"العموم" البريطاني: استراتيجية بوش في العراق فاشلة

حذر برلمانيون بريطانيون في تقرير ينشر اليوم ان الاستراتيجة الأميركية التي قام الرئيس جورج بوش بمراجعتها في يناير الماضي مع ارسال تعزيزات قوامها 30 ألف عسكري، مصيرها الفشل كما يبدو· وخلصت لجنة الشؤون الخارجية في ''العموم'' الى انه ''من السابق لأوانه القيام بتقييم نهائي'' للاستراتيجية الأميركية الجديدة ''لكنها لا تبدو ماضية الى النجاح''· وأضافت ''اننا نعتقد ان نجاح تلك الاستراتيجية مرهون في نهاية المطاف بقدرة السياسيين العراقيين على التوافق حول عدد من القضايا الاساسية''· ودعت اللجنة الحكومة البريطانية الى عرض الاجراءات التي تنوي اتخاذها لتسهيل مصالحة سياسية بين الشيعة والأكراد والسنة في العراق وتقديم الأدلة على دعم إيران للمتمردين في جنوب العراق· ويتوقع ان يكشف رئيس الوزراء جوردن براون الذي رفض حتى الآن احتمال سحب الجيش البريطاني طالما لم تتمكن القوات العراقية من انجاز مهامها، نواياه أمام البرلمان في اكتوبر المقبل· وتوقعت الصحف ان براون ينتظر نتيجة تقرير سبتمبر الذي سيقدمه قائد القوات متعددة الجنسيات الجنرال ديفيد بيريوس للكونجرس الأميركي حول الوضع في العراق، ومن ثم سيعلن سحب القوات البريطانية وقوامها 5500 رجل والتي ما زالت منتشرة في مدينة البصرة جنوب العراق· ويرتقب ان يقدم بتريوس وسفير الولايات المتحدة في بغداد راين كروكر تقييما للاستراتيجية الأميركية في العراق بحلول منتصف سبتمبر المقبل أمام الكونغرس· وكانت صحيفة ''صنداي تليجراف'' قد ذكرت أمس أن الولايات المتحدة تستعد للدفع بآلاف القوات الأميركية إلى جنوب العراق وسط مخاوف من أن يكون براون ملتزما بسحب قوات بلاده من المنطقة بحلول العام المقبل· وقالت الصحيفة إنه من المفهوم أن البيت الأبيض والبنتاجون قد أعدا خططا مفصلة لتأمين خط التموين الحيوي بين الكويت وبغداد عندما يغادر البريطانيون· كما تشعر واشنطن بالقلق من أن يؤدي الانسحاب البريطاني إلى ترك الحدود العراقية الإيرانية دون دفاع· بالإضافة إلى تهديد عمليات الولايات المتحدة في وقت تزايد فيه الضغط السياسي لتنفيذ انسحاب أميركي· وقالت الصحيفة في مقالها إن التوتر بين واشنطن ولندن قد تزايد بعد زيارة براون الأخيرة للولايات المتحدة في ظل مخاوف من أن رئيس الوزراء البريطاني يحاول إبعاد نفسه عن الإدارة الأميركية وأهدافها العسكرية· لكن الصحيفة تقول إنه لا الحكومة البريطانية ولا نظيرتها الأميركية يبدو أن لديهما خططا بديلة لإعادة إرسال القوات إلى العراق لو انزلقت البلاد نحو الفوضى عندما تنسحب قوات التحالف في النهاية· ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الكبار البريطانيين قوله إن مسألة العودة أو عدم العودة إذا سارت الأمور في اتجاه خاطئ هو سؤال استراتيجي لا تمتلك اي من الحكومة الأميركية أو البريطانية إجابة عليه· ونقلت صنداي تليجراف عن مصادر وزارة الدفاع البريطانية أن هناك تفاهما عاما بين قادة الجيش البريطاني بأن استمرار احتفاظ بريطانيا بوجود قواتها في العراق بعد نقل السيطرة الأمنية عن البصرة إلى القوات العراقية في نوفمبر المقبل سيكون ''بلا معنى''· لكن فيما يرفض الجنرالات البريطانيون بشدة تعرضهم للخسارة في البصرة إلا أن هناك قبولا متزايدا بأن المهمة في العراق تواجه ''فشلا استراتيجيا'' وأن الحرب أصبحت ''قضية خاسرة·