خطط علنية للأزواج

هل تريد أن تعد وتنفذ خطة محكمة ''تقضي'' بها على زوجتك معنوياً أو فعلياً؟ هذه ليست دعوة للقتل، أوجهها ـ على مسؤوليتي ـ للقراء، الباحثين للخلاص من نير الزوجية، بل هي حصيلة برنامجين شاهدتهما بالأمس على فضائيتين عربيتين، حملا مجموعة من الأفكار والخطط للأزواج الملتاعين أو المتلاعبين· طبعاً، البرنامجان، كانا يقصدان عكس ما فهمته منهما، وهنا الطامة الكبرى، كما يقولون: أن تذهب الرسالة التلفزيونية إلى عكس ما تريد أو ما ينبغي· ففي برنامج تقدمه إعلامية عربية شهيرة على قناة ''دبي'' طرحت قضية ''سرقة الأزواج'' واستضافت عدداً من ضحايا هذه السرقة غير الحلال، ومع الضحايا استضافت اختصاصية في علم النفس كانت هي الأخرى ضحية في مطلع شبابها· تبدو المسألة عادية، فافتراق الزوجين قد يحدث في كل مجتمع وفي كل ظرف، وسمعنا عدة مرات عن ''سرقة'' الزوج من قبل صديقة الزوجة· لكن غير العادي في الأمر، هو النتائج التي توصلت إليها المذيعة وأقرت بها الاختصاصية· فالخيانة في رأيهما هي ظاهرة عالمية، وأن هذا العصر هو عصر الخيانة· وبهذا التعميم، غير الموثق، أعطتا حجة لكل زوج: لماذا أكون مختلفاً، طالما أن ''كل'' الأزواج خونة؟ ولماذا عليّ أن أكون خارج العصر طالما أنه عصر الخيانة؟ ثم إن حوارات البرنامج وفرت لكل من يريد وسيلة للتنفيذ· خرجت سالماً من مشاهدة هذا البرنامج، لكي أقع على الفور في براثن برنامج آخر حمل من الإغراء ما لا يقاوم· فقد طرحت مذيعة لبنانية شهيرة، على إحدى المحطات، سؤالاً غريباً: كيف تستطيع أن تجنن زوجتك؟ وتفنن ضيوف المذيعة والمتصلون بها، وبعضهم خبراء واختصاصيون، في شرح الوسائل والطرق المجربة التي تمكن الزوج من دفع زوجته إلى الجنون· والجنون هنا، قد يعني الجنون حباً، ويحمل أيضاً ما يفيد بفقدان العقل، لكن أكثر الآراء التي طرحت رجحت الخيار الثاني· طبعاً من حق كل إعلامية أن تملأ برنامجها بالفكرة التي تريدها، لكن من واجبها أن تتجنب التعميم، أو إطلاق الأحكام بلا توثيق· فليس صحيحاً أن هذا العصر هو عصر الخيانة، وليس واقعياً أن كل رجل يريد أن يجنن زوجته·· وقبل هذا وذاك، ليس من المعقول أن تناقش قضية علاقة الرجل والمرأة على التلفزيونات العربية من منطلق العدائية بين الطرفين، بدلاً من مناقشتها من منطلق المساواة أو التكامل· نقطة واحدة فاتت معدتا ومقدمتا البرنامجين، هي إعلان تنبيه قبل بث البرنامج يشبه ذلك التنبيه الذي يرافق بعض الأفلام: يسمح للأطفال بمشاهدة هذا الفيلم تحت مراقبة الأهل· في البرنامجين كانت صيغة التنبيه يجب أن تتضمن الآتي: يسمح للأزواج بمشاهدة هذا البرنامج تحت مراقبة الزوجات· adelk85@hotmail.com