مشرف وكرزاي يتفقان على مكافحة الإرهاب

اختتم مجلس السلام (اللويا جيرجا) الذي يضم حوالى 700 من الزعماء القبليين والدينيين والسياسيين الافغان والباكستانيين اعماله أمس في كابول بدعوة مشتركة لمحاربة الارهاب وتهريب المخدرات· وشدد الرئيسان الافغاني والباكستاني في ختام ثلاثة ايام من اعمال المجلس على ضرورة ارساء الثقة بينهما لمكافحة افضل للارهاب الذي يزعزع استقرار المنطقة· وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف ''ليبعد الله الريبة من عقولنا وقلوبنا وينشر اجواء الوحدة والمساواة والاخوة والثقة'' بين البلدين· واضاف ''اذا عملنا معا وكافحنا معا فلا شك لدي في اننا سننجح في التوصل الى السلام والاستقرار الضروريين لبلدينا وللمنطقة''· ولم يشارك مشرف في الجلسة الافتتاحية لمجلس القبائل يوم الخميس الماضي بسبب الازمة الامنية التي تعاني منها إسلام آباد لكن يعتقد أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حثته في اتصال هاتفي على المشاركة في أعمال المجلس· وقال مشرف الذي تكلم باللغتين الاوردية والانجليزية وتمت ترجمة خطابه الى الباشتونية ''اذا لم نحاول فهم جذور غياب الامن هنا واذا لم نتوقف عن اتهام بعضنا البعض واذا لم يثق احدنا بالآخر لن ننجح على الاطلاق''· من جهته رد الرئيس الافغاني حامد كرزاي ان ''افغانستان ستعطي بدون ادنى شك ثقتها لباكستان، الدولة الشقيقة والصديقة''· من جانبهم شدد الزعماء القبليون والدينيون الـ 700 ايضا ''على الاهمية الحيوية للعلاقات الاخوية وعلى مواصلة سياسة الاحترام المتبادل'' بين البلدين كما جاء في بيانهم· ورأوا ان مثل هذا التحالف هو وحده القادر على هزيمة الناشطين الاصوليين الذين تسببت هجماتهم في مقتل 29 شخصا في افغانستان منذ السبت الماضي· واعلن المشاركون ايضا بالاجماع ان ''حكومتي وشعبي البلدين لن يسمحا بوجود ملاذات او مراكز تدريب او مراكز للارهابيين في البلدين''· لكن هذا الوعد يصعب الوفاء به لأن وجهاء المناطق الحدودية الباكستانية تحديدا المستهدفين بهذا الاعلان قاطعوا الاجتماع· وهم ممثلو وزيرستان الشمالية والجنوبية، حيث يتحصن بحسب واشنطن وكابول عناصر طالبان وحلفاؤهم من القاعدة· من جهة اخرى شدد مجلس السلام على الدور ''الخاص'' للحكومتين في مكافحة الارهاب التي يجب ان ''تكون جزءا لا يتجزأ من السياسات الوطنية والاستراتيجية الامنية في البلدين''· واعلن المشاركون ايضا عن تشكيل لجان مشتركة لمتابعة تطور الوضع والتحضير لمجلس سلام مقبل وخصوصا متابعة ''المصالحة مع المعارضة''، اي اعادة عناصر طالبان التائبين الى الاطار الشرعي في افغانستان ومواصلة عملية مماثلة مع الاصوليين في باكستان· واخيرا طرح الزعماء القبليون والدينيون العلاقة بين الارهاب والمخدرات التي تمول انشطته· ودعوا كابول واسلام اباد الى شن ''حرب شاملة'' ضد زراعة الافيون التي يتوقع ان تبلغ رقما قياسيا هذه السنة بحسب الامم المتحدة مع انتاج اكثر من ستة آلاف طن· وأكدوا في الوقت نفسه ان على الحكومتين و''بدعم من المجموعة الدولية'' اقامة البنى التحتية والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المتضررة'' من جراء القضاء على المخدرات· وبحسب وزير الخارجية الافغاني السابق عبدالله عبدالله الذي انتخب نائبا لرئيس هذا المجلس فإن كرزاي ومشرف '' أكدا أنهما سيدعمان تطبيق توصيات'' هذا المجلس· ومن جانبه، رحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير باجتماع زعماء القبائل الافغانية والباكستانية بكابول ووصفه بأنه خطوة مهمة للمصالحة الإقليمية· وقال الوزير في بيان صدر أمس ببرلين إن وجود 700 مبعوث ''بمجلس ''جيركا'' السلام المشترك'' أكد ''عزم البلدين على العمل المشترك لنشر الاستقرار فى اقاليمهما الحدودية''· وقال شتاينماير إن مجلس السلام المشترك ''خطوة مهمة فى الاتجاه الصحيح''، مشيرا مع ذلك إلى أن تجمعا رئيسيا وحيدا لا يكفى لحل الخلافات الثنائية بين افغانستان وباكستان· وأضاف الوزير أن حقيقة تعهد الرئيس الافغاني حامد كرازاي و نظيره الباكستاني برويز مشرف بالعمل معا تشكل بادرة مشجعة·