أميركا تضغط على مشرف لتقاسم السلطة مع بوتو

كشفت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أمس أن الولايات المتحدة حثت الرئيس الباكستاني برويز مشرف على تقاسم السلطة مع زعيمة المعارضة بنظير بوتو ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم ان مسؤولي الادارة الاميركية يعتقدون انه بالتحالف مع بوتو سيحصل مشرف على أحسن فرصة للتغلب على الازمة الداخلية ويحتفظ بمقعد الرئاسة· وقالت ''نيويورك تايمز'' إن مسؤولي ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش أعربوا عن خشيتهم من الاطاحة بمشرف في نهاية المطاف ليحل محله شخص أقل تحالفا مع الولايات المتحدة في حربها على الارهاب· كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وباكستانيين أيضا قولهم ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ناقشت ترتيبات اقتسام السلطة حين اتصلت هاتفيا بمشرف الاسبوع الماضي وحذرته من اعلان حالة الطوارئ في البلاد، وقالت الصحيفة ايضا ان بوتو أجرت سلسلة من المحادثات خلال الاسابيع القليلة الماضية مع كبار مسؤولي الادارة الاميركية ومن بينهم زلماي خليل زاد السفير الاميركي لدى الامم المتحدة، ونقلت عنهم قولهم ان تشابك السياسة الباكستانية يصعب عملية التكهن بشكل الاتفاق السياسي المنتظر. وكشفت بوتو جوانب من لقاء سري جمعها مع مشرف في 10 يوليو الماضي· وتحدثت بوتو عن بعض تفاصيل المباحثات السرية قائلة إنها ناقشت الوضع السياسي مع مشرف، وإن أي اتفاق مستقبلي معه يجب أن يكون مرهونا أولا بتخلي الرئيس الباكستاني عن منصبه العسكري كقائد للجيش، واحتفاظه برئاسة البلاد وتخول إليه سلطة حماية الأمن القومي والشؤون الخارجية، وأن ذلك سيأتي في إطار توزيع الأدوار والمهام السياسية وتقاسم السلطة بين منصب رئيس البلاد ورئيس الوزراء· وأضافت إن النقطة الثانية هي أن يتم إجراء تعديلات على الدستور الباكستاني بموجبه سيتم إلغاء فقرة منع شغل منصب رئاسة الوزراء لفترة ثالثة، ومعروف أن بوتو تولت رئاسة الوزراء لمرتين، وبموجب الدستور الحالي فلن يحق لها تولي المنصب لمرة ثالثة، واستطردت قائلة إنها عازمة على العودة إلى باكستان مهما كلفها ذلك سواء نجحت في عقد صفقة سياسية مع النظام الحالي أم لا، فهي ستعود في كل الأحوال· من ناحية اخرى أعلنت إسلام آباد أن الولايات المتحدة أبلغتها تأييدها للمبادرة التي توصل إليها زعماء القبائل لبدء حوار مع حركة ''طالبان''· فيما لقي عشرة متشددين وأربعة جنود باكستانيين حتفهم وأصيب 16 في اشتباكات في إقليم وزيرستان في أحدث أعمال العنف المتصاعدة بالمنطقة القبلية قرب الحدود الأفغانية· وصرح وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو في أعقاب محادثات أجراها مع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر أمس، أن الولايات المتحدة تؤيد مبادرة بدء الحوار مع حركة ''طالبان''، وقال: ''إن الإدارة الأميركية عبرت عن دعمها الكامل للقرار الذي اتخذه مجلس القبائل المشترك في أفغانستان وباكستان الأسبوع الماضي في كابول والذي ينص على إشراك عناصر ''طالبان'' التي تتسم بالاعتدال في العملية السياسية بأفغانستان''· وكان باوتشر الذي يزور باكستان قد التقى قبل ذلك بوزير الخارجية خورشيد قصوري الذي خرج من اللقاء غاضبا على اتهام الولايات المتحدة لبلاده بايواء عناصر إرهابية· وقال قصوري في حديث تلفزيوني إنه من الخطأ الاعتماد على أي معلومات تروجها أجهزة الاستخبارات الأميركية المركزية والصحافة الغربية عن وجود عناصر لتنظيم ''القاعدة'' وحركة ''طالبان'' بالحزام القبلي الباكستاني· واستطرد قصوري قائلا إن الاستخبارات الأميركية فشلت في إثبات صدقها بخصوص أسلحة العراق فالتقارير التي تروجها هذه الأجهزة والإعلام كلها خاطئة، مؤكدا بأنه لا عناصر لـ''القاعدة'' على أراضي باكستان· وأعلن أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيجربونتي سيزور باكستان في وقت لاحق من الشهر المقبل في إطار المشاورات الاستراتيجية التي اتفق عليها البلدان· من جهة أخرى قال المتحدث العسكري الباكستاني الميجر جنرال وحيد ارشاد إن المتشددين هاجموا قافلة لقوات الأمن عند نقطة تفتيش في اقليم وزيرستان أمس شرق مدينة وانا، مضيفا ''قتل عشرة متشددين وجرح نحو ·''12 وقبل ذلك بساعات قال مسؤولون إن انفجارا وقع على جانب الطريق أسفر عن مقتل جنديين وإصابة أربعة في وزيرستان أيضا، والذي شهد هجوماً آخر قتل فيه شيخ قبلي موال للحكومة وسائقه في انفجار عبوة على جانب الطريق بمنطقة باجورالقبلية الحدودية·