الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقصة.. وهزة

17 أغسطس 2007 00:11
قالوا إن الغناء فن جميل، وأطلقوا لآهاتهم العنان مؤكدين أن الكلمات تذغذع المشاعر والقلوب، وأن لوقع الأغنية بلحنها وكلماتها وأدائها سعادة ما بعدها سعادة، وعندما تسمع هذا الغناء تكاد'' تصاب''بالطرش''، من كثرة الصراخ والصوت النشاز· وهؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم تسميات عديدة لجأوا إلى أغاني''الفيديو كليب''، التي تركز على الموسيقى الصاخبة، والكلمات الجوفاء، والفتيات الراقصات العاريات، والمناظر الطبيعية الخلابة التي تفقد المشاهد الاستمتاع والتركيز لتلاعب المخرج بعدسته الراكضة التي يصعب على عين المشاهد اللحاق بها، وكأن تلك المشاهد تجري لتلحق بوقت الأغنية التي لا تستغرق أكثر من 4 دقائق، وكثيراً ماتصيبني هذه اللقطات السريعة ''بالدوار والغثيان ''، أما بالنسبة للراقصات العاريات اللاتي يقمن بحركات بهلوانية وقفز دون مبرر، ليتطاير كل ما في أجسادهن من ملابس وإكسسوارات، فهذا التمايل والرقص الماجن لا يثير إلا الاشمئزاز والحنق· أما الحديث عن كلمات الأغاني، فلا اسمع منها شيئاً، وإن سمعتها لا أفهم كلماتها، فهي جوفاء خالية من أي مضمون، ولا تتعدى كونها صف حروف لا غير، كما أن صخب الموسيقى، وكثرة الراقصات اللآتي يدرن حول المطرب، ويشغلن المشاهد بحركات تثير المشاعر والغرائز· هذا هو الفيديو كليب الذي أصبح اليوم الوسيلة التي خلطت أوارق اللعبة الفنية، ولم يتعد كونه ''رقصة أو هزة'' من الفنانة من خلال إيقاع سريع غير متوازن، وكلمات غير واضحة ومفهومه، من أجل أن ترتفع مبيعات ألبوماتها، ويذيع صيتها، وتكتسب أغنيتها رواجها بين جمهور متعطش للإيقاعات الساخنة في عصر يفتقر الى الإبداع الفني، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد بات الفيديو كليب ''سلاحاً ذا حدين''، أما يؤثر سلبا على المطرب فيرديه طريح فشله، فتفشل البوماته وتتراجع أغانية، أو إيجابا ليضيف إلى رصيده لترتفع مبيعات البوماته، وفي النهاية نرى مؤدين لا يمتلكون مواهب وقد أصبحوا نجوماً، ويظل السؤال: هل السبب يرجع الى وسائل الإعلام وجهات الإنتاج، أم في المشاهد نفسه الذي يضطر الى ''ابتلاع'' السخف؟ تساؤلات تظل في حاجة الى إجابة· Hana_alhamadi@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©