الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دراسة ألمانية "تنصح" بالفيدرالية وتحذر من "التقسيم"

17 أغسطس 2007 03:50
تحت عنوان ''العراق بين الفدرالية والتقسيم''، قدم الباحث الألماني غيدو شتاينبيرغ من ''المعهد الألماني للدراسات الأمنية والسياسة الدولية'' في برلين دراسة بحثية وتحليلية للوضع الراهن في العراق خاصة الصراعات والانقسامات الداخلية، حيث رأى أن النظام الفدرالي القائم على اللامركزية يشكل الإستراتيجية الواقعية الوحيدة لوقف سير العراق باتجاه التقسيم إلى ثلاث مناطق نفوذ للفصل بين الشيعة والأكراد والسنة، وما يحمله ذلك من سيناريوهات تحمل الكثير من المخاطر، بداية من الحرب الأهلية ووصولاً الى الاجتياح العسكري من قبل دول الجوار· وقال شتاينبيرغ: إن الأطراف الداخلية في العراق لا تعرف سوى قضية واحدة فقط، هي الصراع على السلطة من خلال منظار طائفي وعرقي ضيق يتعلق بأمن وبمصالح طائفة معينة بعيداً عن مصلحة البلد العليا، وانطلاقاً من تلك النظرة فإن الأكراد في شمال العراق قد حققوا بالفعل خطوات كبيرة نحو إنشاء منطقة تتمتع بالاستقلال، وما من شيء سيحول دون ذلك، لأن الخصوم من الشيعة والسنة تعلموا قبول ذلك، ومما يزيد هذا الوضع تعقيداً هو الاستفتاء الذي سيجرى نهاية العام الجاري والمتعلق بمدينة كركوك التي يرى فيها الأكراد جزءاً من كيان كردي مستقل رغم معارضة السنة والتركمان القاطنين فيها، غير أن كركوك الغنية بمواردها النفطية والتي ستمنح الدولة الكردية المستقلة القدرة على النهوض، ستفتح أبواب اجتياح تركي عسكري محتمل لتخوف أنقرة من أن تثير الأقلية الكردية الموجودة فيها القلاقل وعدم الاستقرار· وفي خضم هذه التغيرات يتوقع الباحث أن تنجر المنطقة المستقرة الأخيرة في العراق إلى دوامة العنف اليومي، في ظل تشتت البرلمان الحالي وعجز الحكومة الحالية على اتخاذ القرار· وخصص الباحث جزءاً من الدراسة لدور المجلس الإسلامي العراقي الأعلى في تحريك الأحزاب الشيعية الأخرى، إضافة إلى علاقة هذا الكيان السياسي بالأحزاب والجماعات الشيعية الأخرى، كما قدَّم الأحزاب والجماعات السنية المختلفة على أنها أكثر خصوم النظام الفدرالي ضراوة، وهذه هي إحدى نقاط التلاقي للسياسيين السنة من العلمانيين والإسلاميين، الذين ينتهجون نهجاً قومياً في العراق· كما رأى شتاينبيرغ أن هؤلاء السياسيين، الذين يرون في السنة ''الشعب الأصلي'' في العراق والأقدر على حكمه لم يكفوا عن المطالب بعودة الدولة المركزية· وتطرق الباحث في دارسته إلى مصالح وخيارات اللاعبين العراقيين والإقليمين في إبراز أهم خطوط الصراع حول شكل نظام الحكم الجديد في العراق، إضافة إلى دور قوات التحالف ودول الجوار في تحريك ميزان القوى في بلاد الرافدين، وما لذلك من أثر على العراق والمنطقة عموماً·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©