الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البدواوي.. من قرية مصفوت إلى أرقى جامعات العالم

البدواوي.. من قرية مصفوت إلى أرقى جامعات العالم
8 فبراير 2012
الباحث والمحاضر الدكتور سيف عبود البدواوي المؤرخ المتخصص في تاريخ منطقة الخليج العربي، نشأ في أحضان منطقة مصفوت، البسيطة في مكوناتها، والغزيرة بكرم وحفاوة أهاليها، الذين استطاعوا أن يستخرجوا الخيرات من باطنها محولين رمالها إلى بقعة خضراء، هذه القرية التي لفها الهدوء والسكينة وعكست مفهوم البساطة وطيبة أهاليها، استطاعت أن تنشأ جيلا حمل مشاعل العلم والثقافة، ليقفوا على منصات أرقى الجامعات العالمية. الدكتور سيف عبود البدواوي، من الذين كرسوا وقتهم وجهودهم في سبيل تحصيل العلم وتوثيقه ونشره، خلال بحوث ومؤلفات حملت بين دفتيها مواقف وأحداث تاريخية شهدتها المنطقة. ويقول الدكتور سيف عبود البدواوي: أنعم الله علينا بالاتحاد الذي بذل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، جهودا عظيمة لتأسيسه عام 1971، قبل ذلك كانت الإمارات تعرض عليها بعض الدول العربية مساعدتها لتدريس أبنائها وإرسالهم إليها لغرض الدراسة، حيث ذهب كثير من أبناء الإمارات للدراسة في الكويت، العراق، جمهورية مصر العربية، الأردن، السودان، وحصل لي الشرف مواصلة الدراسة العليا على نفقة الاتحاد حيث درست الجامعة والماجستير في كاليفورنيا، أما الدكتوراة فقد حصلت عليها من بريطانيا جامعة درهام عام 1992. التعليم في مصفوت وحول بداية التعليم في قرية مصفوت يذكر البدواوي أنه في نهاية 1964 أفتتحت مدرسة مصفوت حيث تكونت المدرسة من غرفتين إحداهما للمعلم وأخرى غرفة كبيرة للطالبات والطلبة، وكان الأستاذ من عجمان حيث يأتي للمدرسة في الشتاء ويتركها في الصيف، وكانت الدراسة صباحا ومساء مع إستراحة الظهيرة التي كان الطلبة يقضوها في مسجد القرية، وقد كانت المواد التي تدرس على يد المعلم علي بن حمد بن غانم الشامسي التوحيد، القرآن، الحديث، القراءة، والإملاء، والحساب، ورغم أن الأعمار متفاوتة بين الخمس سنوات إلى الخامسة عشرة بين الطلبة، إلا أن هيبة المدرس والخوف منه جعل المدرسة مكاناً هادئاً. ذكريات وقال: من الذكريات التي كثيرا ما استعيدها في تلك المرحلة الدراسية، موقف مع زميل لي في الصف، حيث عبر عن استيائه وغضبه مني، فبعد أن كان ينال المركز الاول لسنوات جئت أنا وسحبت البساط من تحت قديمه، مما أثر ذلك على نفسيته، وكان المنهاج عبارة عن اللغتين العربية والإنجليزية، الحساب، العلوم، الجغرافيا والتاريخ. ويكمل: كان ترتيبي الأول في جميع المراحل، وذلك يعود لفضل الله سبحانه وتعالى، ثم المواظبة حيث كنت اقوم بتنظيم جدول خاص يومي يشمل كل أنشطتي وأعمالي حتى الأكل والصلاة أضمنها في الجدول، وكانت هناك حوافز أخرى للمتفوقين منها جوائز سنوية توزع في نهاية العام الدراسي حيث يحضر إحدى القيادات ويسلم المتفوقين جوائز في حفل كبير، إضافة إلى ذلك يعطى المتفوقين فرصة للدراسة في الثانوية الصناعية أو التجارية. ويضيف البدواوي: في نهاية الدراسة الإبتدائية تم إلحاقي وعدد من الطلبة إلى مدرستي الصناعة والتجارة في دبي والشارقة، وكانت الدراسة الثانوية صعبة جدا لأنني لم أدرس الإعدادية، إضافة إلى أن الدراسة في الثانوية التجارية كانت كلها باللغة الإنجليزية، لذلك واجهت صعوبات جمة حيث حصلت على رسوب في ثلاث مواد في الفصل الأول من عامي الدراسي الأول. الماجستير ويقول الدكتور سيف عبود البدواوي: بعد حصولي على الماجستير عملت في مدرسة حتا الثانوية لمدة عام تقريبا، لكن نفسي لم تطق التعامل مع جو التدريس واشتقت مجددا للدراسة ومواصلة المشوار إلى الدكتوراة، ففضلت الدراسة العليا والحصول على الدكتوراة من جامعة عريقة كجامعة درهام في بريطانيا، حيث التحقت بقسم دراسات الشرق الأوسط . وأضاف، أدركت الآن أن طلب العلم والدراسة، مشيراً إلى أن كل ما مر به كانت بمثابة بوابة مهدت له الطريق إلى عالم التأليف، التدريس الأكاديمي، البحوث، والمؤتمرات وغيرهم . نظرية ويرى البدواوي: من الأشياء التي حثتني على الإلتزام بقيمنا وعاداتنا وحب بلادي، تجربة حصلت لي في سان فرانسيسكو، ففي فصل علم النفس طلبت المدرسة منا التعليق على أسباب الإكتئاب الذي يصيب الأمهات، بعد أن يتزوج أبناؤها فيستقلون بنفسهم بعيدا عنها وقالت المدرسة أكتبوا لي صفحة عن الموضوع وكل واحد سوف أعطيه درجة واحدة، وكانت لغتي ما زالت ضعيفة فكتبت نصف صفحة عن طبيعة علاقتنا الاجتماعية بأن الأولاد بعدما يتزوجوا يسكنوا مع الام في البيت نفسه أو بالقرب منها ويشاركونها الجلوس والطعام، وبعد الإنجاب تشرف الام على الاحفاد وتوجه لهم النصيحة والمشورة، فوجودها يعتبر مهماً في محيط الاسرة، وبالتالي لا يمكن أن تصاب الام عندنا بمشكلة إكتئاب الحمامة لأن العش يظل دائما عامرا . وعند موعد توزيع الاوراق انتقت الدكتورة ورقتي وقرأتها ، وقد اشادت بها، قائلة لو كل مجتمع ينتهج هذا السلوك في العلاقات الاجتماعية، لما عانين الامهات من مشاكل الوحدة والعزلة والاكتئاب. وبعد انتهاء الدراسة رجعت إلى مصفوت أنا احمل الشهادة الجامعية سنة 1979 حيث فرحت أمي بها كثيرا، ففي عام 1982 حصلت على منحة لدراسة الماجستير في جامعة ولاية كاليفونيا، وفي نهاية 1984 رجعت للبلاد .
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©