسية فعالة في العراق، مشيرا إلى ان الصورة التي تصل إلى باريس عن العراق ''سيئة''· وقال كوشنير في مؤتمر صحفي مع الرئيس العراقي جلال طالباني إن ''البعض قد يفكر في عقد مؤتمر كبير ويمكن أن نفكر في مثل هذا الحل ولكن علينا أن نكون إلى جانب العراقيين من أجل احلال التوازن والديمقراطية في هذه المنطقة من العالم''، موضحاً أن ما يهم فرنسا في العراق هو ''الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه''· وقال ''إن من المهم جداً لمستقبل العراق أن يكون هناك اتفاق بين المجموعات الرئيسية الثلاث السنة والشيعة والأكراد وأيضاً بقية الطوائف العراقية''· وأضاف أن ''مثل هذا الاتفاق سيكون مهماً جدا بالنسبة لمستقبل العراق والمنطقة والعالم، وعندها سنكون على استعداد للمساهمة هنا إلى جانب العراقيين''· وقال إن الهدف من زيارته هو ''الالتقاء بقادة وممثلي الطوائف والكتل السياسي العراقية والاستماع اليهم قبل ان تحدد فرنسا طبيعة الدور الذي ستلعبة في العراق''· وأيد وزير الخارجية الفرنسي دعوة طالباني إلى زيادة دور الأمم المتحدة في العراق· وأكد كوشنير أن ''جزءاً من مستقبل العراق والديمقـــــــراطية والسلام يمر عن طريق الأمم المتحدة''· وأضاف أن ''فرنسا تؤيد هذا التوجه وتؤيد القار الذي تم اعتماده قبل بضعة بضعة أيام (من قبل الأمم المتحدة بشأن زيادة دورها في العراق)''· وتحدث كوشنير ايضاً خلال المؤتمر الصحفي في بغداد عن الموقف الفرنسي المتميز الذي عارض الحرب ضـــــــد العراق وعن العلاقات التاريخية بين البلدين· وقال ''صحيح أننا في الماضي لم نكن متفقين مع باقي الدول خاصة ما حدث منذ ،2003 وأن فرنسا عبرت عن رأيها حول هذا الموضع، لكن هذا أصبح خلفنا الآن واصبـــــــح في الماضي رغم اختلافات وجهــــــات النظر، واليوم يجب أن ننظر إلى المستقبل''· ومن جانبه، أكد الرئيس العراقي أن بلاده ''من حيث المبدأ'' تؤيد وترغب في تعزيز دور الأمم المتحدة· ودافع طالباني عن وجود القوات الأجنبية في العراق بحضور كوشنير، وقال ''إن القوات الأجنبية في العراق موجودة بقرار من الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن هي التي تحكم وجود هذه القوات، وأنها تتصرف بموافقة الحكومة العراقية وبالتعاون مع الأمم المتحدة''· ووصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري زيارة كوشنير بأنها ''تاريخية وخطوة جريئة وشجاعة وستؤدي إلى تعزيز أواصر العلاقات العراقية الفرنسية''· وأكد أن ''كوشنير كان له دور انساني ودولي في خلق الظروف المناسبة لتحرير العراق'' وأضاف ''لقد وقف معنا ليس كسياسي وإنما كصديق وكان أحد الرواد المدافعين عن مبدأ حقوق الانسان في الدول التي كانت تحتمي بالسيادة لقمع مواطنيها''· ونفى كوشنير خلال مؤتمر صحفي مع زيبار انه يحمل مبادرة من الحكومة الفرنسية· ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فرنسا إلى دعم حكومته في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال علاقاتها الإقليمية، وطالب بمشاركة ''الشركات الفرنسية في حملة إعمار العراق''· وكان المالكي التقي كوشنير امس الاول قبل ان يتوجه الأول إلى دمشق· ورحب البيت الأبيض بزيارة كوشنير إلى بغداد، معتبراً أنها مؤشر على عزم الأسرة الدولية على دعم العراق·