مشكلة اللاجئين تعرقل مفاوضات أولمرت وعباس

قالت صحيفة ''ها آرتس'' اليومية الإسرائيلية أمس، نقلاً عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية إن المحادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن إقامة دولة فلسطينية تعرقلت بسبب مشكلة اللاجئين الفلسطينيين· وذكرت المصادر أن عباس يرفض تقديم تنازلات ملموسة في هذا الصدد· وقالت المصادر إن عباس وأولمرت أجريا خلال الأسابيع الأخيرة مفاوضات بشأن وثيقة جديدة حول القضايا الأساسية الخاصة بتشكيل دولة فلسطينية، وإن الوثيقة المؤلفة من صفحة واحدة تحتوي على خمس فقرات عامة بشأن القضايا الرئيسية، مثل الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، والسيادة على المواقع المقدسة في القدس، ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين· ونسبت الصحيفة إلى المصادر قولها إن أولمرت وعباس توصلا إلى تفاهمات عديدة، لكنهما لم يتفقا بعد على القرارات الفعلية، وأضافت أن الزعيمين سيلتقيان أواخر الشهر الجاري لبحث هذه المسائل· وذكرت أطراف إسرائيلية وفلسطينية شاركت في المفاوضات أنه من المعتزم استكمال الوثيقة بحلول موعد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عقده في الخريف المقبل في واشنطن· وقالت ''ها آرتس'' إنه من المقرر أن تصل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل مطلع الشهر المقبل، لمحاولة تجسير الهوة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي· من جانب آخر، نفى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ما أوردته صحيفة ''يديعوت أحرنوت'' العبرية مؤخراً، حول وجود مفاوضات سرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حول قضايا اللاجئين والقدس والحدود، وقال ''إن السلطة الفلسطينية لا تجري مفاوضات سرية مع إسرائيل حول قضايا الحل الدائم، بل هناك اتصالات تجري مع إسرائيل من أجل تحقيق السلام، وهذه الاتصالات تناقش القضايا الجوهرية''· وقال فياض في مؤنمر صحافي في مدينة رام الله مساء أمس الأول: ''إن الاتصالات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي لم تصل بعد إلى مرحلة نهائية''، وشدد على وجوب الاتفاق من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني· وأضاف فياض أنه ''سيتم تنظيم انتخابات مبكرة في الأراضي الفلسطينية، لكن لم يتم تحديد تاريخ لذلك بعد''، وشدد على أنه ''في حال الدعوة لهذه الانتخابات فسيتم إجراؤها في الضفة الغربية وغزة''، مؤكداً في هذا السياق أنه لن يعلن عن إجراء انتخابات فلسطينية طالما بقيت ''حماس'' تسيطر على قطاع غزة وتفصله عن الضفة الغربية· وفي سياق آخر، أكد فياض أن ''الميليشيات المسلحة الفلسطينية تشكل عائقاً أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة''، وقال ''لا بد أن يسلم الجميع بأن بناء الدولة والحصول على الاستقلال من جهة، والاستمرار في التسامح مع الميليشيات المسلحة من جهة أخرى، مساران متعارضان لا يمكن أن يلتقيا بأي شكل من الأشكال هذا ما علمتنا إياه التجارب''· وأضاف ''علينا أن نعالج هذا الأمر بأنه مبدأ أساسي لا بد من فهمه بوضوح وتطبيقه، واليوم هذا ما بدأناه في الضفة الغربية، ويجب أن يتم تعميمه''· وتابع ''لا يمكننا العودة إلى وضع تكون فيه الأمور بين أيدي اشخاص يتحركون خارج السلطة الفلسطينية هذه ضرورة اساسية''· ولفت فياض إلى أن برنامج حكومته يقوم على ''الصمود دون اللجوء إلى العنف''، وتابع قائلاً ''إننا نلتزم بتعهداتنا، وهناك تعهد أساسي أخذته منظمة التحرير الفلسطينية على عاتقها باسم كل الشعب الفلسطيني عام ،1993 وهو التزامنا بنبذ العنف كوسيلة للحصول على ما نريد، وهو تحرير شعبنا من الاحتلال وإنهائه''·