السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلسات الحريم

17 أغسطس 2007 01:57
هناك بعض الاختلافات بين جلسة النساء في الماضي والحاضر، ففي الماضي كانت النساء لا يمتلكن الوقت الطويل كما هو عليه الآن، فقد كانت أغلبية الأعمال على كاهل المرأة بالمقارنة بما هو عليه الآن من وجود الأجهزة والخادمة، وتتضمن جلسات النساء بعض الخطوات والطقوس المهمة، ففي البداية السلام ومن بعده السؤال عن الأحوال وتليه أخبار الديار ومن بعده طلب الخادمة لإعداد الطعام وأخيراً الجلوس والتحدث عن الناس· هناك عناصر مهمة يجب أن تشمل جلسة بعض النساء مثل الحش والنم والغرور والافتخار بشيء معين لا يمتلكه الغير، كأن تفتخر الأم بأن ابنها قد امتلك أو اشترى سيارة لا مثيل لها، وتأخذ في صفها وكأنها تصف كائناً غريباً من الفضاء، وتليها الأخرى، وتقول إن ابنتها تقدم لها شاب ذو نسب ومال وجاه وحاصل على شهادات عليا ولا يماثله أي معرس في الكون ووزنه ذهب، والأخرى أنا اشتريت واشتريت واشتريت·· وكأن من يسمعها يقول إنها تقدم إعلانات لهذه المحال، وسوالف أخرى عن الأسهم أو المعارضة لبعض القوانين وغيرها·· ولكن تأخذ الغيبة والنميمة في هذه الجلسة أكبر مكانة، ولا أدري لماذا تصر بعض النساء على التحدث عن أعراض ومشاكل الناس، فيتناولن هذه المشاكل من جميع الجهات، وقد تكون هناك مشكلة أو خطأ أو عيب قد حدث من قبل امرأة أو شخص معين منذ فترة انتهت وانجلت، ولكن الغريب في ذلك أن الأمر عند تلك النوعية من النساء لم ينته، بل وكأنه بدأ، فيبدأن في كشف هيكل العيوب، وكأنها لم تدفن ولم ترمم مع مرور الأيام·· لكن تبقى هناك حالة شاذة في هذه الجلسة حيث تجد امرأة تجلس مع هؤلاء النسوة قد بلعت لسانها ولا تسايرهن، فتعتقد أنها لا توافقهن على ما يفعلنه، إلا أن سكوتها لا لشيء إلا لكي تفكر بشدة وتركيز لتبحث عن عيب أو موقف معين عند إحدى جاراتها أو صديقاتها لتبدأ بالتغريد به، فأنا أقول لهن دوماً مبارك عليكن الذنوب!!·· لا أدري لماذا زادت هذه الحالة في الوقت الحالي ولماذا هي مستمرة وبشدة؟، فهذه مواقف حياتية نراها بأعيننا، ليست من قيم ترابط المجتمع المسلم، ولماذا هناك نوعية من البشر عندما تريد ذكر شخص ما فإنها دائماً تبدأ بالسلبيات؟ نرجس خميس علي الريسي العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©