انتعاش الاستثمارات المستدامة في ألمانيا

تزايدت أعداد الناس الذين يوجهون أموالهم للاستثمار في الشركات الأكثر التزاما بحماية البيئة وضوابط تشغيل العمال في حين تزايدت اعداد الرافضين للاستثمار في الشركات التي تلحق ضررا بالبيئة أو تستخدم الأطفال في العمل· ولكن الحقيقة أن العديد من صناديق الاستثمار ''النظيفة'' أو ''الخضراء'' التي يفترض أن تستثمر أموال المساهمين فيها في شركات تلتزم بمعايير ''أخلاقية'' تستثمر هذه الأموال بالفعل في شركات لاتلتزم بالمعايير الاخلاقية ولا يعرف عنها المساهمون شيئا· ويختار الناس استثمار أموالهم بطريقة ''أخلاقية'' لأن أكبر مشاكل العالم مثل الفقر وانتشار مرض نقص المناعة الطبيعية المكتسب والتلوث متشابكة ومتداخلة ويعتقد هؤلاء الأشخاص أن الاستثمار في شركات معينة يمكن أن يجعل العالم أفضل· وعلى سبيل المثال، فان شركة طاقة تحقق ارباحا طائلة غير ان سمعتها سيئة فيما يتعلق بطريقة تعاملها مع عمال حقولها في نيجيريا ولا تلتزم بمعدلات انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون وبالتالي قد لا تجد طريقا لجذب استثمارات صناديق الاستثمار التي تبحث عن التنمية المستدامة· وفي الوقت نفسه فإن الكثير من الأموال تتجه نحو الاستثمار في الشركات ذات المسؤولية الاجتماعية أو الأخلاقية· يقول فيرنر هيدريش أحد المحللين في مؤسسة مورننج ستار لتقييم صناديق الاستثمار إن قيام أي شركة بتحسين سجلها في مجال الحفاظ على البيئة أو احترام حقوق الإنسان مهما كان ضيئلا يكفي لجذب أصحاب الاستثمارات الذين يفضلون الشركات التي تلتزم بالمعايير ''الأخلاقية''· ولذلك يمكن أن تتجه مثل هذه الأموال إلى شركات تعمل في مجال النفط والدواء لأنها ملتزمة فعلا بالمعايير· وبالفعل هناك 14 شركة نفط وغاز وأدوية مسجلة في مؤشر داو جونز لأسهم الشركات التي تضمن التنمية المستدامة· ومن هذه الشركات شركة سينجينتا للتكنولوجيا الحيوية التي تنتج المبيدات وتشارك في اختبارات إنتاج الذرة والقطن المعدل وراثيا· وفي الوقت نفسه فإن أغلب صناديق الاستثمار في هذا المجال تتعامل بحذر من شركات الوقود الكربوني والسلاح وتلك التي تتورط في عمليات القطع الجائر للغابات والهندسة والوراثية وحيوانات التجارب· ويضم مؤشر ألمانيا للشركات التي تراعي الطبيعة ''إن إيه آي'' 30 شركة يقال أنها ملتزمة بكل قواعد التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة· فيما تم استبعاد الشركات المدرجة على القائمة السلبية وتشمل الشركات العاملة في مجال الطاقة النووية وإنتاج الأسلحة والشركات التي تمارس التمييز ضد الأقليات والمرأة وشركات الهندسة الوراثية· ومنذ إطلاق مؤشر إن إيه آي قبل عشر سنوات في بورصة الأوراق المالية بفرانكفورت ارتفعت قيمته بنسبة 300%، متجاوزا مؤشر إم إس سي آي المعادل له عالميا بما يعزز مقولة ان الاستثمارات المستدامة ''النظيفة'' تحقق عائدات افضل في المانيا· وتهتم بريطانيا ايضا بهذه القضية، حيث يوجد بها مؤسسة ''إيثيكال إنفستورز جروب'' التي تقدم قائمة بتصنيف الشركات وفقا لمدى التزامها بالقواعد البيئية والأخلاقية في عملياتها·