وطني.. بصمة إماراتية للمُواطنَةَ الصالحة

عندما تحتضنك الأرض وتضمك، وتحنو عليك أكثر من أمك، تعطيك ولا تطلب منك وتكيل لك الكيل من دون حساب··· تطعمك من طيباتها فلا تجوع، وتلبسك فلا تعرى··· فهي وطنك، هي أمك، هي أهلك· بل هي أنت نفسك· هذه هي العلاقة الحقيقية بين الإنسان والوطن، الذي ولد فيه أو عاش فيه وأكل من خيره، لذا فلا بد أن يحبه، يصونه ويحميه، ويلتحم معه في كيان واحد· من هذا المنطلق يصبح الشعار الذي نسمعه ونردده على ألسنتنا ومن قلوبنا ''وطني أنا·· أنا وطني'' هو ترجمة حقيقية لتلك المشاعر الراقية، فالوطن للجميع وليضع كل منا بصمته عليه· بسرعة البرق تتطور الإمارات فتزداد تألقاً وبهاءً· تجاري الزمن فتسبقه في الحضارة·· تناطح السحاب فتعلوه في العظمة والبنيان· لكن هذا التطور الاقتصادي والعمراني السريع لا بد من أن ترافقه تنمية مجتمعية وتطور في الأفكار والرؤى للأفراد مع الحفاظ على الهوية الوطنية والسمة الأساسية المميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة· وعلى هذا الأساس انطلق برنامج ''وطني'' واضعاً بصمته على جبين التقدم والنهضة الشاملة في الدولة· خطى التنمية هذا ما يؤكده أحمد عبيد المنصوري، المنسق العام لبرنامج ''وطني''· يقول: مع تنامي وتسارع خطى التنمية في الدولة والتي ينشغل الناس بها، توجد هنالك حاجة ماسة للتنمية الاجتماعية، بحيث تواكبها، مبنية على الهوية الوطنية لدولة الإمارات وهي التي تميزت بها طوال العقود الماضية، وبرنامج وطني هو برنامج معني بالدرجة الأولى بالتنمية المجتمعية، وتعزيز المواطنة الصالحة ليس فقط لدى الإماراتيين وإنما كل من يعيش في هذه الدولة، من حيث الحس الاجتماعي والدور الإيجابي في المجتمع، كذلك الالتزام بالقوانين واحترام النظام، بالإضافة إلى المحافظة على الجانب التراثي والأصالة كجزء من الهوية الإماراتية· فلا يمكن تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات عامة وفي الإمارات العربية المتحدة خاصّة إلا من خلال ثقافة مدنية عالية تحث الأفراد والعائلات على المشاركة في النشاطات الثقافية التفاعلية التي تقوم على اكتساب المعرفة وتشجيع ممـــــارسات المواطنــــــة الصالحـــــة وتكاتف جميع الأفراد فيها· ويستطرد المنصوري قائلاً: نشأت فكرة تأسيس هذا البرنامج بهدف التصدي للخطر المحدق الذي قد تشكله العولمة من ذوبان الهوية الوطنية على حساب التطور والتواصل في عالم ضاقت فيه مساحة القيم والسمات الحضارية· من هنا كانت الحاجة إلى تحقيق التوازن بين التطور السريع والانفتاح على العالم والتواصل بين الشعوب من جهة، والمحافظة على القيم والأخلاقيات وتعزيز الهوية الوطنية وإبرازها للزائرين والمقيمين واحترام خصوصية الآخر من جهة أخرى· وطني··· بيتي ويحقق ''برنامج وطني'' أهدافه من خلال تنظيم العديد من الفعاليات التربوية والترفيهية والرياضية والإعلامية التي تتجسد في برامج تخدم جميع فئات المجتمع كافة ومنها مبادرة ''وطني·· بيتي'' التي تهدف إلى تشجيع القطاعات الحكومية والخاصة لتبني مفاهيم العمل من المنزل لدعم جهود التوطين بين النساء، ووضع حلول لبعض التحديات التي تواجه جهود توطين سوق العمل لاسيما أن أعداد المواطنات الخريجات تفوق أعداد الشباب في حين أن عمر مسارهن الوظيفي أقصر بكثير، حيث تجبر الظروف الأسرية العديد من السيدات على الانقطاع عن العمل مما يؤدي إلى خسارة المؤسسات لقدراتهن وخبراتهن، بالإضافة إلى إحجام الخريجات ممن يقطن مناطق بعيدة عن العمل بسبب صعوبة التنقل· وتعمل مبادرة ''وطني·· بيتي'' على تسهيل عملية توطين الوظائف النسائية في الدولة من خلال إيجاد حلول بديلة للسيدات الإماراتيات اللواتي يرغبن في العمل ولديهن صعوبة في الوجود الفعلي في مناطق العمل· وقد أوضحت الدراسات الإحصائية التي قام بها برنامح الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية إلى أن السبب الرئيسي الذي يحد من طموحات المواطنات للعمل في القطاعين العام والخاص، وخاصة ممن يقمن في المناطق النائية، يتمثل في بُعدهن الجغرافي عن أماكن العمل· متعة العقل كذلك ينظم برنامج ''وطني'' سلسلة من الندوات التي تتمحور حول التنمية المجتمعية بشتى مناحيها· وتتطرق هذه الندوات إلى مواضيع اجتماعية وتربوية وصحية ونفسية ضمن فعالية ''متعة العقل'' التي تزامنت مع مفاجآت صيف دبي ·2007 فقد انطلقت سلسلة ندوات ''متعة العقل'' التي ينظمها برنامج ''وطني'' ضمن مفاجآت صيف دبي تحت شعار ''وطني ··· علم يعلي شأن الأمم''، وتناولت مواضيع مختلفة حول أهمية تطوير الجانب الإبداعي لدى الفرد وطرق الاستفادة منه بالإضافة إلى الدعم الذاتي، وذلك ضمن سياسة برنامج وطني الرامية إلى تحقيق التنمية المجتمعية من خلال رفع الوعي بإمكانات تطوير الفرد كجزء من تطوير المجتمع، إضافة إلى سلسلة من ندوات التوعية التي تتناول مواضيع عائلية واجتماعية ووطنية· إلى ذلك وانطلاقا من إيمانه بأهمية بناء شخصية الفرد من الناحية العقلية والنفسية والبدنية وإكسابه مهارات ومعارف تساعده على تحقيق دوره في الحياة ومجتمعه وأسرته، نظم برنامج ''وطني''، سلسلة من المخيمات الصيفية التراثية التي تعتمد على عدد من النشاطات الثقافية والمحاضرات الدينية والزيارات الميدانية اليومية في مختلف المناطق في الدولة· وقد انطلقت فعاليات المخيم خلال الشهر الماضي في مخيمين في إمارتي الفجيرة ودبي، حيث ضم مخيم دبي40 فتى من مدرسة دبي الوطنية الخاصة، في حين ضم مخيم الفجيرة 60 فتاة من مدرسة الفجيرة النموذجية بمشاركة عدد من الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة من مركز تأهيل المعاقين في إمارة الفجيرة تتراوح أعمارهن بين 7 و16 سنة· ويقول أحمد عبيد المنصوري، إن هدف المخيمات يتلخص في جعلها مناسبة ممتعة ومفيدة تتسم بطابع تراثي لشغل أوقات فراغ الأطفال بفعاليات ترسّخ لهم هويتهم الوطنية وتحفّزهم على التعاون والتكاتف في مختلف النشاطات· لذلك أعد برنامج ''وطني'' سلسلة من النشـــاطات المتنوعة ليغرس في هؤلاء الفتيان والفتيات حب الوطن والتعلّق بعاداته وقيمه وفنونه وهذا هو الممر الذي سيساهم في تعزيز هويتنا الوطنــــــية وتحقيق تنـــمية مجتمـــــعية متوازنة من خلال مشاركة جميع أفراد المجتمع في المبادرات الإنسانية والتثقيفية· سلسلة عجاج '' عجاج'' سلسلة قصص مصورة أطلقها برنامج ''وطني'' عن بطل خارق من الإمارات هو الأول من نوعه· وقد بدأت حملة ''عجاج'' في مختلف الدولة لتقديم البطل لجميع المقيمين والزوار، وتتناول سلسلة القصص حكايات من الحياة اليومية في عام ·2020 يقول المنصوري: إن شخصية ''عجاج'' خيالية نابعة من الأرض وتعني باللغة العربية ''غبار'' وتشير إلى الاعتزاز بالأرض، وهي تمثل جانباً تطبيقياً لقيمنا ومكتسباتنا الوطنية التي نريد الحفاظ عليها· لقد أردنا لها أن تكون قدوة للجيل الحالي ووسيلة لبث القيم والسوكيات الإيجابية· أما الجانب الترفيهي للكتاب فيسمح للأولاد التمتع بقراءة مسلية ومفيدة في عالم مبني على التكنولوجيا· لقد شهد العالم الكثير من أساطير الكتب المصورة التي تحوّلت إلى مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية في ما بعد، ونتمنى أن نطلق أسطورة إماراتية معاصرة من خلال نشر قصص جديدة كلّ شهر، على أمل أن تستكمل هذه المبادرة بلعبة فيديـــــو خاصـــــة بشخصيـــــة عجاج'' يليها فيلم سينمائي· ومن الجدير ذكره أنه بدأت مسرحيات متنقلة تجوب الإمارات مأخوذة عن القصة تحكي نشرات الأخبار من سنة ·2020